تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

سورية ميزان العالم.. وهي من ترجّح إحدى كفتيه؟!

مصدر الصورة
SNS


13/4/2014


كتبت صحيفة "الخليج" الإماراتية في افتتاحيتها اليوم الأحد 13/4/2014): "كانت سورية المكان الذي انطلقت منه الحرب الباردة، والصراع على أرضها الذي دخل عامه الرابع... لن يتوقف قبل أن يتمكن أحد الطرفين (روسيا والدول الغربية) من إعلان انتصاره بالدم السوري. ثم فتحت جبهة أوكرانيا لتوسيع جبهة الحرب الباردة، وممارسة المزيد من الضغوط المتبادلة، وهي الأخرى تأخذ شكلاً حاداً ومتصاعداً".

أخيراً، أقرّ بعض العرب بأن المسألة ليست "رمانة بل قلوب مليانة"، كما يقال. المسألة إذن ليست إصلاح وليست ديمقراطية ولا حقوق إنسان؛ إنها مصالح دولية تمرّ من منطقتنا. ما الجديد الذي أوردته الصحيفة أو اكتشفته؟ فقد تحدث السوريون والدولة السورية عن ذلك منذ بداية الأزمة السورية قبل أكثر من ثلاث سنوات، بل قبل ذلك بكثير، لكن الحقد أعمى. الحقيقة أنّ الجديد هو "إقرار" الصحيفة وبعض العرب بالواقع والحقيقة والتراجع عن الإنكار المستمر منذ سنوات لذلك.

وحتى لا نسترسل في الكلام العام، يكفي العودة إلى بدايات الأزمة السورية أو حتى ما قبل ذلك، ولنتذكر ماذا قالت وفعلت وتنبأت به الدولة السورية والقيادة السورية، وماذا قال وفعل الآخرون، ومَن تبيّن بعد أربع سنوات أنه كان على حق ومَن أصاب ومَن أخطأ. في سورية مثلاً، دستور وقوانين وأنظمة تعادل بل تفوق الكثير من نظيراتها الأوروبية؛ في سورية قانون للإعلام يعدّ من أحدث قوانين الإعلام في الوطن العربي والإقليم، لكن من يريد ان يرى ذلك او يعترف به؟!!

في سورية، ما إن بدأت الدولة بالإصلاح وتبنت القيادة السورية كلّ المطالب الشعبية حتى بدأت المطالبة بإسقاط النظام!! هل تذكرون؟! أدركت القيادة السورية أنّ المسألة ليست مطالب إصلاحية بعد أن أصبحت أخبار "محافظة درعا" في سلّم اهتمامات الرئيس الأمريكي الصباحية والمسائية. أدركت القيادة السورية جوهر التحركات والمطالب الغربية المغلّفة بقشور الديمقراطية وحقوق الإنسان. هل حقاً تريد الولايات المتحدة تطبيق الديمقراطية وتحسين حقوق الإنسان؟!! حسناً، لماذا تسكت عن أبشع وأسوأ أنواع الحكم في العالم، وعن أكثر الأنظمة أوتوقراطية وتخلفاً وظلماً وتجبراً وانغلاقاً في العالم؛ صديقها النظام السعودي؟!! أي حرية وأي ديمقراطية وكل مجرمي العالم يُرمى بهم في سورية ويُقادون إلى القتال على أرض الشعب السوري وضد مصالحه ولتخريب بنيته التحتية وتدمير اقتصاده؟!!

نعم، المسألة جزئياً، هي كما تقرّ الصحيفة متأخرة أربع سنوات؛ هي مصالح دولية أراد الغرب فرض رؤيته ومصالحه وتحقيق طموحاته في بلادنا على حساب كرامتنا وأمننا ومصالحنا وحياتنا. هي ليست حرباً باردة اخترناها أو اختارتها روسيا؛ هي حرب فُرضت علينا معاً وكان لابد من الصمود والدفاع عن مصالحنا معاً، والنصر معاً. وقد قلنا منذ البداية ـ كسوريين ـ أننا واثقين من ثبات مواقف روسيا لأن الحرب علينا هي حرب عليها وعلى مصالحها، وأن دمشق تدافع عن أسوار موسكو، فسخر الآخرون الذين جاء بعضهم الآن ليقرّ بالحقيقة.

أكانت حرباً باردة أم ساخنة، اقتصادية أم تكنولوجية.. لا يهم النوع ولا تغيّر التسمية حقيقة الأشياء. نحن نعلم أنها حرب علينا يشنّها الغرب الاستعماري ولا يمكن الرضوخ أمامه، وهذا ما حصل وسيحصل في المستقبل. وسيتعلم هذا الغرب وأعوانه وأدواته أنّ سورية لم ولن تركع ولن تستسلم وستبقى تقاوم حتى النصر، وهذا ما بات قريباً وواضحاً. وهذا النصر ليس لسورية وحدها، بل لكل حلفائها، ولكل المظلومين في العالم؛ أنّ هناك بلداً ـ هو قلب العالم ـ أبى إلا أن يكون كما هو تاريخياً؛ مدرسة في الصمود والبسالة، ومدرسة في الحياة، ومدرسة في بناء الحضارة، ونموذج يتعلم منه الآخرون فنّ صناعة المجد. سورية ترفع راية المجد والنصر عمّا قريب. دمشقُ سورية تمضي وخلفها إثنا عشر قرناً من الحياة المتواصلة وهي تسطّر التاريخ؛ من أبجدية أوغاريت إلى سفن الفينيقيين إلى قصور ماري إلى مسجد دمشق الأموي إلى آرامية معلولا وقلاع صلاح الدين وعرش زنوبيا.. لا يستطيع ابن سورية الرئيس السوري بشار الأسد أن يكون غير ما هو عليه ولا يستطيع أن يتصرف بغير ما تصرّف ولا يمكنه أنّ يتخلى عن مجد سورية وتاريخ سورية ومدرسة سورية ونهجها في صناعة العز والحياة.. وغداً سيكتب التاريخ أنّ سورية كانت قلب العالم وميزانه وقد اختارت أن تقاتل بكل ما تستطيع؛ فتموت بشرف أو تعيش بكرامة وفخر.. وأنّ صمود سورية رجّح كفّة الحق على الباطل الزهوق.. أما الذين راهنوا على غير ذلك، فقد خسروا رهاناتهم وسيعودون إلى سورية صاغرين نادمين متوسلين الصفح!!

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.