تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

"داعش" في مصر.. هل من مفاجأة ؟!!

مصدر الصورة
SNS


14/11/2014


أعلن أمير تنظيم الدول الإسلامية أبو بكر البغدادي أن التنظيم الإرهابي امتد إلى السعودية واليمن وليبيا... الخ. لكن الخطر الحقيقي هو امتداده إلى مصر. المجتمع المصري عصيّ بعض الشيء على تغلغل التنظيم المجرم، لكن الدعم والمؤازرة الخارجية قد تسهّل تمدده بين بعض المصريين من ضعاف النفوس أو ممن كانوا يعملون في الخليج وتلقوا تعليمات هناك أو تأثروا بالفكر الخليجي المتطرف ولاسيما السعودي الوهابي منه.

السعودية تساعد مصر حالياً وكذلك تساعدها الإمارات العربية المتحدة والكويت، لكن الصحف المصرية كانت قد نبّهت منذ بدء تقديم هذه المساعدة وتلقيها من "سعودة" المجتمع المصري، ومن تأثير الفكر الوهابي ـ الداعشي المتطرف عليه. ربما بدأ هذا التأثير واستفحل قبل قدوم الرئيس المصري الحالي عبد الفتاح السيسي إلى السلطة، وقبل "النخوة السعودية" المستجدة والطارئة، وهو مستمر بعدهما. لكن السعودية ليست وحدها من قد يكون لها تأثيرها السيء على الوضع المصري؛ هناك أعداء آخرين واضحين؛ تركيا وفأرتها قطر، وإسرائيل، وآخرين يعملون في الخفاء ويرسمون مخططاتهم بالحبر السّري ويرسلونها لمن عليه تنفيذها.

لا حاجة للحديث عن تفاصيل الكره الذي يكّنه حزب العدالة والتنمية التركي والرئيس رجب طيب أردوغان لمصر بعدما أسقطت وأبعدت تنظيم الإخوان عن الحكم وأسقطت معه أحلام الإمبراطور العثماني السلجوقي الجديد. وبالطبع فإن الصوت القطري الذي يلعلع عبر "قناة الجزيرة" والصحف القطرية أو من يدور في الفلك القطري، ليس بعيداً عن هذا التوجه العدواني الأردوغاني الغليظ. أما إسرائيل فلن تكون حزينة بإشغال الجيش المصري وإبعاده عن حماية مصر أو الاهتمام بالقضايا العربية والعروبية المصيرية.

الجيش المصري إذن هو الهدف. الجيش المصري هو المستهدف بعد الجيش العراقي والجيش العربي السوري؛ جنوده وضباطه وفكره وعقيدته ومصريته وعروبته. المطلوب تركياً وإسرائيلياً الآن إشغال الجيش المصري واستنزافه.  نعم استنزافه حتى الوهن، وربما حتى تفتيت مصر. العمليات التي تستهدفه براً وبحراً ليست قليلة وليست بدون هدف وليست معزولة عما يجري في المنطقة. والسؤال؛ لماذا؟! وكنت قد تحدثتُ عن هذا الموضوع في مقال سابق، لكن الصورة أصبحت أكثر وضوحاً؛ كل الجيوش في دول الطوق العربي حول فلسطين المحتلة مستهدفة؛ كل الدول العربية الأساسية التي تنهض بالقومية العربية وتحمل رايتها ويمكن أن تشكل نموذجاً يُقتدى به مستهدفة وممنوع عليها النهوض والتطور والحياة وبناء المستقبل الزاهر؛ مصر وسورية والعراق! أما الباقي العربي فيسقط "كالدومينو" بمجرد سقوط هذا المثلث.

مصر في خطر لأن أحد أعمدة استقرارها الرئيسية مهدد في الصميم بسبب الاستنزاف وبسبب استمرار الضرب على قاعدته؛ الجيش المصري في مواجهة الإرهاب القادم من الغرب والشمال ومن الداخل والشرق. الجيش المصري قوي وعقائدي ولكن عملية الاستنزاف التي يتعرض لها كبيرة وخطيرة ومخطط لها بدقة في مطابخ الأعداء؛ ضربُ الجيش المصري يعيق استعادة مصر لدورها العربي والإقليمي والدولي، ويعيق العلاقات النامية حديثاً مع روسيا، ويعيق استعادة العلاقات الحتمية مع الجيش العربي السوري شقيق النصر وشريكه في حرب تشرين، ويعيق مواجهة الضبع الإسرائيلي، والأهم يعيق حماية مصر و"نيل" مصر ومركز مصر وحضارتها. فهل تستطيع القيادة المصرية اتخاذ خطواتٍ عملية لقلب الأوضاع وتبادر لاستباق المخاطر، أم ستقوم بردّ فعل متأخر، وتُأكل يوم أُكل الثور البيض؟!!

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.