تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

عباس -نتنياهو : صفعات متوالية

مصدر الصورة
sns

 

توالت خلال اليومين الماضيين الأخبار عن مجموعة من الاجتماعات والخطابات التي شهدتها الولايات المتحدة الأمريكية سواء في واشنطن أو نيويورك حيث يعقد الاجتماع الدوري للجمعية العامة للأمم المتحدة وكان محور كل هذه الأخبار والخطابات القضية الفلسطينية والصراع العربي- الإسرائيلي بتشعباته المختلفة، ورغم أن عمر الصراع يقارب عمر هذه المنظمة العالمية التي لم تتمكن خلاله من أن تقدم شيئاً لإحقاق الحق وإعادته إلى أصحابه، إلا أن العام الحالي تميز بتحطم الآمال وتراجع الطموحات التي علقها بعض العرب على الإدارة الأمريكية الجديدة متخيلين أنها ستكون قادرة ليس على أخذ موقف الحياد من طرفي الصراع بل آمنوا أنها ستأخذ لهم حقهم وتجبر عدوهم على تنفيذ خطوات هي أضعف الإيمان إن كان لدى هذا العدو من إيمان غير الإيمان بالعنصرية والهمجية والعدوان.
 
وهاهي الأخبار تأتينا من غير تزويد... والصفعات تتوالى على خد العربان الذي تعود على اللطم حتى أدمنه.. فكانت قمة أبو مازن- أوباما- نتنياهو وما جرى فيها من عري عربي مخجل ليس للأجيال القادمة من أمة يعرب ....بل وحتى للأجيال التي توالدت من زمن المعتصم إلى هذه الأيام..... والمخجل ليس العري بل الصفاقة في تبرير هذا العري وإيجاد الأسباب دفاعاً عنه، فجوقة عباس المرافقة له إلى بلاد العم سام لم يكن لها أي هم سوى تبرير مشاركته في هذه القمة والتبجح بأنه صحيح شارك مع أوباما ونتنياهو في القمة غصبا عنه، إلا أنه عرض رأيه المتمسك بضرورة وقف الاستيطان قبل أي مفاوضات... ولا يذكر هذا العهر من جوقة أبو مازن إلا بذلك الذي أكد لزوجته بعد أن ذهب الذين اغتصبوها بأنه لم يذعن لهم بعدم الخروج عن الدائرة التي رسموها على الأرض حابسينه فيها خلال اغتصابها وأنه أخرج رجله ويده أكثر من مرة خلال عملية... الاغتصاب.
 
لم يكن أبو مازن هذا مضطرا للمشاركة في القمة مع نتن.. ياهو خاصة وأن الأخير تحدى سيد البيت الأبيض وجميع موفديه بأن أعلن رفضه وقف الاستيطان قبل العودة إلى المفاوضات وكان واضحاً لأي طفل فلسطيني أن هذا الموقف المتعنت من نتنياهو يعني أن الصلف الاسرائيلي بانتصاره على رغبات أوباما سينعكس سلبا على الفلسطينيين وسيدخلهم في دوامة تنازلات جديدة تزيد خسارتهم خسراناً.. وأن مقاومة هذا العدو وتحديه وحدها هي الوسيلة الممكنة لدحره وإجباره على الاعتراف بالحق العربي، ونؤكد هنا أنه لولا حضور أبو مازن لتلك القمة لما تجرأ نتنياهو على ادعاء النصر، ولما استطاع أن يقلب الحقائق في خطابه أمام الجمعية العامة ولما تجرأ هذا النتن.. ياهو أن يقّرع الأمم المتحدة كما قرّعها في كلمته لابسا ثياب الحمل.. مغطياً أنيابه التي كشفها بوضوح  التقرير الأخير للجنة التحقيق الاممية المنبثقة عن الأمم المتحدة برئاسة غولدستون- مدعيا أن عدوان غزة ما هو إلا دفاع عن النفس أمام قوة عاتية اسمها صواريخ حماس... نعم لولا تلك المشاركة من أبو مازن لكان نتنياهو عاجزاً عن الادعاء بكل صفاقة أن الخطر الأكبر على منطقة الشرق الأوسط هو إيران وسورية وحماس وحزب الله، فالتقرير المعروض أمام الأمم المتحدة يدين إسرائيل ويحملها المسؤولية عن قتل الأبرياء المدنيين خلال عدوان غزة ويكشف مدى الهمجية الاسرائيلية في قتل المدنيين.
 الشعور بالزهو والانتصار الذي تملك نتنياهو بعد قمته مع أبو مازن وأوباما ’أعطاه دفعاً هائلا لصياغة خطاب ألقاه بكل وقاحة وصفاقة أمام الأمم المتحدة، وعودة إلى التقرير الذي أعدته لجنة تحقيق خاصة والذي أظهر اسرائيل على حقيقتها إلا قليلاً هل كان ليصدر لولا تلك المقاومة الشريفة التي واجهت عدوان اسرائيل وكشفتها أمام العالم قوة معتدية همجية عنصرية قاتلة...وهل كان ليصدر لولا الصور والمواد الاعلامية التي نقلها الاعلام خلال عدوان غزة ؟؟
والآن وبعد كل هذه الأخبار من قمة أبو مازن- أوباما- نتنياهو وما صدر عنها ... إلى خطابات الأمم المتحدة إلى تراجع أوباما أمام الضغط الصهيوني ...إلى لقاءات بعض العربان مع وزير الخارجية الإسرائيلي العنصري ليبرمان ... إلى خسارة السعي المصري توظيف فاروق حسني في اليونسكو.. بعد كل هذه الصفعات هل هناك من سيجرؤ أن يتحدث أمام جماعة حماس وحزب الله عن السلام والعودة إلى المفاوضات وترك السلاح..؟؟ .... نطمئنكم أن نعم، فالعربان كما قلنا أدمنوا اللطم والصفعات على خدودهم ولم يؤمنوا بقول أكثر من ايمانهم بأنه من  لطمك على خدك الأيمن فدر له الأيسر ليلطمك من جديد.. بل نؤكد أن هناك من سيجرؤ على الطلب إلى حماس التنازل والتراجع أمام" البطل" أبو مازن لحل الخلاف بينهما لصالحه ..خاصة وأن نتنياهو سامحه عما صدر عنه خلال مؤتمر فتح الأخير . 
والأيام... بيننا لعلكم تصدّقون.
 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.