تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تدمير سورية.. هدف إستراتيجي غربي !!

مصدر الصورة
SNS


13/2/2014                  


عندما نتحدث في سورية عن مؤامرة أو مخطط خارجي لتدمير سورية بسبب مواقفها الوطنية والقومية، يستخف البعض، جهلاً أو تجاهلاً أو عمداً. ولكن الغرب وإسرائيل معه، لا يخبئون ما يريدون ولا يبطنون أهدافهم ونواياهم، ليس تجاه سورية فحسب، بل تجاه المنطقة وشعوبها. مناسبة الكلام أنه تسربت في الأيام القليلة الماضية بعض المواد الإعلامية التي تحتوي معلومات ـ رواها الغربيون أنفسهم ـ عن الخطط والبرامج الغربية السياسية والعسكرية ليس لتدمير سورية، بل ما فعله الغرب وإسرائيل معه في كلّ من مصر والعراق وغيرهما.

يوم 11/2/2014، وتحت عنوان: إسقاط بشار الأسد: مَن قرّر؟ متى؟ نقل الكاتب والمحلل اللبناني "جان عزيز" في صحيفة "الأخبار" اللبنانية، تصريحات مسؤول فرنسي كشف الخطط التي عمل عليها الغرب وإسرائيل معاً، ومنذ عام 2008 لتدمير سورية. تحدث المسؤول الفرنسي عن ورشة عمل عقدت في لندن مطلع عام2011، وعندما كانت سورية تنعم بأقصى درجات الهدوء. كان هدف اللقاء اللندني تشكيل تحالف أميركي ـ أوروبي ـ إسرائيلي، هدفه إسقاط دمشق في أسرع وقت عبر اجتياح عسكري للأراضي السورية ينطلق من الأردن. ورأى المجتمعون أنه لا تسوية ولا صلح ولا سلام مع ثقافة «القومية العربية». وقال المسؤول الاسرائيلي المشارك في اللقاء على مسامع الأميركيين والأوروبيين: سقطت القاهرة، لكن يجب أن تسقط أكثر. ونحن من أسقط بغداد، ويفترض أن نسقطها أكثر. ويجب الآن أن تسقط دمشق!

ويوم 11/2/2014 تحدث الكاتب الأمريكي المعروف "توماس فريدمان" في صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية عن تأثير الضغوط البيئية والمناخية والسكانية مشيراً إلى إحدى برقيات السفارة الأمريكية من دمشق المسربة على موقع ويكيليكس وتبشر المعلومات الواردة فيها "كيف أن الضغوط البيئية ستؤدي إلى إشعال الثورة في سوريا". فريدمان، تحدث كيف رفضت الولايات المتحدة عام 2008 تقديم العون لسورية، بل، هم كانوا ينتظرون كيف أنّ مساعدة سورية للشعب العراقي وقوافل اللاجئين العراقيين الذين شرّدتهم الحرب الأمريكية على العراق آنذاك، ستتحوّل نقمة على سورية وشعبها في ظل محدودية الموارد السورية، ومواسم الجفاف المتلاحقة.

ويوضح فريدمان، أنه بحلول عام2010، أُجبر ما يقارب مليون مزارع وراع سوري وعائلاتهم على ترك أراضيهم والهجرة إلى البلدات المزدحمة بالسكان بالفعل التي تفتقر إلى الكثير من الخدمات. "انضم هؤلاء المتضررون بسبب التغيرات المناخية إلى ما يقرب من مليون لاجئ حرب من العراق، وفشل نظام الأسد في توفير المساعدة الفاعلة لهم. ولذلك، عندما اندلعت شرارة الثورات العربية في تونس ومصر، انطلق دعاة الديمقراطية في سوريا ليحذوا حذو المصريين والتونسيين، ووجدوا استجابة كبيرة من كثير من أولئك الذين شردهم الجفاف".

