تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

رأي البلد: قراءة في واقع الأزمة السورية وأطرافها!!

مصدر الصورة
SNS


16/2/2014        

 

لم يكن أكثر المتفائلين بقوة سورية وصمودها يتوقع قبل ثلاث سنوات ومع الهجمة الدولية الشرسة عليها أن تصمد كل هذا الصمود وأن تقاتل كل هذا القتال وأن تغيّر قواعد اللعبة وتصبح الحد الفاصل بين الربح والخسارة كما هي اليوم. ربما لأن كل المراهنين ولا سيما من الدول الغربية، بنوا حساباتهم على ما يعرفوه عن أصدقائهم العرب أو أنهم أساءوا تقدير قوة سورية لأسباب أخرى، لكنهم في النهاية خسروا الرهان وبقيت سورية صامدة ولم تتراجع رغم كل المواجع.  وبعد ثلاث سنوات على الحرب الكونية على سورية وشعبها، يحق لنا أن نسأل عن حال الأعداء وعن حال الأصدقاء وما هي النتائج في تقييم موضوعي وهادئ:

نبدأ من الداخل السوري، حيث استمر الجيش العربي السوري حصناً منيعاً يصدّ هجمات الأعداء ويَزود عن وحدة سورية وقدسية ترابها وكرامة شعبها، مسطّراً تجربة ستدرّس فيما بعد أساسُها عقيدته التي أبقت على تماسكه ووحدته وقوته والتفافه خلف قيادته العسكرية والسياسية. وهذا الصمود هو الذي قلب موازين القوى وغيّر المعادلات وأحبط كل الرهانات. وبالطبع، خلف هذا الجيش يقف شعب قوي صابر يمدّ جيشه بالمعنويات والجنود ويستقبل جرحاه وشهداءه ويضمد الجراح في لحمة وطنية قلّ نظيرها. وهذا الصمود هو الذي ساهم بتغيير التوجه الشعبي عند البعض ممن أخذتهم الآلة الإعلامية الغربية والعربية التي تم تسخيرها ضد سورية. والآن عادت مسيرات التأييد للجيش وقائد الجيش إلى ساحات الوطن، ولاسيما في الأماكن التي كان يظن الأعداء أنها حاضنة قوية لهم، فإذا بها وبكل سورية تعود يداً واحدة وسيفاً واحداً في وجه الأعداء. وهذا التطور الشعبي الجديد قدّم أقوى صور الدعم والتأييد للوفد العربي السوري الذي ذهب إلى مؤتمر جنيف2، إضافة إلى نقاط القوة الأخرى التي يتحصن بها الوفد.

أما أصدقاء سورية الحقيقيون فكانوا عند حسن الظن. وضعوا أملهم في سورية فلم تخيبهم، واعتمدت سورية عليهم فلم يخيبوها. بل أكثر من ذلك، فقد استفادت المقاومة وإيران وروسيا والصين وغيرهم من الأصدقاء من الصمود السوري ووقف الجميع في ضفة المنتصرين.

بالمقابل، يقبع خونة الوطن الذين ينتحلون صفة المعارضة في فنادق الغرب والخليج خانعين ذليلين لا يجرؤون على رفع رؤوسهم تحت رحمة مشغليهم وممولي خيانتهم ومستخدميهم.

لقد عادت سورية قلب العالم وشغله الشاغل كما كانت، وعادت "قطر" نقطة على خريطة العالم لا ترى إلا بالمجهر.

لقد أغلقت سورية أبوابها بوجه تركيا فاُغلق الإقليم كله في وجه تركيا وتضررت سمعتها واقتصادها وهوت كالباغية على الأرض؛ مَن يذكر المشروع الأردوغاني الآن أو يتحدث عنه؟ من يذكر أردوغان بغير الكذب والنفاق والفساد؟!

أما حركة حماس فتركتها الحياة وراحة البال بعد أن خانت دمشق وعادتْها وأساءت إليها. عن أي مقاومة تتحدث حماس وليس لدمشق باع فيها؟! عن أي مقاومة يتحدثون بعدما بات قادتها يتسكعون في فنادق قطر وتركيا، فيما الباقون منهم ينفقون في أنفاق غزة؟!

أما الجامعة العربية فلم يبق لها من اسمها شيء، أصبحت رمزاً "للتفرقة العربية" ومقرّاً للتآمر والتخطيط ضد سورية وكأنها جامعة عبرية صهيونية.

وكان هؤلاء قد اعتمدوا على الولايات المتحدة وتلحفوا بها وحملوا رايتها، فإذا بها تتركهم وسط الطريق وتتجه نحو إيران تخطب ودّها بعدما اكتشفت أنه لا يعتمد عليهم، وهي لا تقف أبداً مع الخاسرين ولا تأخذ بأيدي الخائبين.

وتبقى السعودية التي تمنهج التفكير الوهابي التكفيري وتعدّ الإرهابيين وترسلهم إلى سورية. إذ تعتقد قيادة مملكة الكفر والقهر أنّ الأعمال الإجرامية التي تقوم بها بحقّ سورية سوف تنقذها. تهرب القيادة السعودية إلى الأمام، تحاول إبعاد السقوط السعودي، ربما تستطيع أن تؤجله ولكنها لن تستطيع منعه؛ السقوط السعودي سيكون مدويّاً جداً وسيشاهده العالم دون أن يقترب للمساعدة بعدما أصبح آل سعود رمزاً للإرهاب ومنبعاً ومرتعاً  وممولين ومصدرين له.

سورية قلب العالم النابض، ترسم من جديد سياسات العالم وتحدد طبيعة علاقاته، وتحدد مِن على أرضها مراكز القوى والتوازن الدولي، وهي التي تقرر بصمودها مَن المنتصر ومَن المهزوم. قد يعتبر الكثيرون هذا الكلام كبيراً ومبالغة، ولكن من يتأمل في الواقع السياسي والجيوبولوتيك بعين الحقيقة، يدرك حقيقة وأهمية وأبعاد ما تصنعه سورية وما تمثله، ولماذا كلّ هذا الهجوم عليها!!

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.