تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

فنانون عالميون ينحتون على الخشب في قلعة دمشق

 

محطة أخبار سورية

بين أحضان قلعة دمشق العريقة بدأت تتوضح ملامح أعمال النحاتين المشاركين في الملتقى الدولي الأول للنحت على الخشب الذي يقام بالتعاون بين وزارة الثقافة ومعهد الفنون التطبيقية وصالة تجليات، والذي يفتتح عند السابعة من مساء غد السبت.

 

ويشكل الملتقى تظاهرة حضارية متميزة تشارك فيها نخبة من أهم فناني النحت في العالم ويتحول إلى فرصة لتدريب فئة كبيرة من الفنانين الهواة والشباب لاكتساب الخبرة العملية من أهم مدارس النحت العالمية.

 

وقال مدير المعهد المتوسط للفنون التطبيقية ومنظم الملتقى الفنان أكثم عبد الحميد إن آلية العمل والإنجاز منذ بدء الملتقى وحتى الآن سارت بشكل سليم ووفق ما هو مخطط وحاولنا قدر الإمكان توفير أقصى ما نستطيع من ظروف الراحة ومستلزمات الفنانين المشاركين والتي تضاف إلى أريحية المكان ضمن جدران دمشق التاريخية وهذا ما ينعكس على أعمال الفنانين المنجزة.

 

ولفت عبد الحميد إلى أن الأدوات المستخدمة في الأعمال النحتية التي استعاض فيها الفنانون عن الأدوات القديمة من مطرقة وإزميل وفرت الجهد والوقت وبالتالي كان النتاج الفني مختلفاً لناحيتي الدقة والسرعة في الإنجاز.

 

وأوضح أن 16 طالباً من طلاب السنة الثانية قسم النحت في المعهد يساعدون الفنانين في إنجاز العمل الفني ويطلعون بشكل تدريجي على كيفية تشكيله وصياغته فنياً وهذا ما يشكل لديهم ثقافة بصرية وتقنية يستفيدون منها في مستقبلهم الفني.

 

وأشار إلى إن فن النحت يهدف لتعزيز التبادل الثقافي بين مختلف دول العالم ويشمل ذلك المدارس والخبرات العالمية وقال:لاحظنا خلال الملتقى اختلاف الرؤية والمعالجة الفنية عند الفنانين إضافة إلى تنوع الأفكار وتمايزها عند كل منهم.

ويشارك الفنان عبد الحميد إلى جانب تنظيمه للملتقى بإنجاز عمل فني يحمل عنوان الوما يقول عنه إنه عبارة عن امرأة تقف على شط البحر الأبيض المتوسط وهي ترفع يديها وكأنها تومي للناس الذين يقفون على الضفة الأخرى من البحر وتريد أن تعرفهم بما هو موجود من حضارة وتاريخ في سورية مضيفاً إن العمل عبارة عن كتلة نحتية تجسد امرأة تلبس الزي السوري الخاص مطعماً بزخارف مختلفة لها علاقة بتاريخ سورية وحضارتها.

 

ويشارك في الملتقى 12 نحاتاً من سورية وأوروبا لهم تجربتهم الجيدة في الملتقيات الفنية حول العالم منهم من يزور سورية للمرة الأولى حيث يقول النحات فرناندو ألفاريز من إسبانيا.. في عام 2003 كانت انطلاقتي الأولى في الملتقيات وهذه هي المرة الثانية التي أشارك فيها في ملتقى سوري حيث شاركت في ملتقى النحت الذي أقيم في سورية عام 2008 إلا أنها المرة الأولى التي أشتغل فيها على خامة الخشب إذ إنني عادة ما اشتغل على خامات الحجر والرخام.

 

وأوضح النحات الإسباني إنه لم يكن لديه تصور للموضوع الذي يمكن إنجازه خلال الملتقى لكنه بعد يومين من تأثره بمكان إقامة الملتقى وهو قلعة دمشق الذي وصفه بالرائع كان له أثر كبير على مفردات وتكوينات منحوتته.

 

وقال ألفاريز إن أجواء الملتقى كانت مميزة بوجوده بين الشعب السوري الذي يتمتع بالصدق والود وبعشقه للفن وهذا ما أعطاه دافعاً أكبر وأريحية ممتازة لتنفيذ وإنجاز عمله بسعادة وحب.

