تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

ماذا يحدث في صحيفة تشرين هذه الأيام؟

مصدر الصورة
داماس بوست

بداية أولى: أنا اسمي مصطفى علوش، مواليد 1965 والدتي بديعة، علمتني أمي قبل صدور قانون الإعلام بوقت طويل أن لا أشتم أحداً، ولكنها بالمقابل علمتني أن لا أسكت على الغلط، وربما علمني أبي أيضاً وقبل صدور قانون الإعلام قول الصدق، أنا غير بعثي ولكني علماني، أعيش في سوريا، عنواني صحنايا، وأعمل في جريدة تشرين بصفة محرر منذ عام 2011 ومازلت على رأس عملي وللأمانة مازالت الصفحة التي أشرف عليها أسبوعياً مستمرة ولا أحد يتآمر عليّ من زملائي.
بداية 2: تعلمت الكثير من زملائي وزميلاتي الجدد، ديما الخطيب، لبنى شاكر، ورنا سلوم، ميليا اسبر،وتعلمت من جيل ثاني من الزملاء في الجريدة و منهم، (خليل صويلح ونبيل صالح، ومحمد البيرق، وزياد غصن، ظافر أحمد، ويسرى ديب وعبد الفتاح العوض وليد معماري وعبد الإله الرحيل وعصام داري... وحسن م يوسف ).
كان يمكن أن أصمت على هذا التعقيد الإداري في عمل الصحفيين في جريدة لولا أنني أعتبر الصحفيين شخصيات اعتبارية لهم وزنهم الاجتماعي والأخلاقي في المجتمع، وكان يمكن أن أصمت لو كنت أعمل في فرن أو في بلدية على موضوع الدوام، ولكن أن تصل الأمور إلى هذا الحد من الانحدار البيروقراطي، فهذا الوضع لا يسكت عليه إطلاقاً، حيث صار الدوام هو معيار الالتزام، ويا ليته يطبق على الجميع، فهناك قائمة تفييش لا يطبق عليها أي شيء ومنها: (ياسين خليل، رشا حسن، ،.. وإداريون ..) ومع احترامي لتاريخ كل منهم، ولكن إما طبّقوا هذا القانون الإداري على الجميع أو اسمحي لنا يا رئيسة التحرير أن نعمل ونقدم شغلنا بدون هذا الرهاب الإداري، حيث صار الصحفي ينتظر قائمة عقوبات يومية على باب الاستعلامات، فالصحفي والروائي خليل صويلح وللمرة الثالثة يحسم من راتبه، لأنه يغيب جزئياً مع أنه يشرف على صفحة أسبوعية، كما تم حسم من راتب الزميلة يسرى ديب وهناك 7 محررين آخرين تم حسم أجر من راتبهم.
وآخر ابتكارات رئيسة التحرير هو جدول يومي يوجد عند رئيس الدائرة من أجل التوقيع عليه، ساعة الوصول والخروج، مع العلم أن هناك استمارات في الباب الرئيس، ولدينا كاميرات تصور كل شيء، ماعدا الرهاب الذي بتنا نعيشه في الجريدة من الدوام.
الزميلة رئيسة التحرير تعامل معظم كادر التحرير كخصوم ، وأنا كلما قابلتني تسألني بصيغة الاتهام ( لماذا لا تداوم؟) مع أنني أداوم بين 3 أو 4 أيام في الأسبوع وأشرف على صفحة أسبوعية، وأكتب في الشهر معدل 17 مادة. وأغطي غيابي بمهمات وجدت أصلاً لتيسير العمل، حيث أمضي الأربعاء والخميس في تحضير الصفحة للعدد القادم. وهنا نصل إلى العقدة الإدارية التالية وهي المهمات، حيث توصلت رئيسة التحير إلى صيغة ضبط المهمات ووضعها في يد رئيس الدائرة وتسجيلها، ولم يبق إلا وضع ختم رسمي لها. حتى الإجازات الإدارية تحولت إلى معاملة طويلة من الموافقات المسبقة منها، بينما هي حق للعامل والتواقيع إجراء روتيني.
وطبعاً الخيار والفقوس هو القانون السائد، فيعاقب فقط من يعمل ويداوم.
على الصعيد المهني لا معايير في قبول أو رفض المواد، فمثلاً ممنوع في تشرين أن تكتب عن الدولار وأحواله أو الذهب والسبب هو (توجيه حكومي)، يا للهول وهل نحن موظفون عند الحكومة صحفياً أقصد، أم نحن صحيفة بلد و دولة؟ . وقد أنجز زميل شغيّل حواراً مع الشاعر الكبير أدونيس، وعندما قرؤوه حاولوا حذف فقرة تخص رأيه السياسي، ولكن الزميل وأدونيس رفضا ذلك، وذهب الحوار إلى منبر آخر، وعلى هذا الصعيد.. هناك مسلسلات من المعاناة.
على صعيد الاجتماعات.. هناك عقدة اسمها الاجتماعات حيث اجتمعنا في الجريدة وخلال أقل من عام أكثر من 100 اجتماع وإذا اعتذر المحرر عن هذا الاجتماعات التي تعقد للتشهير بزميل أو معاقبة آخر فهناك عقوبة تنتظره حيث يسجل أسماء الحاضرين والغائبين في قائمة.
هناك زملاء متزنون في هيئة التحرير، ولكن تعويضاتهم وإغراء الكرسي وخوفهم من رئيسة التحرير جعلهم يصمتون على كل شيء.
الحلقة الأضعف في الجريدة هم المحررون مع أن بينهم كتاب وصحفيون وصحفيات مهمون وروائيون وقاصون ومبدعون، حيث التهديد والوعيد لهم، من قبل رؤساء دوائر، ومن قبل رئيسة التحرير، وقد اتصلت بي رئيسة التحرير مرة مهددة لأنني داومت مرة 19 دقيقة، بعد أن أنهيت عملي قبل يوم كامل، وتوعدت بإصدار قرار بإلزام كل محرر بالدوام من 2 ساعة إلى 3 ساعة والسبب أنا، وللأمانة ختمت تهديدها بكل عام وأنتم بخير، لتذكيري بأنني لم أعيدها وطبعا حتى تاريخه لم تصدر ذلك القرار.
مهندسون يشتكون، مخرجون يشتكون، عمال، إداريون.. يشتكون والسبب أنها لا تصغي لأحد، فقط تصغي لصوتها، تصغي لمن تريد بينما لا يعنيها مثلاً أن باص للجريدة يوصل العاملين لصحنايا وقعت بالقرب منه قذيفة؟
باختصار الصحفي الذي تحترمه الناس خارج الدوام، صار بلاهيبة داخل الجريدة، هو عبارة عن شخص معيار مهنيته مدى رضى رئيسة التحرير عنه من ناحية دخوله أو خروجه لمكتبها، وأنا شخصياً لا أحب الدخول لمكتبها، لابل أخاف من ذلك.. مع أنني لا أخاف من أي شيء.
لن أطيل عليكم هناك حلقات أخرى تخص حال الأرشيف الذي أتلف وسيتلف إذا بقي في القبو، وهناك حديث عن محتوى الجريدة فانتظرونا طالما أن السيد وزير الاعلام لم يفعل شيئاً حتى الآن رغم أنني أوصلت مذكرة لمكتبه عن طريق معاونه الأستاذ معن حيدر.
أختم بالقول أن هناك 4 أسماء مستعدة لتقول كل شيء أمام السيد وزير الإعلام ومن هذه الأسماء الزميل الصحفي والروائي خليل صويلح.

 


المصدر: مصطفى علوش – داماس بوست

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.