تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

رأي البلد: نعم، الحل سياسي، ولكــن على أي أساس؟

مصدر الصورة
SNS


                                                                                                                                                                                       18/3/2014        


تبدو القاعدة الذهبية لفهم السياسة السورية الداخلية في التعامل مع الأزمة هي المتلازمة التي تواظب القيادة السورية على تكرارها؛ محاربة الإرهاب والقضاء عليه من جهة، وإعادة البناء والإعمار من جهة أخرى. وعند البحث في معنى هذه العبارة يمكن القول؛

أولاً، إن الحل العسكري هو الأساس الذي يبنى عليه الحل السياسي. بمعنى أوضح؛ أنّه "لايمكن" تحقيق الاستقرار والأمن في سورية مع وجود الإرهابيين والمسلحين الأجانب الذين لم يعد سرّاً أنهم ينفذون أجندات خارجية معادية، ويعملون على تدمير البنية السورية الاقتصادية والمجتمعية والعمل على تدمير كل مراكز ونقاط ومفاصل قوة وارتكاز الدولة. ولذلك، لا بد من مواجهة هذا العدو الشرس والانتصار عليه بكل الوسائل والسبل. ويشمل هذا العدو بعض أطراف المعارضة الخونة الذين يتآمرون على سورية وعلى أرضها ووحدة ترابها، والذين تعاونوا وما زالوا يتعاونون، مع المخربين والمسلحين والإرهابيين، ومع إسرائيل؛ وهم وافقوا على تقديم الجولان العربي السوري المحتل هدية للعدو الإسرائيلي الغاشم مقابل قيامه بالحرب على سورية كما أفصح الخائن كمال اللبواني قبل أيام؛ من يفعل ذلك، ليس سورياً وليس وطنياً وليس معارضاً، أنه خائن وعقوبته الإعدام.

"بُهتت وسائل إعلام الأعداء عند تسجيل الانتصار الإستراتيجي الجديد في يبرود وبَلعت ألسنتها وأحبطت مرة أخرى!!"

ثانياً، إنّ الانتصار الذي يعمل الجيش العربي السوري الباسل على تثبيته على كامل تراب الوطن، ليس انتصاراً على بعض الشعب السوري، كما تريد بعض وسائل إعلام الأعداء الترويج له. الانتصار هو انتصار للشعب العربي السوري بمعظمه وغالبيته على الأعداء والإرهابيين والغرباء والمتعاونين معهم. فالجيش العربي السوري هو ابن هذه الشعب وحامي حماه، وانتصاره الذي ينجزه في أي مكان، مُهدى لكل السوريين الشرفاء الوطنيين الذين وقفوا خلفه وآزروه، أياً كانت مواقعهم.

ثالثاً، إن عملية تثبيت الانتصار الميداني تترافق مع إنجاز المصالحات في المحافظات والمدن السورية، بل إنّ هذه العملية تسرّع بهذه المصالحات وتساهم في تحقيقها لأن المواطنين الذين تعرضوا للضغوط من قبل المسلحين والإرهابيين، أو الذين اهتزت ثقتهم بالدولة أو ضعفوا لأي سبب كان، بدأوا  يعودون لكنف الدولة بشكل كبير وواسع، بسبب الشعور المتزايد بالخديعة من قبل هؤلاء، وبسبب التحرر من الخوف الذي مارسوه عليهم، وبسبب الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري، والأهم، بسبب التحرر من "وهم" الإدعات الغربية وبعض العربية والإقليمية الذي زرعته "العاصفة الإعلامية" الممتدة منذ أربعين شهراً، في عقولهم، بأن هذه الجهات قادمة لمساعدتهم، وليس لتحقيق مصالحها على حساب دمائهم وشرذمة وطنهم.

رابعاً، وبسبب كل ما تقدم وبناء عليه، يمكن الحديث الآن عن إعادة البناء والإعمار في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والمجتمعية والعلاقات الانسانية... الخ. نعم تحتاج سورية إلى التعافي من الجراح، وإلى الصبر على الآلام، وإلى المسامحة والمصالحة والمصارحة، وإلى إعادة النظر بكل المرحلة السابقة، للإجابة عن سؤال مهم جداً، ما الذي أوصلنا إلى هنا، ومن أي "طاقة" دخل الأعداء لإغلاقها إلى الأبد. والأهم تحتاج سورية إلى ترميم الخلل المجتمعي الذي تركته الأزمة والندوب التي سببتها في بنية المجتمع السوري الطيب، وهذا الجانب غير المرئي مباشرة، لا يقلّ أهمية عن إعادة الإعمار والإصلاح في الجوانب السياسية أو الاقتصادية أو غيرها.

إذن، الحل سياسي ولكن على قاعدة تثبيت قوة الدولة وهيبة الدولة، ووحدة تراب الجمهورية العربية السورية وصونه، وصون كرامة هذا البلد، وعلى قاعدة وحدة المجتمع السوري وتعزيز قدراته، وطرد المتآمرين عليه، منه. نعم، الحل سياسي ولكن على قاعدة الحفاظ على قوة الجيش العربي السوري وتحصينه، لأنه لولا هذه القوة التي يتمتع بها هذا الجيش الذي أذهل العالم بصموده، لِما بقيت سورية التي نتحدث عنها. نعم، الحل سياسي ولكن على قاعدة الثوابت السورية المعروفة، الداخلية والعربية والإقليمية والدولية، التي لم تتنازل القيادة السورية ولم تتخلَ عنها رغم كل هذه الحرب العالمية عليها!!

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.