تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

السعودية.. فرملت أم لم تفرمل؟؟

مصدر الصورة
SNS

                                                                                                              11/4/2014

المشهد ضبابي وأكثر في المملكة السعودية. هناك ملك صحته ليست على ما يرام.. وهناك وليّ عهد ليس بأحسن حال.. وهناك وليُ وليٍّ للعهد تم تعيينه وتمت مبايعته ولكن مع وقف التنفيذ. وهناك أيضاً وليٌ لوليِّ ولي العهد أيضاً. هل يتم ترتيب كلّ شيء، وتغيير الاتجاهات وضبط البوصلة على الشمال الجديد، قبل أن يتسلّم الملك والوليُّ الجديدان مهامهما، فيأتيان لمباشرة تنفيذ سياسات جديدة صدرت بأمر ملكي سابق، كما تعيينهما؟!

الصمت السعودي يصمّ الآذان، والقلق السعودي بعد السياسات الرعناء التي خطّها ونفّذها الأمير بندر بن سلطان في المنطقة والإقليم والعالم، وفي الداخل السعودي أولاً(ليس وحده بالطبع)، جعلت القيادة السعودية في مأزق حقيقي وعليها العمل بجدية وحنكة وهدوء وتروٍّ للخروج منه. الإرباك السعودي أكثرُ من واضح وتفجيرُ العلاقات مع دول الجوار لم يعد سياسة مربحة، بل لم يعد سياسة؛ ماذا جنت السعودية من سياساتها في اليمن والعراق وسورية والخليج وإيران وبقية دول العالم غير أنها وصمت نفسها بالإرهاب ودعم التكفيريين وإثارة كره هذه الدول وشعوبها للمملكة ولسياساتها؟! السعودية ترتجف تماماً كما وزير خارجيتها سعود الفيصل.

الإرباك السعودي يعكسه الإعلام السعودي الذي فقد الاتجاه، أو أنه "جمّد" الحركة لحين تحديد المسار الجديد ووضوح الرؤية وصدور التعليمات الجديدة. وحتى ذلك الحين، الإعلام السعودي ومن يدور في فلكه، يكتب عن هموم المواطن الخليجي وعن التنمية في الخليج، بل عن تطوير الإنسان في الخليج والسعودية؟! عن فلسطين وانحياز الدور الأمريكي لإسرائيل! عن التوجه شرقاً واكتشاف العالم وكأن هذا الشرق لم يكن موجوداً من قبل! عن مشكلة الرئيس السوداني ودوره في تأخير نمو السودان! عن المرأة، نعم عن المرأة والحركات النسائية!! منذ متى تكتب افتتاحيات الصحف السعودية ومن يؤازرها في هذه القضايا وتخصص لها مكاناً؟!! لم تعد الأزمة السورية في الصدارة مثلاً. لم تعد هناك حملة سعودية مستعرة. أصبحت الأزمة السورية مثلها مثل غيرها من المواضيع؛ ربما اكتشف السعوديون حقيقة الإخفاق الذي ستحصده سياساتهم تجاه هذا البلد الصامد.. ربما يحضّرون لجولة جديدة من الحرب.. ربما جاءت التعليمات الغربية الأمريكية بالتوقف عن ممارسة الانتحار الغبي..!!

السعودية في حالة كمون. السعودية تنتظر متغيرات وتعمل على تغييرات قادمة. الوضع الداخلي والعربي والإقليمي والدولي ليس في مصلحة مواصلة السياسات القديمة الإرهابية البالية. الدولة السورية تستعيد هيبتها وتحاصر الأيدي الإجرامية السعودية التي تقاتل في سورية وتتجه نحو النصر؛ حزب الله وأنصاره أقوى في لبنان؛ الملك الأردني يتردد على موسكو دورياً؛ قطر وعُمان لا تسمعان كلمة الشقيق الأكبر ولا تعبّرانه؛ إيران تقترب من الاتفاق مع الغرب المتعجّل للاقتصاد والنفط الإيراني والسوق الإيرانية، حيث تغافل أوروبا والولايات المتحدة كلٌ منهما الأخرى للحصول على حصة من الكعكة الإيرانية؛ روسيا تحرّك الغرب "بالريموت كونترول"، ويلعب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأعصاب الجميع. فعلى مَن تعتمد السعودية وقد خذلتها الولايات المتحدة وعانقت إيران والرئيس الإيراني من خلف ظهرها! هل خُدعت السعودية ودُفعت لتنفيذ سياسات رعناء غبية قبض غيرُها ثمنَها، وخرجت هي "بسواد الوجه"، بعدما كلّفت بدفع تكاليف الهزيمة وتحميلها إياها وعبئها ونتائجها ومضاعفاتها؟!!

أقرأ وأنا في طريقي للعمل وأفكّر في كتابة هذه المادة، عبارةً مكتوبة على الباب الخلفي لسيارة تسير أمامي على أوتوستراد المزّة في عاصمة العالم دمشق الصامدة، تقول العبارة: "اللهم ارزقهم ضعف ما يتمنون لي". هل نظلم القيادة السعودية أم ننصفها إنْ دعونا لها بهذه الدعوة؟! اللهم أرزق القيادة السعودية ضعف ما تتمناه وتخططه لنا كسوريين دولة وحكومة وشعباً.

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.