الفنان عبد الرحمن آل رشي نجم رافق الدراما السورية على مدى مسيرتها الطويلة بنجاحاتها ونهضتها ورسوخها، وبرز منذ بداياتها الأولى كأحد الأسماء اللامعة في المسرح والسينما.
دخل عالم الفن منذ أكثر من نصف قرن، في بداية حلمه، كان يعشق التمثيل والغناء، ويميل إلى الموسيقا، لكنّ رؤية والده كانت حاجزاً أمام طموحاته.
وبعد وفاة والده، انتسب إلى النادي الشرقي، وبدأ مرحلة حياتية جديدة، واطلع على ثقافات معرفيّة متنوّعة أسهمت في تشكيل شخصيته المعرفية، ليتدرج من المسرح إلى الإذاعة والتلفزيون والسينما، ويقدّم الكثير من الروائع الإبداعية؛ تجارب منجبة وأخرى فاشلة، لكنّ التصميم على الارتقاء والوصول جعل منه إنساناً يتمسّك بحلمه.
أوّل مسرحية قدّمها كانت بعنوان "لولا النساء" في القاهرة، ومن هنا بدأ المشوار، ودخل الإذاعة، بسبب امتلاكه صوتاً مميزاً لفت الانتباه إليه، ومع مرور الأيام تعلّم الأداء الإذاعي ليلقي بطريقة صحيحة وحرفيّة، ولديه ما يزيد على 25 ألف ساعة قراءة في إذاعة دمشق في المواضيع كافة بالتوازي مع الكثير من الأعمال المسرحية والتلفزيونية والسينمائية التي قدّمها طوال عمره.
داخل فكر الرجل كانت تسكن هواجس إنسانية متناغمة تحاكي كلّ ألوان الطيف، والكاريزما التي تتمتّع بها شخصيته ربّما كانت أحد العوامل الرئيسة في اختيار المخرجين له للأدوار الصعبة، فهو يشعرك بأنّ اللغة والإحساس والأداء والحركة والصوت كتلة متكاملة تتجسّد بإيمائية المشهد، عندما تتابعه في أيّ عمل فنّي تشعر بأنّك أمام صولجان شعريّ يتحرّك بإيقاعاته الموسيقية ضمن أبجدية حبّ منسوجة من عباءة الزمن الجميل، حمل الرجل منذ طفولته كلّ نوازعه بلا توجس، أو خوف، تخطى كلّ المحطات بهدوء، وأصبح واحداً من أهمّ عمالقة الفنّ السوريين والعرب الذين أثروا مساحات واسعة من الفن.
حكاية الرجل القادم من عمق الدراما السورية، منذ التأسيس، والذي لا يزال معطاءً ومتجدّداً إلى يومنا هذا لم تبدأ بعد، فهناك صندوق ذكريات وصور مطبوعة في الذاكرة لم يحن وقت إظهارها بعد.
ربى شدود
