تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

"بالة الكتب" تسحب البساط من تحت المكتبات

مصدر الصورة
SNS

تحتضن أرصفة دمشق بين السابعة صباحاً والثانية ظهراً بسطات الكتب المستعملة ولاسيما عند جسر الرئيس ومنطقة الحلبوني وغيرها من الأماكن المزدحمة بالمارة والمشاة من وظائفهم وإليها.

وتشهد سوق "بالة الكتب" إقبالاً كبيراً حتى تحولت إلى عادة عند الناس بأن يقضوا مدة من الزمن وهم يتأملون العناوين أو يمسكون بأحدها ويقلّبونها فيقرؤون مضامينها أو يطلعون على صورها ولكن ما سر ذلك؟ ولماذا لا نجد هذا الازدحام في المكتبات رغم (البريستيج) الذي تقدمه.

 
يقول (أحمد طه 33عاماً) في تصريح لـ (محطة أخبار سورية SNS) :لا سر هناك ولا هم يحزنون، إن ما الكتاب المستعمل هو سعر البسيط قياساً بالقيمة المعرفية التي يقدمها، فمن الممكن أن تشتري كتاباً بخمسين ليرة سورية من على الرصيف بينما تجد أن سعره على رف إحدى المكتبات يتجاوز الـ300 ليرة.
ويضيف طه الذي يعمل محاسباً في إحدى مطاعم ساحة المرجة: صار أمراً طبيعياً أن أقف كل يوم عند إحدى بسطات الكتب لأكثر من ربع ساعة بحكم مروري من هذا المكان يومياً فأنا أسكن في (معضمية الشام) وهذه البسطات على طريقي.
 
ويرى طه أن الكتاب على أهميته يجب أن يوزع مجاناً لمن يحب لأن القراءة في أيامنا هذه صارت (عدم) مبرراً هذا الأمر بأن شباب هذه الأيام لا يهمهم لا المعرفة ولا الثقافة ويقول: ما يهمهم قضاء الوقت في أشياء (تافهة) كالجلوس في المقاهي ولعب الشدة وغيرها الكثير.
 
بينما يبدي (أبو ملهم) الذي يتخذ من سور التكية السليمانية مكاناً لبسطته رضاه عن (الغلة) التي تأتيه من بيع الكتب (البالة)، ويقول: إن هناك الكثير من المارة يقفون ويتأملون ما أعرضه على الرصيف ورغم أن أغلبهم لا يشترون لكن عدد من يبتاع الكتب لا بأس بهم، مضيفاً: إن المجلات والكاتولوكات هي أكثر ما أبيعه على هذه البسطة.
 
وقال أبو ملهم: من الطبيعي أن تجد الناس يقبلون على شراء الكتاب المستعمل بدلاً من الجديد لأن "العيشة صارت صعبة، والله يساعد العالم، يا عمي".
 
وتتنوع الكتب المعروضة بين ثقافية ومناهج دراسية وروايات (مجلتنة) ويجد المارة صعوبة في تجاوز بسطات الكتب وهذا ما يضطرهم للتوقف ومشاهدة ما هو معروض، ويضيف أبو ملهم: "إن البلدية لا تسمح لنا بالعمل إلى في الفترة الصباحية من الثامنة وحتى الثانية ظهراً.
بينما يرفض أدهم شيخ الأرض 27 عاماً الذي التقيناه أمام مكتبة النوري في منطقة الحجاز أن يشتري كتباً من على البسطة ويقول: كيف لي أن أشتري كتباً وسخة والغبرة عليها (تولول) في حين يمكن أن تشتري كتاباً نظيفاً من مكتبة "محترمة"، مضيفاً: صحيح أن هناك فرقاً جيداً بالسعر بين القديم والجديد لكني لا أحب أن أقرأ كتاباً مقروءاً من قبل شخص غيري.
 
وقال شيخ الأرض: إن ما يدفعني لشراء الكتب الجديدة هو أنني أحتفظ بهذه الكتب في مكتبتي الخاصة فأنا لا أفرّط بأي كتاب أشتريه ولا أعيره لأحد وأكون حنوناً عليه جداً وأعتبره مثل ابن لي.
 
من جانبه يعتبر قصي موسى 32 عاماً الذي يعمل في دار (الحصاد) أن الوضع المادي يقف وراء عزوف المواطنين عن شراء الكتاب واقتنائه ويقول: إن حركة بيع الكتب تنشط بعض الشيء في فترة معارض الكتب ولاسيما في معرض مكتبة الأسد.
 
ويضيف موسى المتخرج في المعهد المتوسط للطباعة: إن القراء متنوعون ومتطلبون ولكنهم لا يأخذون إلا ما يستفيدون منه في حياتهم إذ إنهم لا يشترون من مبدأ الثقافة إلا القلة القليلة.
 
وبناء على هذه الآراء فإذا كانت عبارات التحبب للكتاب من مثل (خير جليس) و(رب أخ لك لم تلده أمك) تدفعنا للقراءة فإنها أبداً لا تفرق بين كتاب مستعمل وآخر جديد لأن المهم حالة المثاقفة التي يخلقها الكتاب، وصدق من قال "للناس فيما يعشقون مذاهب".

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.