تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الصورة الصحفية... وأهميتها

الصورة هي العمود الفقري وخاصة للمادة التلفزيونية وإذا لم يكن لدى المحرر صورة فليس هناك تقرير تلفزيوني، وخاصة تلك الصور القادمة من مناطق الأحداث الساخنة والتي تشهد حروباً أو كوارث .

لذلك أصبحت الصورة في أيامنا متطورة وواضحة أكثر من الماضي، وعامل مركزي هام يحدد نجاج هذه المحطة أو تلك الوكالة أو الصحيفة، إلا أن هموم المصور الصحفي ازدادت رغم التطور والتقدم الكبير الذي طرأ على الصورة، والتسهيلات المتاحة له من قبل المؤسسات المعنية، لذلك فهل يمكن تحديد مطالب العاملين في هذه المهنة ومعالجتها والنظر فيها ؟

"الدُخلاء على مهنة التصوير أساؤوا لها بشكل كبير" هذا ما أكده مصور وكالة الأنباء الفرنسية لؤي بشارة، وأضاف "في ظل الفوضى التي طالت المهنة حيث بتنا في هذه الأيام نجد أياً كان من ( صغار السن أو النجار أو حتى العامل في مجال البناء ) يحمل آلة التصوير من دون خبرة و دراسة عملية أو حتى الأخلاق المهنية التي تتطلبها المهنة ليقول أنا مصور، ليذهب الصالح بالطالح وبأرخص الأثمان " .
وتابع بشارة " في كل دول العالم هناك قوانين وأنظمة يجب علينا نحن المصورين احترامها، فالتعامل مع رجال الأمن له أسس وقواعد من واجبنا التقيد بها، كون مهمتهم تفرض عليهم حماية الضيوف من رؤوساء دول ووفود سياسية، الخ...، ومهتمنا نحن المصورين نقل الحدث كما نراه عبر عدسات الكميرات لنجسد الواقع كمان نراه " .  
ويعتبر مصور قناة العربية رامي هزيم "أن الصور التلفزيونية هي أساس المادة، والصور المهنية تجذب المشاهد أكثر إلى الشاشة، إلا أن هذه الميزة قد نفتقدها أثناء الفعاليات والأحداث السياسية والأمنية بمعنى لا يستطيع المصور التلفزيوني أن يتحكم بالصور كما يريد بل تُفرض عليه عدة اعتبارات أبرزها السرعة والازدحام".
ويضف هزيم "العامل الهام في عملنا التقيد بأخلاقيات المهنة فنجد أحياناً من دخل الى مهنة التصوير ولا علاقة له بها، فهؤلاء يسيؤون لعملهم أولاً وإلى زملائهم ثانياً ".
بدوره قال مصور قناة الجزيرة بدمشق إيهاب حسن "إن سوء التنظيم في بعض الأحيان قد يؤثر سلباً على المصور عند القيام بعمله"، وأضاف "يجب أن تتوفر للمصور الصحفي الحرية بالتحرك، كما أنه يحتاج الى مناخات صحيحة لكي يكون فاعلاً ومبدعاً في آن واحد، ناهيك عن مساعدة المراسلين الصحفيين لنا في ذلك، فيجب على الصحفي أن يتنبه إلى أن هناك كميرا تقف خلفه أثناء تصوير المؤتمرات الصحفية أو التصريحات السياسية، وعدم اقترابهم من المسؤول أو ملاصقته عند حديثه للوسائل الإعلامية " .
ويرى وسام عبدو الذي يعمل مصوراً لعدة قنوات تلفزيونية أن "دور المصور الصحفي لم يقدر كما يجب من قبل بعض المؤسسات والوسائل الاعلامية"، ويضيف عبدو إن "هذه المهنة مهما ضحيت من أجلها تبقى من وراء الكواليس ( الجندي المجهول )، ونحن نبذل كل ما نملك من جهد وخبرة لالتقاط صورة جميلة تعبر عن أحاسيسنا ومشاعرنا، ناهيك عن الدور الذي نلعبه في شهرة التلفزيون الذي نعمل فيه، ونتعرض في بعض الأحيان للضرب والشتم، وأحياناً كثيرة نقف في الشوارع وأمام الوزارات، فلا أحد من المعنيين يهتم بالأمر، المهم الربح والكسب المادي، والكل يتخلى عنك وقت الشدائد والصعاب"، وتابع عبدو"من الضروري السعي لتحسين الواقع المادي للمصور الصحفي وضمان مستقبله كونه الركن الأساس في هذه المهنة" .
"يجب علينا نحن المصورين احترام أنفسنا قبل أن نطلب من الآخرين احترامنا"، هذا ما أشار اليه مصور قناة برس الإيرانية محمد الهواري، وقال : " كل ما نشهده من فوضى عارمة من المصورين أثناء التصوير سببه سوء الترتيب وعدم احترام بعضنا البعض، فبعض المظاهر باتت تتكرر في هذه الأيام من ضرب وشتم وشجار أمام المسؤول الزائر، وإنه من المعيب والمخجل أن نرى مثل هذه التصرفات، فالإساءة من المصور في هذه الحالة تنعكس مباشرة على الجهة الإعلامية التي يعمل فيها وتشوه سمعتها لدى الوزرات المعنية كونه ممثلاً لها، فلذلك على كل مصور أن يبدأ باحترام نفسه أولاً واحترام الجهة التي يعمل بها ثانياً بعدها نطلب من الآخرين احترامنا" .
بات من الضرورات القصوى اليوم اعتماد التميز والإبداع والخبرة أساساً للمعايير والصفات الشخصية والمهمنة للمصور الصحفي، وأن تقدم أوراق الاعتماد لكل مصور يعمل في هذه المجال إلى وزارة الإعلام، فالمؤسسات الرسمية والوسائل الإعلامية الخاصة يجب عليها أن تدرك وتعي أهمية المصور الصحفي وأساسية وجوده خاصة أن عصرنا هو عصر الصورة، فإخراج هذه الهموم على العلن هو دعوة من أجل حلها وحلحلتها .   

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.