تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

رخصة القيادة.. رشد القيادة؟!!

 

                                                                                                                                                                                            29/10/2013

 

أثيرت في اليومين الماضيين مسألة قيادة المرأة السعودية للسيارة، بعد أن قامت مجموعة من النسوة  العربيات السعوديات بتحدي القرار الجائر للسلطات السعودية التي تمنع المرأة من قيادة السيارة، والتي قامت بمخالفتهن لقيامهن بذلك.

الحقيقة ليس المرأة السعودية وحدها من يحتاج إلى قرارات جديدة لتسوية أوضاعها أسوة ببقية نساء العالمين؛ فالمملكة كلها بحاجة إلى قرارات جديدة تنقلها من حالة الوهن والتخلف التي تعيشها على كافة المستويات في الداخل ومع الخارج، ولكن المملكة تحتاج قبل كل هذا، إلى قيادة جديدة لتتخذ مثل هذه القرارات التحررية وتتمكن من تنفيذها، بدل القيادة الفاقدة للرشد والوعي التي نراها الآن والتي تستعدي الداخل والخارج عليها وعلى المملكة.

لا تقاس الحكمة بالأعمار ولا بالتجارب التي يخوضها المرء، ولكن بالقدر الذي يتعلم خلاله المرء من تجربة العمر!. ويبدو أن القيادة السعودية، وبعد كل السنوات التي خلت من عمرها وعلى قيادتها للمملكة لم تتعلم شيئاً مما يجب أن تتعلمه. ولكي لا نسترسل أكثر، نودّ التذكير بأمر واحد حصل قبل سبع سنوات وكاد الرد عليه مساء الأمس؛

قبل سبع سنوات، وتحديداً عندما قامت إسرائيل بعدوانها على لبنان والمقاومة؛ أي عام 2006، اتهمت القيادة السعودية ودبلوماسيتها المرتجفة المقاومة ومن يدعمها بأنهم يقومون بالمغامرات ويورطون الأمة العربية بالمشاكل ــ مع أن المقاومة حققت انتصاراً باهراً على العدوــ وأكدت القيادة السعودية حينها أنها لن تساعد المقاومة ولن تقف إلى جانبها. وكان طلب المقاومة وردّها، آنذاك؛ "أننا لا نريد شيئاً منكم، فقط أن تكفّوا بلاكم عنا وتوقفوا تآمركم علينا"!

بعد ظهر أمس أطل السيد حسن نصر الله ليؤكد للقيادة السعودية أن المقاومة وداعميها انتصروا ولم يكن سلوكهم عام 2006 مغامرة أبداً. مساء أمس وجه السيد حسن نصر الله نصيحته صراحة للمملكة الشقيقة بالكف عن العناد وقراءة الواقع ورؤية الأشياء على حقيقتها دون وهم أو تضليل؛ مشروع إسقاط سورية والمقاومة فشل من أوله إلى نهايته وبكل الأشكال التي أتخذها. السيد نصر الله أفهم القيادة السعودية أن كل الدول بدّلت مواقفها وقبلت بنتيجة المعركة وبدأت تعترف بانتصار سورية وحلفها، بل وحتى حليفتكم الولايات المتحدة؛ لم يبق غير السعودية تسوق المنطقة نحو الحرب والمشاكل والخراب والتدمير.

نصيحة السيد حسن نصر الله أمس، لم تأت من تحت الطاولة أو عبر صناديق التفجيرات التي ترسلها المملكة "الشقيقة"، من خلال استخباراتها أو مؤامرات دبلوماسيتها الغبية الخرقاء، بل جاءت صريحة وعلانية ومدعومة بمعطيات الواقع الميدانية والسياسية والدبلوماسية. النصيحة طبعاً شملت مجموعة الحمقى الذين توجههم السعودية في لبنان وخارجه.

وجود أغلب القيادة السعودية أصبح "ورماً مؤذياً" يعتمل في جسد المملكة والمحيط الذي يجاورها والأمة كلها، والمسألة تحتاج معالجة سريعة، ومعالجة الأورام تكون غالباً باستئصالها!!

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.