تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

بعد "15" قرناً من الإسلام: آل سعود يعيدون البلاد إلى الجاهلية!!

مصدر الصورة
SNS

                                                                                                                                       15/2/2014

قبل 1435 عاماً، بدأت هجرة الرسول العربي "محمد" عليه الصلاة والسلام من مدينة مكة (المكرمة) إلى يثرب(المدينة المنورة) بسبب إيذاء كفار قريش له وللمسلمين الأوائل الذين أنارت الدعوة الإسلامية الجديدة قلوبهم. منذ ذلك التاريخ، وحتى اليوم، انتشر الإسلام إلى كلّ بقاع الأرض وأصقاعها وتجاوز عدد المدّعين الإسلام ما يقارب ثلث عدد سكان العالم. أما الدين الإسلامي فقد كان رسالة "لإتمام مكارم الأخلاق"، وبالتالي، كان في جانب منه ثورة اجتماعية على الظلم والاضطهاد والعادات السيئة التي كانت سائدة في شبه الجزيرة العربية آنذاك، والتي أصبحت تعرف في العصر الحديث بـ"المملكة العربية السعودية".

قبل الإسلام كانت شرائع القبائل في تلك البلاد تحكمها قوانين الغاب وقسوتها؛ القوي يأكل الضعيف والغني يقتل الفقير، والقبيلة تغزو القيبلة، وإن غوت غزيّة غوى جميع أفرادها كقطعان الماشية. وكان هؤلاء القوم يصنعون آلهتهم من الحجارة أو من أي شيء آخر، ولعل "التمر" أهمّها، حتى  إذا جاعوا شرعوا في أكلها؛ تصورا شخصاً يأكل إلهه الذي يعبده!! أما المرأة فكانت جارية أو عبدة أو أمَة... أو زوجة رقمها خمسون أو ستون لا يهم.. أو كانت زوجة الأب أو طفلة يجري وأدها لحظة ولادتها لأن أبوها اسودّ وجهه وصار كظيماً من سوء ما بشرّ به.

وجاء الإسلام وحمل إضافة إلى الجانب الديني والروحي،  أفكاراً اجتماعية وحياتية لتطوير حياة هؤلاء البدو الرحّل عبر محاولة توطينهم وتحضيرهم وخلق حضارة جديدة. كان الرسول الكريم قد رأى من خلال رحلات تجارته إلى بلاد الشام صوراً وأنماطاً جديدة للحياة؛ حدائق دمشق وغوطتها وتقدّم العمران فيها ونظافة سكانها وطريقة ملبسهم ورقة ألفاظهم وشتى ألوان حضارتهم. حمل الرسول كل أنواع التقدم الفكري والاجتماعي والحضاري والحياتي والديني والانفتاح إلى أهل قريش. أحدث ثورة اجتماعية ودينية وحضارية أسست ملامح دولة جديدة حديثة. في عهد الرسول الكريم أصبحت الجنة تحت أقدام الأمهات، وأصبحت المرأة تشارع في حقها، وأصبح المرء يتوضأ خمس مرات في اليوم، وأصبح القوم يعبدون الله، وأصبح هناك شيء اسمه الحرام، والحق والباطل، وأصبح لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى، وغدا أمرهم شورى بينهم... الخ.

ولكن بعد خمسة عشر قرناً على نشوء الإسلام، أعاد آل سعود وشيوخهم وتكفيريوهم وفتاويهم وأفكارهم المتخلفة السوداء المظلمة الدين الحنيف وأرض الحجاز وشبه جزيرة العرب إلى العهود الجاهلية والكهوف المظلمة، ولكن بصورة أشد عتمة وبؤساً وتخلفاً. وعاد الإسلام غريباً في تلك الديار كما بدأ بها. أزال هؤلاء كل إرث فكري وثقافي وتحرري وعقلاني، ونصّبوا أنفسهم أرباباً كما كانت اللات والعزى وهُبل أصنام حجارة لا تعي ولا تفقه شيئاً؛ هدّموا كل المعالم والآثار الإسلامية منذ عهد الرسول الكريم وحوّلوها إلى فنادق ومنتجعات وأماكن للاسترزاق والتجارة والصفقات؛ أصبحت رسالتهم الرئيسية فتاوى القتل وحجب الحريات وخنقها ودعوات تكفير الآخرين والتحريض على العنف وبيع الموت لكلّ من لا يروق لهم بعد أن كان الإسلام دين التسامح والسلام والأخوّة والمحبة.

بعد خمسة عشر قرناً على الإسلام، يعود أبو جهل السعودي سيّد القوم وآمرهم، ويعود أبو لهب مفتيهم وناصحهم ومطاوعهم، حاملاً معوله يضرب به أبواب الكعبة الشريفة ويهدم دار السيدة خديجة وجامع أبي بكر وحجرة علي عليهم السلام، وكأنه يخشى أن تبقى تلك الدور والأماكن شاهداً تذكره بحقيقته وبجهله وضعفه وموته... ولا نعرف بعد تهديم الأماكن المقدسة وتغيير ملامحها وشكلها وجوهرها وإفقادها رمزيتها وقيمتها الدينية والتاريخية وإفراغ كل الإسلام من رسالته السمحاء وتحويله إلى كابوس ورعب، عن أي حَرَمين شريفين يتحدثون وأي حرمين يخدمون؟!!

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.