تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

ما مستقبل الصحافة الورقية في ظل ازدياد المواقع الإلكترونية؟

 

محطة أخبار سورية 

لا يمكننا إنكار أن الصحافة الإلكترونية فتحت إمكانية الاطلاع المباشر والمتابعة المستمرة من خلال كبسة زر بسيطة، تُدخلك عالم الحدث بكل مجالاته، السياسي والثقافي والفني، كما لا يمكن نكران أنها فتحت بابا لمشاركة مباشرة للقارئ في عملية التحرير من خلال التعليقات التي يوفرها الكثير من الصحف الإلكترونية للقراء بحيث يمكن للمشارك أن يكتب تعليقه على أي مقال أو موضوع ويقوم بالنشر لنفسه في اللحظة نفسها، كما لا يمكننا تجاهل أن الصحافة الورقية تعيش فترة حرجة نتيجة التطور الكبير الذي طرأ على حياتنا، وعصر اللا وقت، الذي بتنا نصارع فيه من أجل دقيقة.

 

أصحاب القلم الورقي يدافعون عن صحافتهم وعن كيانها بشتى الوسائل، ناسين أنهم يصارعون حرباً إلكترونية لا قدرة لهم عليها، في حين أصحاب المواقع الإلكترونية يجهرون بموات الورق، وخبراء الصحافة الإلكترونية في مؤتمرهم الأول أكدوا أن الإعلام لم يعد «ورقة وقلماً» وشاشة تلفاز وإذاعة مسموعة، وتوقعوا مرور الصحف المطبوعة في الدول العربية بأزمة مالية مضاعفة خلال السنوات العشر المقبلة، فضلاً عن خسارة أكثر من 50% من القراء وعزوف المعلنين الذين سيفضلون الإعلان عبر الانترنت والهواتف النقالة، حيث قد تبلغ عائدات الإعلام الرقمي 50 مليار دولار في عام 2020.

جهاد الخازن وبعد حضوره لجائزة البحرين لحرية الصحافة الورقية أكد أن الصحافة بحاجة إلى تشجيع فهي تسير في طريق طائر الدودو، مع بروز صحافة جديدة إلكترونية تعكس تكنولوجيا العصر، مشيراً إلى أن هناك تهماً متبادلة والجانبان على حق، والصحافة التقليدية تقول إن صحافة الإنترنت تخلو من المسؤولية والصدق، ورواد الصحافة الجديدة يقولون إن الصحفيين التقليديين ديناصورات ومكانهم الأفلام الخيالية فقط.

إذاً أزمة الصحافة الورقية بدأت فعلا، وظهر ذلك من خلال توديع صحيفتين عربيتين لقرائهما، أوان الكويتية، والوقت البحرانية، وذلك بسبب صعوبات في التمويل وهو ما أوضحه ناشر أوان محمد الرميحي في مقال بعنوان «وقفة وداع» للأسباب ذاتها أصدرت إعلاناً مماثلا صحيفة الوقت موضحة أن قرارها يعود إلى عجزها عن العثور على شريك إستراتيجي أو مشتر لمعاودة الصدور.

والسؤال هل الصحافة الورقية باتت تتعثر في خطواتها، وهل فعلا هي على وشك الزوال؟...

بسام رضوان صحفي في جريدة تشرين يرى أن الصحافة الورقية لا يمكن أن تُلغى، ولكن قد يتراجع عشاقها، فحين ظهر التلفزيون قيل بأنه سيلغي الإذاعة، ولكن هذا لم يحدث بل بات لكل منها محبوه ومتابعوه، وكذلك الأمر بالنسبة للصحافة الورقية، وخاصة أن هناك الكثير من الناس لا يجدون متعة إلا بتصفحها، ولاسيما أنهم في أوقات معينة باتوا معتادين عليها، والمواقع الإلكترونية لا تتستغيث بهم ولا تلبي شروط مزاجهم ونفسيتهم، ويرى رضوان أنه ربما هناك بعض الانحسار والتراجع في الصحافة الورقية وربما هي باتت أقل انتشارا ولكن هذا لا يلغيها، لأنها مرتبطة بذهنية القارئ الذي يجد متعة في تقليب صفحاته، وليس باستخدام الماوس للغوص في الإنترنت، كما يعتقد رضوان أن معظم كبار السن لا يفضلون النت على الورق بل يرون أن الصحف الورقية لها نكهتها ولونها وطابعها الخاص.

خليل الهملو رئيس تحرير موقع محطة أخبار سورية يرى أن لا شيء يلغي شيئاً، وأن المواقع الإلكترونية دقت المسمار الأخير في نعش الصحافة كلام كبير جدا، فالصحافة الإلكترونية أسهل بحكم أنها لا تحتاج إلى كادر تحريري كبير، ولا إلى مكاتب، ولا إلى تكاليف طباعة، وإدارة وإخراج، بل تحتاج فقط إلى محرر ولاب توب (محمول) كما تستطيع من خلالها نشر الكثير من المواد، والفيديو، والصور، إضافة إلى أهمية تواصل القارئ مع المواقع من خلال مواكبتها للحدث ووضعه بشكل سريع عبر صفحتها، ناهيك عن أن التعليقات التي تأتي على المواد الصحفية تكون أحياناً أهم من المادة نفسها، وتغنيها، فالصحفي حين يكتب مادة علمية أو تاريخية يأتي تعليق من قبل اختصاصي يغني المادة ويرفع من قيمتها وهذا غير متوافر في الصحف الورقية التي تترك عنوانها للتواصل وهذا يأخذ الكثير من الوقت، كما أن المواقع الإلكترونية تفتح آفاقا أوسع من خلال التواصل مع الناس ومشاركاتهم والدليل أن الكثير من المحطات التلفزيونية تضع عنوانها الإلكتروني على الشاشة وتطالب بآراء ومشاركات من قبل المشاهدين وتأخذ بها، أما الصحف الورقية فأنت محصور بحجم الصفحة، بحيث لا تكون قادرة على نشر الكثير من المواد إضافة إلى صعوبة تواصل القارئ معها، لذلك لجأت الكثير من الصحف إلى إنشاء مواقع لها عبر الإنترنت لمواكبة التواصل مع الناس.

وأشار الهملو إلى أن الصحافة الإلكترونية باتت متخصصة والقارئ يدخل إلى المواقع لمشاهدة التخصص الذي يريده، وهناك مواقع تعمل على الشمولية وروادها كثر، حتى إن كتاب الزوايا، والرأي، باتوا ينشرون في المواقع بسبب المشاهدة الأكبر ولكي تكون زواياهم أكثر قراءة، وفي متناول رد وتعليق القارئ..

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.