محطة أخبار سورية
قرر الفنان زيناتي قدسية الدخول إلى قلاع زكريا تامر القصصية باحثاً عن تلك الأحجار المناسبة لعرض مسرحي.
ويبدو أنه عارك جيداً للوصول إلى غاياته المسرحية فهي رحلة صعبة لأنها تتضمن الانتقال من فن إلى فن ومن بحر إلى بحر وأثناء الانتقال لا بد من توليف كل عناصر العرض المسرحي لتناسب أفكار زكريا تامر الصاخبة والمشاكسة، زكريا تامر صاحب (النمور في اليوم العاشر) و (ستضحك)، و(تكسير ركب) وبما أن العرض مستمد من كتابات زكريا تامر فإننا نتمنى من وزارة الثقافة أن تدعو كاتبنا الكبير زكريا تامر لحضور هذا العرض وأعتقد أن الزمن مازال مواتياً لمثل هذه الدعوة.
وعن هذا العمل قال زيناتي قدسية لصحيفة تشرين: "هو من مجموعة من القصص المنتقاة من كتابات الأديب الكبير زكريا تامر وحكم هذا الانتقاء شرط توفر بعض العناصر المسرحية في هذه القصص التي تحمل في ثناياها قابلية التحول إلى عرض مسرحي".
وأضاف: تم العمل على صيغة ربط هذه القصص أو اللوحات بعضها ببعض بحيث نخرج من اللوحة أو الحدث إلى حدث آخر من خلال جسر يصل بين هاتين اللوحتين وهكذا مع اللوحة الثالثة والرابعة الخ، وأعتقد أننا وفقنا في ايجاد صيغة لربط هذه اللوحات وأتصور لو جاء زكريا تامر وحضر العرض لتساءل: (هل كتبت نصاً مسرحياً في زماني)، وسبب تساؤله هذا هو أننا توصلنا إلى صياغة نص مسرحي متكامل.
وقال: "هذا التركيب انطلق من فكرة (المُلك) أو (المَلِك) أو الملكية المملكة إذا أردت بالتالي كان لزاماً علي البحث في ثنايا ما كتبه زكريا تامر حول هذه المسألة (فكرة الملك) أو (سلطة الملك).. أطلقنا على هذا العرض اسم (وحيد القرن) وذلك ليتناسب والمضمون ولما نبنيه فنحن أمام (ملك) تسكنه الهواجس والكوابيس المريعة والقلق وحين يستيقظ من هذه الكوابيس تحدث أشياء غريبة في مملكته على مستوى وزارته وتطول كل الرعايا التابعين له في قالب ساخر.
وعن كيفية التعامل مع أسلوب السخرية الذي يتمتع به زكريا تامر قال قدسية: "اكتشفت منذ وقت مبكر أن السخرية تختلف من كاتب لآخر كأنما لكل كاتب فهم وتعامل مختلف فإذا كان زكريا تامر في مجموعاته الأولى يدور بالدائرة المحلية فإنه في مجموعاته الأخيرة أصبح يدور في الهم الإنساني فحين نقارن سخريته بسخرية عزيز نيسين نجد أن هناك غرائبية في سخريته بالتالي هذه الغرائبية تحتاج إلى جهد بسيط لكشف الغشاوة وكشف الرقم (كما يقال) بعد ذلك سنكتشف كم هي جميلة ومحتدة وكاشفة في النهاية لا بد من التعاطي مع هذا الساخر الغرائبي عند زكريا تامر بأسلوب مسرحي يختلف عن تعاملنا مع سخرية كاتب آخر.
وحول طريقة انتقاء الممثلين بين أن ذلك "جاء على أرضية معرفته بهم كمبدعين ومعرفتي بقدراتهم، لم يكن لعامل الصداقة دور في هذا الانتقاء فمنذ البداية كنت أرى أن شخصية (الملك) صالحة للفنان (حسن دكاك) فدكاك فنان مبدع وله مساحة في خيال المشاهد ومحترف ويعرف تماماً ماذا يفعل بالشخصية.. الفنان محمود خليلي رأيته في شخصية رئيس الوزراء وقس على ذلك في بقية الشخصيات... عموماً أنا مطل على تجارب الممثلين المسرحية وساهمت في إغناء تجاربهم من خلال العمل المشترك معهم وهم أيضاً أغنوا تجربتي من هنا كان انتقائي لهؤلاء التسعة وأنا مقتنع بهم وراض عن النتائج التي توصلت إليها.
واعتبر قدسية أنه "إذا كان المسرح يتكون من دائرتين كبيرتين (التراجيديا) ومايندرج تحتها من عناوين و(الكوميديا) وما يندرج تحتها من مسائل وعناوين فإن المسرحية الحالية هي من دون شك تنتمي إلى الكوميديا والسخرية هي غلاف الكوميديا، فثمة قرابة بينهما (السخرية- الكوميديا) لأنهما ينتميان إلى جسم واحد.
بطاقة فنية «وحيد القرن».. من كتابات الأديب الكبير زكريا تامر.. إعداد وسينوغرافيا وإخراج زيناتي قدسية.. الممثلون: حسن دكاك- محمود خليلي- كميل أبو صعب- قصي قدسية- رائد مشرف- زهير البقاعي- فادي الحموي- خلدون قاروط- خوشناف ظاظا.
المجموعة: رضوان كيلاني- ياسين بشار- سمير اللوجي- أحمد الأحمد- محمد سريول- إياد دكاك.
