تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

عرض الأوبرا الصينية توراندوت في احتفالية دار الأوبرا بعيدها السادس

محطة أخبار سورية

احتفالاً بعيدها السادس قدمت دار الأسد للثقافة والفنون أول عروض توراندوت لدار أوبرا الصين الوطنية المركزية ليكون بذلك أول عرض أوبرالي متكامل تستضيفه الأوبرا السورية منذ ست سنوات على افتتاحها كمركز إشعاع ثقافي وفني استقطب أهم عروض المسرح والموسيقا والرقص في العالم.

 

واكتظ المسرح الرئيسي في دار الأوبرا بدمشق بجمهور متنوع الأطياف لحضور هذا الكرنفال المسرحي الكبير الذي وصفه الفنان والمخرج غسان مسعود في حديث خاص لوكالة سانا بأنه احتفاء بالنوع الذي يجسد أكثر من مستوى فني وبصري على خشبة المسرح وأوضح مسعود أن هذه النوعية من العروض تكتسب حضوراً خاصاً لدى شرائح معينة من الجمهور تبحث عن جماليات متنوعة أهمها الانسجام العالي بين شروط العرض المسرحي من ديكور وأزياء بصرية متحركة وفق إضاءة متناغمة مع الموسيقا والجسد وحضور الصوت البشري الأوبرالي.

 

وشارك في عرض توراندوت عدد من العازفين السوريين بقيادة الموسيقي ناهل الحلبي وأطفال من جوقة ألوان بإدارة المايسترو حسام بريمو وراقصين من فرقة إشارات للرقص المعاصر بإدارة الكوريوغراف راسم عبد الله ما أضفى جواً من الحميمية بين فناني الصين وزملائهم في سورية.

 

وتدور أحداث أوبرا توراندوت المقتبسة عن إحدى حكايات ألف ليلة وليلة في مدينة بكين في العصور الوسطى إذ تروي حكاية ابنة إمبراطور الصين الأميرة رائعة الجمال توراندوت بعد أن يتهافت على طلب يدها الملوك والأمراء تضع هذه الأميرة شرطاً تعجيزياً للحصول على يدها وعلى عرش الإمبراطورية ألا وهو الإجابة عن ثلاث أحجيات ومن يفشل في ذلك يكون مصيره الموت.

 

وتتجاوز أوبرا توراندوت الذي ألفها جياكومو بوتشيني وأكملها من بعده فرانكو ألفانو أشكال الأوبرا الأوروبية ناهلةً من معين أوبرا بكين العريقة المتصفة بتدريس أنواع متعددة من الرقص العسكري الذي كان من أهم مفردات تراث السلالات الحاكمة التي تعاقبت على أرض الصين الشاسعة إضافة إلى حضور آسر للأثواب الصينية المزركشة بأنواع خاصة من الأقمشة الحريرية ذات الإضاءة المتجاوبة مع رسم الشخصية الأوبرالية على المسرح.

 

واستطاعت أوركسترا دار الأوبرا الصينية الوطنية بقيادة المايسترو يو فينغ أن تقدم خلاصة الموسيقا الأوبرالية الإيطالية مازجةً بين آلات السيمفوني الراسخة وبين عشرين آلة صينية تقليدية قدمت مذاقا استثنائياً بين حفرة الأوبرا وبين الخشبة ذات المستويات البصرية المتعددة.

 

وتمكن مخرج أوبرا توراندوت وانغ هوكان من إدارة منصته الكبيرة لتقديم مشاهد متعاقبة من ثلاثة فصول حافظ أثناءها على عمارة بصرية أخاذة قوامها ستائر من الحرير الخالص وجيش من الممثلين ذوي الأزياء المزركشة بقيم لونية من بيئة الصين العريقة الذين تجاوز عددهم 200 شخص على الخشبة.

 

وحقق هوكان استثناءً إخراجياً في رؤيته الفنية التي أخذت الجمهور السوري إلى داخل أسوار بكين المدينة المحرمة عبر مناخات من الضوء والمجاميع البشرية المتحركة محققاً بذلك فضاءات مسرحية مختلفة مازجاً بين عالمين من العتمة والنور للدلالة على فحوى العرض الذي حاول تقديم نموذج خاص عن الشجاعة والفروسية والبسالة للفوز بالجمال الذي جسدته شخصية الأميرة توراندوت محفوفاً بالخطر والمغامرة بالروح والجسد في آن معاً.

 

وأسهمت الأصوات الأوبرالية المتمكنة لكل من ليو هونغلينغ وشين نا بأصوات السوبرانو وأصوات التينور ل وانغ فينغ و لي شوانغ إضافة إلى الكورس الذي جسده شعب الصين على الخشبة بخلق مناخات صوتية متنوعة ساهمت بتكريس الشخصية الصينية في تأدية فن الأوبرا وذلك بإتقان يوازي ما نشاهده في الأوبرات العالمية ذائعة الصيت في إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وغيرها.

 

ويجسد عرض توراندوت قول المايسترو توسكانيني الذي أوقف العزف على مسرح سكالا دي ميلانو ليقول لجمهوره المحتشد: هنا ينتهي العمل الذي كتبه بوتشيني لأن الموت كان في هذه المرة أقوى من الفن.. إذ يلخص هذا القول العبرة التي تقدمها أوبرا بكين المركزية في مواجهة نهائية بين شجاعة الرجال وبأسهم وبين تمنع النساء وكبريائهن كرموز للممالك والإمارات الصينية القديمة.

 

وتتابع أوبرا توراندوت عروضها يومي الجمعة والسبت عند الساعة الثامنة في قاعة الأوبرا بدار الأسد للثقافة والفنون احتفاءً بالعيد السادس لدار الأوبرا السورية التي تأسست في السادس من أيار عام 2004.

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.