تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

من دفتر الوطن - دبلوماسية «الكف» الرومانسي!!

يستحق أي نظام الحسد على معارضة كهذه.. ليس هذا بسبب حوار «الكفوف» الديمقراطي فيما بينهم.. فهذه قصة سخيفة مقارنة بما يجري في الكواليس.... وشخصيا لا أعرف الجربا وإن كنت أعرف بعض سماره ومنهم مسؤولون وسميراته هنا وهم من طينة واحدة. لكن اللافت أن لدينا معارضة لم تتعلم أي درس في السياسة على مدى خوضها التجربة.. وربما لديها أسباب لعدم التعلم.. ليس لأنها غبية بالفطرة بل ب رأيي المتواضع أنها كانت غير ذات رأي أبدا في كل ما قامت به بل كانت منفذة لسياسات متناقضة بتناقض أصحابها ومموليها وأمزجة مخابراتها... لا أريد أن تبدو زاويتي هنا كما لو كانت هجاء للمعارضة بحد ذاتها، بل على العكس وجود معارضة في أي بلد هو علامة صحية وجهاز رقابة ذاتي للوطن وفوق ذلك منشط للمنافسة على إرضاء الناس. ومعظم الأسباب التي لم تخلق لدينا معارضة سليمة تتحملها الحكومات السياسية التي تعاملت مع المعارضة على أنها خطر وليس فرصة وها نحن ندفع الثمن غاليا اليوم فلو كانت هناك حياة سياسية نشطة لكانت قادرة على الأقل من تخفيف الكارثة. أيضاً مشكلة المعارضة السياسية السورية هي الرومانسية التي تعانيها على مدى فترات متعاقبة من محاولات خلق معارضة سياسية كانت سرعان ما تدفن نفسها نتيجة رومانسية تعاطيها مع السياسة. الآن..... لم تستطع المعارضة رغم التسويق الإعلامي الفجّ من تقديم شخصية واحدة تستحق الثقة والاحترام... ورغم أن النتائج مهما طال أمد الأزمة ستؤول لصناديق الاقتراع لكن المعارضة ليس لديها من تقدمه لهذه الصناديق واعتمادها على التصريحات الإعلامية و«سيناريوهات» غرف المخابرات ليست ذات قيمة عند الوصول للحظة قادمة حتما وهي الاحتكام لصناديق الانتخاب.... تبدو معارضة بلا رؤوس إنها مجموعة أذناب.... وهذا لمصلحة النظام وليس لمصلحة الوطن. تساؤلات الشارع الآن عن مدى قدرة مؤتمر جنيف على إخراج سورية من أزمتها، والجميع يعرف أيضاً أن أسوأ ما يقوم به بعض السوريين الآن هو التعامل مع القضية على أنها لعبة مفاوضات. يرفع المتفاوضون السقف حتى يحصلوا على سعر أفضل أو السعر الأفضل. الموضوع هنا مختلف تماما فالسياسي الذي يريد أن يقدم أفضل ما لديه هو السياسي الذي يشارك بصناعة الحل وليس ذلك الذي «يتشاطر» على حساب دماء ودمار السوريين. لهذا فالجواب على تساؤلات الشارع لن تصنعها معارضة كهذه تتحاور بينها بالكفّ فكيف يمكن أن نتصور طريقة تحاورها مع المنافس إن لم نقل الخصم ونحن الذين نعرف على الأقل من أدائها أنها معتادة على تلقي الأوامر سواء وهي هنا أم عندما لبست ثوب المعارضة المستعار؟ لدي جرعة تفاؤل أريد أن أقدمها في الختام: أن الحل سيكون سورياً في لحظة لن تكون بعيدة.... فمصالح الآخرين في استمرار الأزمة لم تعد مكافئة لخسائرها من استمرارها. عبد الفتاح العوض

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.