تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الخليج يدفع ثمن الموقف السعودي!!

مصدر الصورة
SNS

 

                                                                                                                                                                                                                                                     20/10/2013

 

تحدثت وسائل الإعلام الموالية للسعودية عن الترحيب العربي والدولي بقرار الأخيرة، رفض قبول العضوية المؤقتة في مجلس الأمن. وكان من أبرز المرحّبين جامعة الدول العربية وقطر والبحرين والسلطة الفلسطينية. فماذا عن موقف الكويت والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان؟!!

قبل الخوض في نتائج القرار السعودي على دول مجلس التعاون الخليجي لابد من التذكير بأن الموقف السعودي قد يأخذ عندما يوضع موضع التنفيذ أحد الأشكال التالية؛ إما العودة إلى المجلس استجابة وتقديراً لمطالبات عربية ودولية، أو الاحتفاظ بعضوية المجلس ومقاطعة جلساته، أو الاستمرار برفض العضوية بشكل كامل وهذا سيكون له تبعاته وأهمها كيف سيتم التعامل مع المقعد الشاغر في مجلس الأمن؟

لا يوجد نتائج تترتب على مواقف المرحّبين بالموقف السعودي مثل جامعة الدول العربية وقطر والبحرين والسلطة الفلسطينية؛ فهذه الأطراف جميعها ليست مرشحة لشغل المقعد البديل، وهي تبيع القيادة السعودية مواقف مدفوعة الأجر مسبقاً ولا مشكلة عندها. أما سلطنة عُمان فلطالما تركت لنفسها مساحة وهامشاً خاصاً للتحرك. لكن ماذا بشأن الكويت والإمارات العربية المتحدة اللتان تحدثت الأخبار عن إنهما المرشحتان البديلتان لشغل المقعد، مع ترجيح الكويت طبقاً للترتيب الهجائي للدول العربية التي تحتل هذا المقعد؟

أياً من الكويت أو الإمارات، ستجد نفسها في موقف حرج إن طرح اسمها لشغل الفراغ الذي خلفه القصور السعودي. فإن رفضت الكويت أو الإمارات عضوية مجلس الأمن كما فعلت السعودية، ستستمر المشكلة بشكل أكبر وأعمق وسيكون لها انعكاساتها الدولية والإقليمية على صورة العرب في مجلس الأمن، وسيخلق ذلك سابقة في التعامل مع المنظمة الدولية والعلاقات الدولية، فهل تجرؤ أياً منهما على المغامرة وتحمل ذلك إرضاء للموقف السعودي ووحدة الموقف الخليجي، وهي غير مقتنعة به ولا يحقق لها أياً من مصالحها؟ أما إن قبلت أياً منهما بشغل مقعد السعودية، فستضع نفسها في حالة عداء مستحكم مع قيادة السعودية التي ستفسر ذلك ضرباً بها وخيانة لها وطعناً في الظهر. وفي كلتا الحالتين، فإن الموقف السعودي يشير بوضوح إلى تخبط في الرؤية، وإلى تفكك الموقف الخليجي. فالقيادة السعودية التي تنتقد الاخرين ويسوؤها سلوكهم، وتحديداً الولايات المتحدة لتفردها وعدم مشاورتها لها كحليف أو تابع، تفردت هي نفسها باتخاذ موقفها الرافض لعضوية مجلس الأمن ولم تشاور الحلفاء الخليجيين أيضاً، فأربكتهم وأربكت نفسها أيضاً.

موقف التذمر السعودي كلمة حق يراد بها باطل؛ فتاريخ السعودية ومواقفها السابقة تناقض تبريراتها وتؤكد أنها، إضافة إلى هروبها من تحمّل المسؤوليات، أرادت الاصطياد في المياه العكرة أكثر من تحقيق الأهداف التي رفعتها. الزهايمر السعودي يتزايد.. والأصدقاء يعانون من شدته؟!!

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.