تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

نبيلة النابلسي أم الدراما السورية... حاضرة رغم الرحيل

مصدر الصورة
بلدنا السورية

(1949-2010) نالت عضوية نقابة الفنانين السورية عام 1970، ومنذ اتخذت قرار التمثيل وحتى رحيلها وهي تعطي أكثر مما تأخذ،

ورغم ذلك لم تطالب يوماً بأي ميزة إلا الحب والعطاء للجميع ومن أجل الجميع...

 هذه المرأة التي مازالت حاضرة رغم رحيلها المحزن، تعود صورتها اليوم إلى الشاشة من خلال بصماتها في كل الأعمال الدرامية التي

شاركت فيها، حيث يسحرنا حضورها في "الفصول الأربعة" الذي يعاد حالياً، من أكثر الممثلات العربيات اللواتي برعن في تجسيد صورة

الأم المعطاءة، الحنون، ولا عجب في ذلك؛ فقد كانت من أجمل وأرق الأمهات واقعاً، حيث زرعت الحب في أرجاء منزل عشقته وأعطته كل

ما تملك، فكانت أماً حقيقية لكل من حولها، تعاملت بعاطفتها وقلبها وعقلها مع ابنها الذي كان في ظرف صحي خاص، وكانت مثالاً يُحتذى

ومدرسة لكل الأمهات اللواتي يخضن هذه التجربة، تركت بغيابها فراغاً إنسانياً وفنياً. وكانت الراحلة ممن مهدوا الطريق أما النجوم الشباب،

حيث امتهنت الفن في أصعب الظروف وتحدت واقعها لتكون ممثلة، إلا أنها لم تسع يوماً للترويج لنفسها ولم تكن تهتم بمساحة دورها، وكان

كل همها خدمة الفن السوري من خلال الرسائل التي تقدمها من خلال شخصياتها التي تجسدها، وكانت من أبرز المساهمين في نهضته

وتألقه، وهي الشخص المقرب للعديد من الممثلين والممثلات الذين اعتبروها أماً، أختاً، صديقة ورفيقة درب ومصدر إلهام.  هذه القامة الفنية

كانت تمنح مواقع التصوير الكثير من روحها ولطفها وطيبتها وابتسامتها؛ فمجرد حضورها يعني أنه لاوجود لأية مشاحنات وخلافات، فقد

أعطت صناع الدراما السورية دروساً في الحب والرقي في التعامل.

شاركت نبيلة النابلسي في العديد من الأعمال الإذاعية والسينمائية والتلفزيونية والمسرحية، حيث جسدت البطولة في العديد من الأفلام،

وكانت إحدى نجمات السينما السورية خلال الستينات والسبعينات ومن أفلامها: "رجال تحت الشمس" و"بنات الحب" و"امرأة تسكن وحدها"

و"غوار جيمس بوند" و"ناجي العلي".. وغيرها. وفي المسرح كان لها حضور مميز أيضاً من خلال "لحظة من فضلك مطلوب مسؤول"،

"الناس التي تحت"، "شباب آخر زمن "، "خيوط العنكبوت".  وأعمالها الدرامية كثيرة "الدروب القصيرة"، "أمنيات صغيرة"، "حمام

القيشاني بأجزائه"، "لك ياشام"، "كهف المغاريب"، "الفراري"، "الأرجوحة"، "أحلام لاتموت"، "الحلم البرتقالي"، "اليتيم"، "بيت العيلة"،

"الفصول الأربعة"، "قلوب في الميزان"، "الحور العين"، "أحقاد خفية"، "ليالي الصالحية"، "ليس سراباً"... وغيرها.

وبعد مضي ما يقارب ثلاثة الأعوام على رحيلها، مازال الجميع يستذكر اسمها بحب وفرح وتفاؤل، مع بعض الحزن والحسرة، لأنها غابت

ولم تأخذ كل ما تستحقه من الوسط الفني الذي قضت عمرها وهي تعطيه حبها وإبداعها.

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                            رانيا زكاري

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.