تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

قمة العرب.. أم عرب القمة؟!

مصدر الصورة
SNS

                                                                                             23/3/2014

تعقد بعد يومين، بل ربما ساعتين، شهرين، عامين، دهرين، لا يهم، ما تسمى القمة العربية في الكويت. يمكنك أنْ تسمّها ما شئت؛ قمة الضعف العربي، التفكك العربي، الانحلال العربي، الوهن العربي؛ التشرذم العربي، الاعتلال العربي، التفسخ العربي، قمة الخذلان العربي.... لكنّ كل هذه الصفات تعكس أنّ هؤلاء العرب في أدنى حالاتهم وأدنى قممهم.

هي قمة الضعف العربي لأن العرب ليسوا فاعلين في شيء وليسوا قادرين على التأثير في شيء، وهي قمة التفكك لأن ما يفكك  الدول العربية أصبح أكثر مما يوحدها ولك في دول الخليج ومحمياته أوضح مثال.. وهي قمة الاعتلال العربي لأن رئيس القمة ومعظم الذين من المفروض مشاركتهم من ملوك وأمراء ورؤساء غير قادرين على حضور القمة بسبب أوضاعهم الصحية الخطيرة ولأنهم أصبحوا في أرذل العمر كما يقال. فناهيك عن الخصومات العربية القديمة والمستجدة، البسيطة والمستفحلة، الشكلية والجوهرية، التي كانت تحجب حضور بعض القادة العرب، فإن مرض العديد من الزعماء العرب واعتلال صحتهم، سيجبرهم على الغياب عن القمة، ولعله من حسن حظ المواطن العربي أنه قد يرتاح قليلاً من بعض المشاهد المتكررة والممجوجة التي كانت تغرقنا بها الفضائيات العربية في أوقات القمم السابقة.

ماذا سيفعل أمير الكويت العجوز والمريض أيضاً؟ في أحسن الأحوال هو مضطر لعقد القمة بمن حضر، وهو مضطر لاستقبال ضيوفه الأعراب وتبويسهم ولحاهم، وهو مضطر للعمل "إطفائياً " حتى لا تشتعل القمة بين أغلب الحاضرين... ولعله من المهم أنْ لا يشتد الحرّ في الكويت حتى لا تسخن رؤوس الزعماء كثيراً.. فتنفجر من الحماوة ومن التفكير ومن الأفكار.. وربما من الحقد والكره؟! فماذا سيخرج عن هؤلاء ومنهم؟؟!!

لأول مرّة أشعر أنني سعيد، كسوري، لأن سورية بعيدة عن "حديقة الأغنام" التي تحدث عنها ووصّفها رئيس وزراء قطر السابق حمد بن جاسم. لأول مرّة أشعر بقيمة أن تكون سورية بعيدة عن القمة، وعن مثل هذه القمم. ولأول مرّة أشعر بقيمة تعليق عضوية سورية في الجامعة العربية: أجل أيها الأموات معكم حق؛ فسورية ـ رغم كل جراحها وآلامها وأوجاعها ـ ما زالت تنبض بالحياة، ولا يجب، ولا يمكن أن تكون في محفلكم للتعازي. سورية التي تصنع تاريخاً جديداً في العلاقات الدولية لا تستطيع أن تنام مع أهل الكهف؛ ناموا إلى حين قيام الساعة، فنومُ الظالمين عبادة...

يقال؛ لا ترشق بالحجارة إلا الشجرة المثمرة؛ ولقد رشقتم سورية بحجارتكم حتى آلمتم ظهرها كثيراً ولكنكم لم ولن تكسروه. ويقال؛ عندما تأتيك الطعنات من الخلف فهذا يعني أنك في المقدّمة؛ وما أكثر الطعنات في ظهر سورية الحبيبة، حتى لم يبقَ مكان ليس فيه جرح أو طعنة من رماحكم وسيوفكم، وها هي تنهض من جديد فلا كَبَتْ ولا خَذَلت ولا ضعفت.

ومع ذلك، لم تغب الابتسامة عن وجه سورية... سورية قلب العالم القوي الحيّ، وقلب العروبة النابض، وقلب الشعب العربي الحيّ، الذي يرفض قممكم ويعشق سورية الباسلة، وهي عائدة إليه بكل قوتها.

..أيها العرب.. عرب القمة؛ هنيئاً لكم في قمة هزالكم وضعفكم.. حسناً أنكم بعيدون عنّا

.. للمرة الاولى تكون قمة العرب على شاكلة عرب القمة وتعبّر عنهم تماماً..

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.