تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

ملاحظات بعد "جنيف2"؟!

مصدر الصورة
SNS

                    

                                                                                                                                         2/2/2014

انتهى مؤتمر جنيف2، دون نتائج تفيد في وقف الحرب الدائرة في سورية وعليها. لكن تصريحات وزير الخارجية وليد المعلم ورئيس ما يسمى الإئتلاف المعارض أحمد الجربا وحتى المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي تشير إلى عدة نقاط يسهل التقاطها ولها دلالاتها؛

أولاً، أن الوزير المعلم حمّل الولايات المتحدة وأداتها "الائتلاف" مسؤولية فشل الجولة الأولى من المفاوضات بسبب عدم الجدية والجو المشحون والتوتر، اللذين أرادت الولايات المتحدة أن تشحن بهما الاجتماعات بسبب تدخلها العلني في تسيير المعارضة. هل كشف المعلم سراً؟ بالطبع لم يكشف سراً. فما قاله المعلم أكده الجربا نفسه حين قال "اطمئنكم إلى أن تعهدات الدول أصبحت نافذة" في إشارة إلى قوافل الأسلحة التي ترسلها الولايات المتحدة والسعودية وغيرهما من أعداء الشعب السوري إلى المسلحين والإرهابيين والقتلة في سورية. هل لذلك دلالة، نعم.

ثانياً، دلالة ذلك يبيّنها كلام الوزير المعلم حين سأل عن موقف سورية بشأن المشاركة في الجولة الثانية من المفاوضات، حيث أوضح المعلم أنّ الرئيس السوري والحكومة السورية هما من سيقرر ذلك الحضور و"وفق مصلحة الشعب السوري". أما الجربا فأكد الحضور متسلحاً بالعتاد والدعم العسكري الذي تؤمنه له الولايات المتحدة وأعداء سورية؛ "التسليح سيزداد" حتى التزام النظام السوري تأليف هيئة الحكم الانتقالي. والسؤال إذاً، أين الشعب السوري الذي يدعي تمثيله الجربا؟ بالطبع ليس موجوداً في خلفية تفكير أو ذاكرة الجربا أو أدبياته، هذا إن وجدت: الموجود في ذاكرنه هو الدولار والموقف الأمريكي والسعودي لأنهما من يحركانه ويوجهانه بـ"الريموت كونترول". السيد المعلم تحدث عن مصلحة الشعب السوري لأن العملية برمتها لخدمة مصلحة هذا الشعب وإلا فلا حاجة لها. أما الجربا فتحدث عن تشكيل هيئة الحكم الانتقالي، أي الهدف هو السلطة والبحث من المنفعة الشخصية وليس مصلحة الشعب والوطن كما يغلّف أقواله أحياناً، وينسى أحياناً كثيرة.

ثالثاً، أكد الوزير المعلم أننا "بلد لديه دستور وقيادة وحكومة ومؤسسات"، ونحن جاهزون لمناقشة الهيئة الانتقالية. ولكن كيف يمكن لوزير خارجية بلد مسؤول ومحترم ـ مثل المعلم ـ أن يناقش قضايا وطنية جوهرية مع طرف آخر وجهه سوري لكن لا يُعرف لحساب من يعمل بالضبط، بسبب تعدد الأطراف التي تشغله وتديره؟!! ولذلك كان لا بد للمعلم التأكيد من جديد على وضوح هوية هذا الشريك وهل يستحق الشراكة أم لا "لا بد أولا أن نعرف هوية الطرف الآخر، وهل هو سوري أم لا". ردُّ الجربا كان ردّ زعيم عصابة في الأدغال لا يتسم بأي ذرة من المسؤولية والوعي السياسي واحترام عقل المواطن السوري العادي، فكيف أصحاب الشأن. هو حدد أهداف المفاوضات بـ"جرّ الحكومة إلى التفاوض" والحصول على "السلاح". هل هكذا تتحقق مصالح الشعب السوري؟!!

حقيقة لقد تحدث وتصرف الوزير المعلم (والوفد المرافق له) خلال أسبوع جنيف2، كما عهده وعرفه الجميع؛ رجل دولة ودبلوماسي من الطراز الرفيع، يقاتل من أجل مصالح بلاده وقضاياها ومن أجل خدمة شعبه ومستقبله. وللتذكير، فقد سبق وكان له الموقف الأشهر في بداية الأزمة حين رفض الانشقاق وخيانة الوطن رغم كل الضغوط التي مورست عليه، والإغراءات الأكبر أيضاً. أما الجربا، فقد أكد أمس انطباعاً سابقاً عنه بأنه بكل بساطة غير سوري؛ فلا شكله ولا لهجته ولا حتى مفرداته ولا أفكاره وطروحاته تشبه السوريين في شيء. من الصعب على كل سوري وعربي شريف يغار على سورية، أن يرى في سلوك الجربا وممارساته خدمة لمصالح الشعب السوري.

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.