تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

رأي البلد: الضربات الأمريكية على "داعش" تسير على إيقاع الدولة السورية!!

مصدر الصورة
SNS


23/9/2014


أكدت الجمهورية العربية السورية وعلى لسان وزارة الخارجية والمغتربين أن الولايات المتحدة أخطرتها بنيّتها استهداف مقرات وقيادات تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"ـ "داعش". الإخبار الأمريكي والتأكيد السوري للضربات الجوية الأمريكية يعني عدة أمور، منها؛

أولاً، أن سورية ثبّتت سيادتها على أراضيها وأن وحدة هذه الأراضي كل لا يتجزأ. وهذا ما نص عليه القرار الأممي2170، وما طالبت به روسيا والصين وغيرهما من القوى الكبرى بضرورة احترام السيادة السورية وأحكام القانون الدولي وشرعة الأمم المتحدة وموافقة الحكومة السورية قبل تنفيذ الضربات الأمريكية. وعندما تُعلم واشنطن ـ سواء مباشرة ـ أم عبر طرف ثالث ـ دمشق مسبقاً بقرارها، فإن ذلك ينسجم أيضاً مع الإعلان السوري المسبق وعلى لسان وزير الخارجية السيد وليد المعلم في مؤتمره الصحفي الأخير قبل فترة بأن سورية على أتمّ الاستعداد لمحاربة الإرهاب بكل أشكاله وتلاوينه، وأنه يجب التنسيق مع الحكومة السورية قبل استهداف "داعش" وإلا يعتبر أي تحرك عدواناً.

ثانياً، إن إعلام الولايات المتحدة للجمهورية العربية السورية بقرارها يأتي منطقياً ومنسجماً مع الإجراءات الميدانية السورية لمحاربة الإرهاب ـ والمقصود هنا تنظيم "داعش" ـ إذ لا يمكن للولايات المتحدة أن تقوم بعمليات حربية داخل الأراضي السورية دون تنسيق مسبق مع القيادة السورية حتى لا تتداخل الأمور العسكرية وتحصل ارتباكات وتداخلات تضر بالطرفين معاً لمصلحة تنظيم "داعش" الإرهابي.(شاهد الرابط: http://sns.sy/sns/?path=news/read/75077).

ثالثاً، الإعلان الأمريكي والسوري عن بدء الضربات الأمريكية ضد تنظيم "داعش" يضع حداً للثرثرة الكثيرة التي حفل بها الإعلام العربي المنتمي للمحور المناهض لسورية والناطق باسم الكثيرين ممن يتمنون إسقاط سورية. فقد كثرت الأمنيات عند هؤلاء واتسعت آفاق مخيلاتهم ورسموا تصورات ووضعوا سيناريوهات كثيرة أقّلها تدمير الدولة السورية والإجهاز عليها. الأمر الآن مختلف والتنسيق الأمريكي واضح ومثبت، وتهيئاتهم لا تفيد بشيء.

رابعاً، قد يكون من المبكر الحديث عن تحولات المعارك ونتائجها والتكهن بتطوراتها. ولكن الولايات المتحدة ومَن معها، لا تستطيع إلا أن تأخذ في حسبانها أمرين مهمّين؛

أـ مصالح أصدقائها وأولهم كيان العدو الإسرائيلي وما قد يحدث له إذا حاولت حرف الأمور عن المسار الذي تتحدث عنه ـ أي محاربة "داعش" ـ لتحقيق غايات أخرى.

 ب ـ  مصالح وتحذيرات أصدقاء سورية الحقيقيين؛ أي روسيا وإيران والصين ودول البريكس...الخ. وإذا ما تذكرنا التطورات المستجدة في العلاقات الأمريكية ـ الإيرانية، والموقف المصري غير الإخواني، فإن ذلك يشي بالكثير، ومنه، أنّ خيارات الولايات المتحدة بتجاوز "الخطوط الحمر" ليست مفتوحة، بل هي محدودة ومكلفة أيضاً.

خامساً، إن بدء الحرب الخارجية ضد تنظيم "داعش" في سورية يسلط الضوء على مواقف حلفاء الولايات المتحدة من هذه الحرب، وأعني هنا تركيا أولاً. فالموقف التركي الملتبس بشكل عام، والداعم بشكل واضح لتنظيم "داعش" يضع تركيا والولايات المتحدة كليهما في تحدّ مهم. فكيف تكون تركيا في حلف الأطلسي (الناتو) وصديقة الولايات المتحدة وتدعم التنظيم الإرهابي الأخطر، هذا من جهة. ومن جهة أخرى، كيف يمكن للولايات المتحدة السكوت على الموقف التركي المعارض أو السلبي من الحرب على "داعش"، لاسيما وأن كل المعلومات تتحدث عن تقاطع المصالح بين "داعش والحكومة التركية!!

الأيام بل الساعات على مايبدو مليئة بالأحداث وكل المؤشرات جميعها تؤكد أن الأمور جميعها تسير وفق إيقاع الدولة السورية .... 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.