تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

عندما يعود السلطان من التاريخ ليحكم..!!


10/10/2014


جلس رجب طيب أردوغان ذات مساء وقد استتب له الحكم في تركيا؛ فكّر في نفسه وقد كان لا يحلم بما وصل إليه؛ لماذا لا أعمل على استبعاد كل المناوئين الخطرين في الداخل؛ كان أحد الخبثاء واسمه أحمد داؤود أوغلو يجلس إلى يمينه، زيّن له الأمر: بل يجب إزاله المناوئين في الخارج واستعادة السلطنة العثمانية السلجوقية يا مولانا؛ سأله أردوغان، كيف؟ أجاب داؤود أوغلو: دع الأمر لي يا مولاي! قدّم داؤود أوغلو مشروعه السلطاني الخبيث للحاكم بأمر الله السلطان العصري أردوغان؛ صفر مشاكل مع الجيران!

عاد السلطان أردوغان من التاريخ ليحكم؛ حلق لحيته، خلع ثوب السلطنة القديم ولبس ثوب السلطان في القرن الحادي والعشرين؛ اتقن لعبة العلاقات العامة؛ التعامل مع الكاميرا، والأهم كيفية التحدث أمامها لجذب اهتمام الرعية في بلاد العالم ولا سيما في أرجاء وولايات السلطنة القديمة؛ وكانت قضية فلسطين والمسجد الأقصى الموضوع الذي يدغدغ أحلام الشعب. كان هذا بعضاً مما جرى في الشكل! أما في المضمون فإن مشروع السلطان التركي الجديد ارتكز على الفكرة القديمة التي حكمت تركيا على أساسها بلاد العرب قرابة /400/ عام؛ الدين الإسلامي. وعليه استثمر أردوغان الإخواني وجود تنظيم "الإخوان المسلمين" في المنطقة للعبور إلى حلم السلطنة الحديثة! هاجم أردوغان يمنة ويسرة؛ لم يترك أحدا من شرّه؛ هادن حيث لا يريد أن يفتح جروحاً أو حروباً تؤخر تنفيذ مشروعه؛ لكن بداية الحرب كانت من البوابة السورية؛ إذا رضخت سورية ـ ومن ثم مصرـ للسلطنة الجديدة، فسيرضخ الآخرون! وعليه لم يترك أردوغان أداة قذرة إلا واستخدمها من الكذب والنفاق والقتل والقتلة إلى استخدام الإرهاب والمجرمين وصولاً إلى استخدام مجرمي وإرهابيي تنظيم "داعش". تلحّف أردوغان بالإسلام والدين، لكن أولى علائم الإيمان هي الصدق، وأردوغان أكبر المنافقين!!

مهلاً أيها الواهم! لم ولن ترضخ سورية؛ أسقطت سورية المشروع السلطاني الأردوغاني فجّن جنون السلطان ووزيره أحمد داؤود أوغلو؛ أخرجت مصرُ الإخوان المسلمين من الحكم في بلاد "جمال عبد الناصر" بعدما أثبتوا فشلهم وهزالهم وشهوتهم للسلطة لا غير!! البوابة السورية أُغلقت بوجه السلطان، وكذلك أغلق لبنان المقاومة والعراق الصامد ومصر الجديدة أبوابهم بوجهه!! السلطان الواهم في مأزق؛ يختلق الأكاذيب، ولكن حبل الكذب قصير؛ "أزعر الحارة" يبتز الآخرين في الخليج العربي وفي أوروبا والمنطقة كلها، لا أحد يطيقه، لكن وقت الحساب قادم؛ يختلق أردوغان الحجج والذرائع لاستعادة أمجاد التاريخ، لكن الناس تفهم وتدرك وتعي ما يدور حولها؛ السلطان في مأزق ووزيره أيضاً؛ إذن الهروب إلى الأمام، فعسى أن تتغيّر الأحوال أو ينسى الناس القصة، أو ربما يمكن "قبض" ثمن التراجع عن الأحلام بل الأوهام الكبيرة، أو على الأقل عدم دفع الثمن من جيب السلطان شخصياً!!

تركيا الآن تزعج الجميع بدون استثناء، بل تقلقهم! لكن هذا "الجميع" لم يعمل معاً لضبط وإنهاء سلوكها العدواني التخريبي في المنطقة. "أزعر الحارة" يمارس كل أنواع الأذى والإزعاج. السلطان أردوغان أصبح ثقيلاً على الجميع، مؤذياً لهم، منفراً؛ هل تنفجر السلطنة في وجهه، هل تنفجر أوهامه وتقتله؟ّ! هل يستجاب لدعاء عشرات آلاف الأشخاص ممن آذاهم أردوغان، هل يستجاب لذوي الشهداء واليتامى؛ الله يمهل ولا يهمل؟ أردوغان أصبح عبئاً على الجميع وسيتم التخلص منه.. إنه الدرس الأهم الذي لم يتعلمه أردوغان من التاريخ الذي حاول استعادته والحكم باسمه!!

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.