9/2/2014
طالبَ ما يسمى رئيس «الائتلاف» أحمد الجربا بأن يترأس نائب الرئيس فاروق الشرع وفدَ الجمهورية العربية السورية في الجولة الثانية من المفاوضات في جنيف غداً. وتساءل الجربا: («لماذا لا يأتي هو "الشرع" ويكون على رأس الوفد وهو له صدقية لدينا والباقي ليس لديهم مصداقية لدينا؟» الحياة9/2/2014). باختصار هذا الكلام لا يصدر عن شخص طبيعي، وما يقوله الأجرب يعكس أحد الأمور التالية:
إما أن الجربا غبي وأحمق لا يعرف بالحد الأدنى من الأصول واللياقة واحترام الذات قبل احترام الآخرين، ولا بالحد الأدنى من الأصول الدبلوماسية والعمل الدبلوماسي، حيث جلس من قبل أمام وفد الجمهورية العربية السورية برئاسة السيد وليد المعلم وزير خارجية سورية وممثل قيادتها وحكومتها وجيشها وشعبها إلى جنيف، ولم يعترض الأجرب على ذلك؛
وإما أن الجربا معاق نفسياً وفكرياً، لأنه يطالب بما ليس له فيه حق، فلم يحدث أن طالبت جهة، جهة أخرى مقابلة بتسمية من تحدده لها لتتفاوض معه، هذه من جهة، ناهيك أن الأجرب يعلم أن الجمهورية العربية السورية لن تستجيب لمطلب سخيف كهذا من جهة ثانية، أم أنه يقيس الأمور على شاكلته وعادته بالرضوخ والخنوع؛ حيث يقول له مشغّلوه وممولوه: اذهب فيذهب وتعال فيأتي كالدمية؛
وإما أن الجربا يُفصح عن تمنيات البعض من داعميه ومشغليه، بالعمل بالإملاءات ومحاولة شقّ الصف السوري، مثل السعوديين الذين "نفشوا به" على قاعدة المثل السوري المحلي؛ "انفشوا انفشوا.. وشوف ما اجحشوا".
وإذا كان الأجرب اقتنع بتسمية وزير خارجية آل سعود "الهزاز" له بالرئيس، فتلك قمّة الحماقة و"التنبلة". فالهزاز يمنح ما ليس يملك لمن لا يستحق، اللهم إلا إذا كان "الهزاز" السعودي يقصد "بالرئيس" رئيس عصابة، لأنه و"بندره" ممن يستخدمون العصابات ويشغلونها ويديرونها، ولذلك توارد في ذهنه استخدام هذه الكلمة لوصف صنيعته الأجرب.
وإما أن الجربا منفصل عن الواقع وحقيقة ما يجري حوله، ويظن أن الدولة السورية ستسقط كما قالوا له وعلّموه واقنعوه ووعدوه طوال السنوات الثلاث الماضية، أو "يُهيأ" له أن الوفد العربي السوري سيذهب إلى جنيف ليقدّم له البلد على طبق من ذهب أو ضمن باقة زهور؟! ربما يفسر كلام السفير د. بشار الجعفري حالة الجربا المستعصية حين قال قبل أيام على شاشة إحدى القنوات الفضائية: كانوا يطالبون بهيئة حكم انتقالية، فنسوا "الهيئة" و"الانتقالية"، وتذكروا الحكم فقط.
هل الجربا مأمور أم معاق أم حُمار؟! الله أعلم.