واعتبر الكاتب الأمريكي أن "السلطات السورية" لم تستطع التعامل مع موجة الجفاف عندما كانت هناك حكومة سورية، فماذا سيحدث إذا ضربت موجة جديدة من الجفاف الأراضي السورية في الوقت الحالي "حيث دمرت الحرب الأهلية معظم البنية التحتية في البلاد"؟؟ هل يعني ذلك لنا شيئاً كسوريين أن ندفع ثمن مواقفنا القومية؟!!

وفي هذا السياق، يراهن جو روم، مؤسس موقع ClimateProgress.org، أنّ أحداً لن يقدّم أي مساعدة لسورية إذا ما حدث مثل هذا الجفاف «من الذي سيمد يد المساعدة في المستقبل لدولة مثل سوريا عندما تدمرها موجة الجفاف التالية»؟ تُرى، لماذا لا يريد أحد أن يمد يد العون إلى سورية، لاسيما من الدول العربية التي تدور في الفلك الغربي وتنفّذ السياسات الغربية، والتي تبذّر الأموال يمنة ويسرة ولاسيما على تشجيع التطرف والإرهاب والقتل؟!!

وغير بعيد، فقد نقل موقع "تايمز أوف إسرائيل" الإخباري في أيار الماضي عن الجغرافي الإسرائيلي أرنون سوفر أنه لاحظ أن عدد سكان الشرق الأوسط قد تضاعف مرتين خلال الستين عاما الماضية، مشيرا إلى أنه «لا يوجد مثال مشابه لذلك في أي مكان على وجه الأرض». وسؤالنا: هل سورية خارج هذه الزيادة؟ أبدأً. إن معدّل الزيادة السكانية في سورية يعتبر من أعلى المعدلات في العالم، وهذا بالعلم السكاني له عواقب وخيمة على موارد الدولة ومقدراتها، ومعدلات النمو، والهجرة الداخلية والخارجية للسكان، وفرص العمل والبطالة والتعليم والصحة... وبالمجمل استقرار البلد الداخلي ومستقبله.

ويوم12/2/2014 نشرت صحيفة "السفير" اللبنانية، ما أعلنه رئيس الاستخبارات الاميركية جيمس كلابر، خلال جلسة استماع امام لجنة في مجلس الشيوخ الأميركي، والذي يلخّص هدف المشروع الغربي الأمريكي الإسرائيلي في سورية: توقع الرجل "بقاء الحال على ما هو عليه لفترة طويلة نسبيا" حيث لا تملك القوات السورية القوة لمواصلة السيطرة على الاراضي التي تقوم بطرد المسلحين منها، فيما "تملك المعارضة الدعم الخارجي الكافي لمواصلة القتال". إذاً، هم يدعمون المسلحين والمجموعات الإرهابية المسلحة "التي تملك أجندات مختلفة" كما قال للاستمرار في محاربة الجيش العربي السوري وتخريب ما تبقّى من سورية ولإبقاء الوضع على ما هو عليه أأول فترة ممكنة.

هل "أقلمة" اليمن كانت النموذج الذي كانوا يخططونه لسورية، تمهيداً لتقسيمها؟!! لماذا يستمر كلّ الإعلام المعادي لسورية بالحديث عن انعدام الأمل في حلّ قريب في سورية، بل ومحاولة حرق أي فرصة لتحسين الوضع الداخلي السوري أو مسح أي إشراقة تلوح في الأفق؟ لماذا حرص هؤلاء على إشعال كل أنواع الفتن والتخريب المجتمعي في سورية؟! لماذا يصرّ هؤلاء على الحديث عن تراجع موقف أصدقاء سورية وتخليهم عنها، مع أن الحقيقة تقول العكس. أليس كل ما أوردناه أعلاه عناصر المؤامرة على سورية ؟؟؟؟هل يحتاج الجواب إلى كثير تأمل؛ لا أظن ذلك.

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.