تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الدوحة تستعرض "حلما مقدسيا" طال انتظاره

ضمن فعاليات الدوحة عاصمة للثقافة العربية قدمت رئيسة مركز تريم للعمارة والتراث المهندسة المعمارية ريم عبد الغني محاضرة  بعنوان "حلم مقدسي" في مسرح قطر الوطني بمدينة الدوحة .

وعن هذه المحاضرة تحدثت المهندسة المعمارية ريم عبد الغني قائلة :حلم مقدسي ليس حلمي وحدي ، بل هو محاولة متواضعة لتحقيق حلم ملايين السوريين والعرب ، ولذلك عملت خلال عدة أشهر على جمع المعلومات والصور التي ترسم صورة واقعية لما يصادفه من يقوم برحلة إلى زهرة المدائن .
وعلى مدى ساعة تقريباً حاولت أن أنقل للحاضرين صورة متكاملة عن القدس من خلال زيارة المعالم التراثية الأساسية والمعالم الدينية الإسلامية والمسيحية ورصد بعض الملامح الاجتماعية والاقتصادية لواقع الحياة في القدس ، أمشي في دروبها وألتقط صوراً لمعاناة المدينة وسكانها من وطأة الضغوط والممارسات الإسرائيلية التي ترمي إلى تهويد المدينة بل وتقويضها ، الأمر الذي يتبدى في محاولات طرد المقدسين من بيوتهم بالاكراه أو بحجج مختلفة منها الوثائق المزورة أو عدم دفعهم الديون أو الإغراء المادي عبر وسطاء ، ومنها سلب من يغيبون طويلا عن المدينة حق العيش فيها .
عرجت طبعا على بعض القضايا الهامة  كقضية الأنفاق الاسرائيلية التي نخرت المدينة بحجة البحث عن هيكل مزعوم اثبتت عدم وجوده كل التنقيبات الأثرية وحتى الإسرائيلية منها ، أنفاق حولت القدس إلى مدينة معلقة في الهواء .
نبدأ الرحلة من دمشق وأقول هنا :
" وهكذا... ذات صباح... وجدتُني على الطريق من دمشقَ إلى عمانَ ، إلى أين ؟ إلى القدس ... وداعاً دمشقُ ... قد أعودُ أو لا أعودُ لكن سيمنحني الرضى أنني حاولت ..." ومن عمان إلى جسر الملك حسين والحدود الأردنية الإسرائيلية والعذاب الذي يعانيه عشرات الآلاف الذين يعبرونها يوميا . "صدمني المشهدُ ، مئاتٌ من البشرِ وجوهُم غائمةٌ بالقلقِ والانكسار ، الخوفُ على الشيءِ الوحيدِ المتبقي ... بعضِ كرامة "
في طريقنا  نمر على المستوطنات الاسرائيلية التي حاولت تشويه القدس بصرياً كمستوطنة معاليه أدوميم ، وعلى الجدار العازل : " بشاعة لم تفلح وسائل الإعلام في نقل حقيقتها ".
وبعد حي الجراح تبدو القدس في الأفق :
"تسمرت عيوني على مَنْطِقَةِ الحرم الشريف ، شعرت بالرهبة والسعادة والحزن والقلق والحنين " .
من بوابة دمشق ندخلها ، وهنا نستعرض بعض المعلومات التاريخية عن المدينة والسور الذي بناه السلطان سليمان القانوني ببواباته الإحدى عشر .
من باب الناظر ندخل محطتنا الأولى الحرم الشريف الذي كان في ما مضى متنفس أهل المدينة إسلاماً ومسيحيين قبل أن يتدخل الصهاينة بزرع الرعب والممنوع ويفصلون بين المكان والإنسان .
نزور أهم معالم الحرم الشريف : قبة الصخرة ثم المسجد الأقصى ومن ثم المصلى المرواني ، مروراً بالمتحف الاسلامي و" تصدمني مشاهد الجنود الاسرائيليين يدوسون بأحذيتهم القذرة ساحات الحرم الشريف متحدين الأديان والأعراف ، ضاربين بالقوانين والشرائع عرض الحائط .. لكأنهم يطأون قلبي ... شرذمة من الصهاينة يدنسون ثالث الحرمين الشريفين .. أين أنتم يا ملياري مسلم ؟ " .
نخرج من بوابة السلسلة وأعرج على ساحة المغاربة حيث هدم الإسرائيليون حي المغاربة بأكمله ليبنوا فوق أنقاضه الحي اليهودي الذي يتناقض مع نسيج المدينة القديمة .
وهنا أتحدث عن حائط البراق الذي يعتبره الإسرائيليون حائط المبكى ويتوسعون به ، حتى طال من 28 م قبل عام 67 إلى130 م حالياً .
نمر ببعض المعالم الأساسية في طريق السلسلة ومنها خان السلطان ، ونستعرض بعض عادات الأهالي وتفاصيل حياتهم من خلال زيارة عائلة فلسطينية في بيتها .
المحطة التالية هي نهاية طريق الآلام : كنيسة القيامة ، وإضاءة على بعض ملامحها المعمارية والتاريخية : " شعرتُ بالرهبةِ وأنا أفكر أنه من هنا مر السيدُ المسيحُ عليه الصلاة والسلامُ في رحلة عذابه" .
و من ثم نزور الأسواق ومن أهمها سوق القطانين الذي يصفه بعض المستشرقين بأنه " أجمل أسواق الشرق " ، قبل أن تنتهي رحلتنا في قلعة القدس غرب المدينة وأكثر ما يحزنني فيها هو متحفها الذي " يقدم بجرأة ووقاحة الرواية الصهيونية الكاذبة لحكاية القدس مهمشاً التاريخ العربي والإسلامي للمدينة " .
في النهاية : " محملة بالأسى والحنين ، أغادر المدينة ، أناجيها من فوق التلة المقابلة ، أبكي بحرقةٍ وأنا أتمتم بالتكبير وأذان المسجد الأقصى يصلني رخيماً وعميقاً وحزيناً من هناك ...
حرصت في الرحلة أن تشاركني الصورة خطوة بخطوة لأنها أبلغ من أي تعبير في نقل بعض ملامح مدينة الصلاة .. درب من مروا إلى السماء .
كما أثرت بي كثيراً العيون المغرورقة بالدموع ، لأنها تعكس صدق وعمق المشاعر القومية والإنسانية لدى الشعب السوري العظيم الذي طالما اعتبر قضية فلسطين في مقدمة أولوياته .
وسأعمل بنصيحة السيدة الدكتورة بثينة شعبان التي اقترحت حين حضرت المحاضرة بأن أحول المحاضرة الى كتيب يترجم للغات أجنبية ليعطي المواطن العربي والأجنبي فكرة عن واقع القدس ومعاناة أبنائها والمحاولات الجارية لطمس معالمها واقتلاعها من جذورها الحضارية .
أسعدني كثيراً أن سألني بعض الحاضرين إن كنت قد ذهبت حقاً إلى هناك مما يدل على أن العرض كان مقنعاً ، وطبعاً أنا لم أذهب فالسوريون لا يستطيعون دخول القدس بسبب مواقفهم القومية المشرفة ، وان شاء الله يتحقق الحلم وندخل القدس محررة من إسرائيل
في النهاية تمنيت أن يتحقق الحلم ... ونستعيد القدس والسلام .
 
 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.