تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

أنـا وزير في الحكومة المقبلة؟؟؟!

مصدر الصورة
SNS


24/7/2014


ربما لو سألت أي مواطن سوري، هل تريد أن تصبح وزيراً في الحكومة السورية المقبلة، لأجابك على الفور؛ نعم، وربما حدد الوزارة التي يريد توليها وبدأ بشرح خططه وانتقد الوزارة والحكومة الحالية كلها.. واستفاض في النقد وأسباب التخلف لدينا والفساد والتقصير وكلّ ما قد يخطر في البال، وربما ما لا يخطر. هل هذا أيضاً حال بعض الوزراء الموجودين على رأس عملهم أو السابقين منهم؟! بالقطع، فإن بعضهم ينطبق عليه هذا الكلام.. ولكن السؤال الجوهري أين تكمن المشكلة، ولماذا لا يشعر المواطن بحقيقة الإنجاز؟!

لو قابلت أحد الوزراء فإنه سيتكلم كمواطن ووزير، وربما تجد لديه من أسباب التعطيل والمعيقات في العمل ما قد يجعلك تشعر بالحزن عليه؛ بيروقراطية، تجلّد القوانين وتكلّسها، عدم الالتزام بالتعليمات، الوساطات التي تنهال عليه، نقص الموارد(هذه قصة مختلفة لها شجونها)، نقص الكفاءات والكوادر.. وهناك معزوفة جديدة يمارسها الجميع، المواطن والوزير؛ الأزمــــة!! كل شيء يمكن أن يحمّل ويُرمى عليها.

هل يتحمّل المواطن الوزير، والوزير المواطن المسؤولية المشتركة؟!! أجــل. هل يسعى أي مواطن للقيام بأداء واجبه بالشكل المطلوب؟ أبداً، المواطن يهرب من عمله ويبحث أصلاً عن عمل يستطيع الهرب منه، ويتباهى الكثيرون منّا بأنهم يقبضون رواتبهم من الدولة ولا يعملون لديها ساعة في الأسبوع. من أين ستنتج الدولة وتحقق الموارد والتطور، وكيف سينجح الوزير في عمله؟! هذه حالة، وهناك حالات أخرى كثيرة يتحمّل المواطن المسؤولية فيها عمّا يحصل له؛ سرقة الكهرباء والاستجرار غير المشروع لها، سرقة المياه، عدم تسديد الفواتير بشكل نظامي...الخ. الوزير من جانبه، ـ بعضهم ـ لا يبحث عن الكفاءات، لا يهمه سوى مظهره، وسياراته وأقاربه، لا يضع الخطط والبرامج الضرورية، لا يطبق القانون، لا يتقن فنّ الإدارة (كم من الوزراء لديه ومعاونيه تجارب أو خبرة في إدارة المؤسسات أو الموارد؟!!)، وربما بعضهم لا يعمل في مجال اختصاصه....الخ، والأمثلة كثيرة ومتعددة.

ولذلك عندما يعيّن أحد الأشخاص وزيراً تنهال عليه التهاني ممن يعرفه وممن لا يعرفه، والحقيقة هم يبحثون عن مصالحهم عنده ولا يهمهم نجاحه أو فشله. هم ينتظرون ما يمكنهم تحقيقه والإستفادة منه؛ واسطة معينة أو نقل من مكان العمل أو توظيف أو صفقة تفوز بعقد معيّن... الخ. ولو كان الجميع يبحثون عن المصلحة العامة لانتظروا نهاية فترة عمل هذا الشخص في الوزارة ومن ثم يقوموا بالتهنئة أو بالشتيمة كما يفعلون في أغلب الأحوال، أليست الإدارة بالنتائج؟!ّ إذا كانت نتائج عمل وزير أو مدير معيّن أثناء توليه منصبه سيئة، فلماذا التهنئة المبكّرة. ثم، متى نتذكر أنّ المنصب مسؤولية وليس امتيازاً؟! ربما لو تكلم كل إنسان بما يفهم لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه. ربما لو اهتم كل منا بأداء واجباته والقيام بدوره ومسؤولياته لما احتجنا لكل هذا الكلام ولما وصلنا إلى هنا.. أليس كلّ فعل الواجبات عبادة، أم أننا بتنا نختار ما نريد، حتى في العبادة أيضاً؟!

مع الحديث عن قرب تعديل أو تغيير الحكومة، كثيرون يقولون أو يفكرون أو يتمنون في أنفسهم؛ أنا وزير في الحكومة المقبلة لأحصّل كذا وكذا ولأستفيد من هذا الأمر أو من تلك القضية، لأزيد ثروتي وأشتري بيتاً، ولكن ليس لأنجز للبلد هذا المشروع أو ذاك، أو لأطوّر البنية التحتية أو المشاريع الخدمية، أو لأبحث عن طرق لتحسين الاقتصاد أو الصناعة أو السياحة أو... الخ. هل رفض أحدهم تولي حقيبة وزارية لأنه شعر أنه غيرَ مؤهل للقيام بالمهمات التي ستناط به؟! أسئلة كثيرة، وهناك أكثر منها ولكن نأمل على أبواب عيد الفطر السعيد أن نعمل معاً وجميعاً كسوريين على بناء هذا البلد وتطويره والعمل على وضعه في مقدمة البلدان المتطورة، فنحن وهو نستحق ذلك، وليس هناك ما يمنع إن أردنا وصممنا على تحقيق هذا الهدف.

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.