تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

السعودية.. وازدواجية المعايير!!

مصدر الصورة
SNS

                                                                                                                                 26/10/2014

 

أحد الأسباب التي ذكرتها الدبلوماسية السعودية المتحجرة لعدم قبول عضوية المملكة في  مجلس الأمن ـ بالمناسبة هي لم ترفض بشكل رسمي هذه العضوية وبالتأكيد ستتراجع عن قرارها الأحمق ـ  أحد الأسباب هو أن مجلس الأمن يعاني من ازدواجية المعايير؛ اكتشاف للمخترع السعودي الدبلوماسي "الغر" سعود الفيصل!! الفيصل الذي يستولي على وزارة الخارجية في المملكة منذ عشرات السنوات اكتشف فجأة أن مجلس الأمن يعاني من الازدواجية في معاييره؟!!

ليس سراً أن الأمم المتحدة وليس مجلس الأمن فقط يتصرفان وفق الظروف الدولية وكيف تحاول القوى الكبرى استخدام المنظمة الدولية. ولسنا في صدد الدفاع عن مجلس الأمن ولا المنظمة الدولية، ولدينا عليهما ألف انتقاد. ولكن عار على المرء أن ينهي عن أمر ويأتي بمثله، لاسيما إذا كان في موقع ـ يفترض ـ أنه يمثل التوازن الإسلامي، إذ هل السعودية تمارس هذا التوازن مثلاً؟!!

السياسة السعودية بكل صنوفها؛ الداخلية والخارجية، الدبلوماسية والدينية والتعليمية والفكرية... تعتبر مثالاَ ونموذجاً فظاً لازدواجية المعايير؛ السعودية تحارب الإخوان المسلمين في مصر والأردن وتقف إلى جانبهم في سورية؛ السعودية تحارب الولايات المتحدة وتركيا في مصر وتقف إلى جانبهما في سورية؛ السعودية تساعد الجيش المصري بحجة أنه يحارب المتطرفين والإخوان وتقدّم له المساعدات والأموال، وتحارب الجيش العربي السوري الذي يقاتل نفس المجموعات، والذي يسانده الجيش المصري؛ السعودية تدعو إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية والإسلامية الأخرى وتتدخل في شؤون اليمن والبحرين والعراق وسورية ولبنان ومصر والباكستان وإيران...الخ؛ السعودية ترفع شعار الوحدة الإسلامية، وتُنشيء وتمول عشرات الفضائيات التي تدعو إلى التفرقة والقتل والتمييز بين المذاهب الإسلامية وتكفير بعضها أو معظمها؛ السعودية تدعي أن مجلس الأمن لم يحل القضية الفلسطينية، وكأنها في حرب ضد إسرائيل، ولكن المتابع للسياسة السعودية ولا سيما في الأعوام الأخيرة، يستطيع التأكد بسهولة أن سياساتها تتناغم بالكامل مع السياسات الإسرائيلية في الحرب على الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين والإيرانيين.

لكن أطرف حادثة لازدواجية المعايير السعودية وقعت مؤخراً في لبنان بعدما وقع تفجيران في منطقتين مختلفتين طائفياً، الأول في طرابلس شمال لبنان والثاني في الضاحية جنوب لبنان، فعزّت المملكة بضحايا أحد التفجيرين واستنكرته، وتجاهلت التفجير الثاني والضحايا الذين سقطوا، وكأنهم ليسوا لبنانيين أو ليسوا بشراً، أو كأنهم ليسوا أنفساً بريئة قتلوا بغير وجه حق!!

لزمن طويل بقيت بعض قيادات المملكة الصدئة تغرف من الموقف الأمريكي وتتكل عليه وتحتمي مثل إسرائيل بالعداء الأمريكي للدول التي تناهض السياسة الأمريكية!! أمَا وقد تراجعت المظلة الأمريكية والدور الأمريكي وبدأت انعطافات جديدة في السياسة الدولية، فقد انكشف عقم سياسة المملكة وافتقار قيادتها لرؤية تكتيكية ورؤية إستراتيجية، والأهم للمصداقية بين الذين كانت تتعامل معهم وكانوا يجارونها خوفاً أو حاجة أو تملقاً؛ فحتى المال السعودي لم يعد يجدي ولم يعد قادراً على شراء أحد!! سلوك بعض قيادات المملكة يمثل نماذج صارخة عن ازدواجية المعايير وأفضل أمثلة هي سياسات "هُبل واللات" المتناقضة والمختلة والمرتجفة!!

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.