تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

هل يكون 2015 عام الحل السوري..؟!

مصدر الصورة
SNS

 

3/1/2015


تخطت مدة الأزمة السورية عدة سنوات وبما خالف ويخالف أغلب التوقعات إلا غالبية السوريين أنفسهم، لأن هذه الغالبية كانت تدرك منذ البداية أن اللعبة إقليمية ـ دولية وأن المقصود بلادهم ومواقفها وسياستها وشعبها وجيشها وقيادتها وحضارتها وتاريخها وإرثها، لكن بعض السوريين أبى أن يرى ويدرك هذه الحقيقة ودفن رأسه في رمال الغرب وأحضان بعض العرب وغرته أموالهم، فكانت النتيجة ما هو جارٍ ومستمر من قتل وتخريب ودمار للإنسان والحجر في سورية.

ورغم كلّ الحرب الدولية المسعورة على سورية، صمد هذا البلد الصغير الكبير؛ الصغير بمساحته وعدد سكانه والكبير بحضارته، العريق بتاريخه، والغني بإيمان شعبه بمقدساته ووطنه وجيشه وقيادته. هذا الصمود أفشل الخطط والتوقعات وخالفها وأذهل العالم، الذي اضطر لإعادة رسم الصورة من جديد كما هي على أرض الواقع بعيداً عن التضخيم والزيف الذي صنعه وكبّره الإعلام المعادي لسورية. وهذا الصمود يقودنا إلى تثبيت عدد من الملاحظات التي يمكن الاستدلال بها للحديث عن إمكانية اقتراب حلّ للأزمة السورية؛

أولاً، كشف الصمود السوري الأحجام والمواقف الحقيقية للجميع، الأصدقاء والأعداء؛ الأصدقاء الذين أثبتوا قوة وثباتَ مواقفهم مع سورية وحقها ومشروعية نضالها، والأعداء الذين انكشفت حبائل مخططاتهم ومؤامرتهم وسقطت اقنعتهم أمام شعوبهم وشعوب العالم كلها، والأهم، أمام قسم لابأس به من الشعب السوري توهّم أنهم يسعون فعلاً لمصلحته. هذا الانكشاف أعاد هؤلاء إلى احجامهم الطبيعية وكشف قدراتهم المحدودة، وهو ما انعكس تلقائياً على بعض أطراف مَن يسمّون أنفسهم المعارضة السورية، فخفت صوتهم وتراجعت آمالهم وخفضوا طموحاتهم، بل بالكاد بات يسمع صوتهم، بعدما اتضح أن حجم تمثيلهم شبه معدوم، واكتشاف من راهن عليهم من أعداء الخارج، أنه راهن على حصان أعرج؛ بل قل على لا شيء! وبالرغم من ذلك، ما زال الإعلام المعادي لسورية يحاول النفخ في القرب الفارغة ونشر اليأس والإحباط، ويتحدث عن استحالة الحل في سورية.

أما النقطة الأخرى التي أفرزتها الأزمة السورية ـ وهو ما كانت قد حذرت منه القيادة السورية منذ المراحل الأولى للأزمة، ولكن لم يرد أحد أن يمعن في ذلك ـ ظهور التنظيمات المسلحة التي أُرسلت لتخريب سورية وتدمير حضارتها ومنشآتها وقتل شعبها، فتحولت إلى خطر داهم بدأ يرتد على مشغليها ومموليها ومسلّحيها. فـ "جبهة النصرة" وتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، مثلاً، ليستا خطراً على أمن سورية والعراق فقط، بل أصبح الأوروبيون وغيرهم يستشعرون خطرهما بعد الأعمال الإجرامية التي مارستها التنظيمات الإرهابية كلها وليس النصرة وداعش فحسب. وهذا الخطر دفع الغرب بشكل عام، ومعظم دول الجوار السوري إلى إعادة قراءة مواقفها باتجاه تعديلها وفق معطيات الواقع وليس وفق ما يصوره الإعلام المغرض.

بالمحصلة هذا النضوج للمواقف والأحداث يجعل من الممكن الحديث عن حلّ سياسي للأزمة السورية؛ حلٌّ يقوم على الاعتراف بأهمية الدولة السورية وقوة جيشها لدحر الإرهاب والتخلص من خطره، ولتحقيق المصالحة الوطنية السورية بعيداً عن ضغوطات الخارج ومصالحه الرخيصة. ولكنّ هذا الحلّ يحتّم على الدول والأطراف الممولة والمساعدة للإرهابيين وقف تمويلهم وتسليحهم وتسهيل دخولهم إلى سورية، قبل أن يتفاقم خطرهم ويتمدد إلى الإقليم والمحيط الأبعد، ويحتّم على المعارضة السورية التقاط الفرصة والنزول عن شجرة المطالب العالية جداً وعدم الإصغاء لمن يريد استبعاد أو منع أي حل في سورية.

الأجواء العامة تشي بإمكانية تحقيق حلّ سياسي في العام الحالي إذا ما صفت النيات واشتغلت العقول الباحثة عن السلام بدل تلك التي يحركها الحقد الأعمى والشرّ الدفين.. والأيام المقبلة حبلى بالتطورات..!!

 

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.