تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

ثلاثة وثلاثون عاما ولازلت تلميذا

 


اليوم 8 كانون1 --2013بدأت عامي الثالث والثلاثين في جريدة البعث , باشرت في 7-12 1981 في قسم الارشيف ليلا، وكان الزملاء محمد يونس وعادل شداد وعيدالاله صادق واكرم شمالي وعدنان ابراهيم (رحم الله من توفى منهم ) وادام حياة الباقيين ثم انضم الينا المرحوم فوزي الجدع ابومروان في وقت لاحق .
كان يومها المرحوم ياسين رجوح مديرا عاما والمرحوم عبد الكريم العلي نائبا لرئيس التحرير وماجد معوض وجان الكسان حسين حموي وبرجس عزام امناء تحرير....
في دار البعث تعلمت الف باء الصحافة ، تلك المدرسة التي خرجت كثيرين من امثالي ، بعضهم يعترف ، وبعضهم يتناسى ،المهم انا لم أنس ولن أتناسى يوما بأني واحد من أبناء تلك الدار التي ماتغيبت عنها الا ثلاث مرات ، الاولى لخدمة العلم عام 1983 ،والثانية لمدة شهرين عملت خلالها في السعودية ،وكانت تجربة فاشلة بامتياز ،عندما ذهبت لأسس مجلة في السعودية عن الذهب والمجوهرات ، ولم يكن اصحاب المشروع على دراية بما يجري لدى الطاقم الاداري وخفت ان اضيع بين (الرجلين) فاحترمت نفسي وقدمت استقالتي من بلاد العبودية لانال حريتي على الحدود الاردنية عندما سلموني جواز السفر،كما تقتضي التعليمات الرسمية للملكة ،وهذا حديث اخر .
اما المرة الثالثة كانت منتصف العام الجاري وكنت مكلفا بمهمتين أعتز بهما ( معاون المدير العام ,وأمين شؤون التحرير) وحصلت على إجازة بلا أجر،ولازلت مجازا ، وانا حاليا في الولايات المتحدة الاميركية، جئتها مهاجرا بعد ان جاءتني موافقة الهجرة عام 2010 على طلب استقدام قدمته شقيقة زوجتي التي تعيش في اميركا في منتصف التسعينيات .
ثلاثون عاما ونيف من العمل المتواصل والسهر المضني لانجز والزملاء الاعزاء عدد البعث الذي كان يخرج من المطبعة في ساعات الصباح الاولى كمولود جديد نحمله بسعادة غامرة ونعود الى بيوتنا عندما ينبلج الفجر، او يكاد، واحيانا بعد شروق الشمس , كان الزملاء بمواقع عملهم المختلفة بارعين ،كل في اختصاصه ، بدءا من رئيس التحرير وانتهاء بالموزع ,ورغم التجاذبات والحساسيات في مهنة المتاعب الا اننا كنا نعيش اسرة واحدة، وما حزنت يوما كاليوم الاخير لي في الدار، قبل سفري، فالذين ودعتهم والذين لم اتمكن من وداعهم ،لهم كل المحبة والاحترام والود الصادق في عيون الزملاء ايا كان موقعهم ،فهم زملاء ، لكل موقعه في الدار وفي صدور الصحيفة .
لا اعرف كم كتبت من المقالات في البعث ، التي وفقت في بعضها، وأخفقت في بعضها الآخر،لقد كانت هذه المقالات والتحقيقات والمقابلات والزوايا ثمرة جهد وتعب واجتهاد ومتابعة زملائي الاكثر خبرة مني ونصائحهم ، وتأنيباتهم في أحيان كثيرة ،وخاصة في مسألة اللغة ، وأخص بالشكر الزملاء القدامى الذين وقفوا الى جانبي وجانب كل زميل اتى الى هذه المهنة , ولا اريد ان اذكرهم خوفا من نسيان احدهم لكني سأذكر اثنين من الرعيل القديم اطال الله في عمرهما :جان الكسان الذي كان يزودني بتوجيهاته عندما عملت في التحقيقات بداية عملي عام 1982و محمد منصور في الاخبار والسياسة ، ووضع العناوين،وطريقة اختيار الصورالمناسبة للحدث، عندما عملت كمحرر مناوب ليلي من اواخرعام 1989 وحتى عام 2000.
ثلاثة وثلاثون عاما ولا زلت أتعلم فنون المهنة ،مهنة البحث عن المتاعب.
مرت السنون كأنها لحظة وكل مافيها من ذكريات حلوها ومرها تبقى صحيفة البعث ورغم البعد الجغرافي عنها بمثابة الوتين من القلب .
                                                                              
صخر نصر

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.