 

ومن الأعمال اللافتة لجهة الدقة والانسيابية منحوتة للفنانة الألمانية تانجا رودر التي تملك في رصيدها أكثر من 45 مشاركة دولية لكنها المرة الأولى التي تزور فيها سورية وقالت: إن أهمية الملتقيات الفنية الدولية تكمن في إتاحة الفرصة للفنان لمشاهدة ومعاينة ثقافات وحضارات أخرى والاحتكاك بفنانين آخرين وبالتالي تعمق خبرتها الفنية كما أن هذه الملتقيات مهمة لمتذوقي الفن الذي يستطيعون معرفة تفاصيل إنجاز العمل ومتابعة ولادته أولاً بأول.

 

وأضافت النحاتة الألمانية إن المنظمين كانوا موفقين في اختيار مكان الملتقى في قلعة دمشق التي تتمتع بالعراقة والتاريخ وهو مناسب جداً لي ولاسيما أنني أشتغل أغلب منحوتاتي على الأشكال الهندسية حيث استوحيت الكثير من الأفكار من القلعة وتصميمها.

 

ورغم أن الفنان القبرصي خريستوس لانيتيس زار سورية لمرات كثيرة إلا أنه أكد أنه يحرص دائماً على المشاركة في ملتقيات فنية سورية وقال.. أشعر أنني عربي وأنتمي لهذه الأرض التي مرت عليها الكثير من الحضارات.

 

وأضاف لانيتيس الذي يشرف على قطاع السينما والمسرح في قبرص.. إن السوريين شعب محب للحياة وعبر تاريخه كان ذواقاً للفن والدليل قلعة دمشق التي يقام الملتقى بين أحضانها.

 

كما بدا تآلف النحات الألباني جينتي تافانكسيف مع المكان وطلاب الفنون والمشرفين على الملتقى واضحاً ولاسيما أنه سطر على ساعديه بعض العبارات باللغة العربية مثل أمير القلعة رضاك يا أمي ووصف الملتقى بالرائع لأن كل شيء فيه مختلف وقال.. إن قلعة دمشق تمدك بإحساس رائع حول الحضارة التي تتمتع بها إضافة إلى أن السوريين شعب ودود يشعرك بأنهم انعكاس حقيقي لهذه الحضارة.

 

وأضاف تافانكسيف: إن هناك عناصر كثيرة تجعل هذا الملتقى مهماً أولها اعتماده على خامة الخشب وثانياً رحابة المكان وجاذبيته إضافة إلى جو الحيوية الذي تولده مشاركة بعض الطلاب المساعدين الذين يبدون وداً وحباً للفن وهم نموذج مصغر عن الشعب السوري المحب للفنون بمختلف أنواعها.

 

وعلى مقربة من النحات الألباني كان غدير يوسف الطالب في المعهد يقوم بالمساعدة ويتحاور مع النحات حول تفصيل يتعلق بالمنحوتة حيث قال: إن دوري إلى جانب عدد من زملائي يتمثل في مساعدة المشاركين في الملتقى والاستفادة من الآلية والتقنية التي ينفذون عبرها أفكارهم أمامنا.

 

وأوضح يوسف أن هذه المساعدة هي عبارة عن اكتساب للخبرة من فنانين محترفين ولاسيما أننا في المعهد لا ننفذ مثل هذه الأعمال الضخمة كما أننا لا نتعامل مع الأدوات التي يستخدمونها مضيفاً انه رغم اختلاف اللغة وتباينها إلا أن الطلاب والفنانين استطاعوا التوصل إلى صيغ تفاهم فيما بينهم ولاسيما أن الفن هو لغة عالمية واحدة.

 

 

وعلى هذه النقطة يؤكد النحات عبد الحميد أن مثل هذا التفاعل والتحاور لا يمكن للطلاب أن يتوافر لديهم إلا في ملتقيات تجمعهم مع فنانين عالميين يتواصلون معهم ويتعرفون من خلالهم على مختلف التقنيات والأساليب الفنية مشيراً إلى أن هناك مشاريع ملتقيات نحتية أخرى في المستقبل تضاف إلى ما تم إحرازه على صعيد الفن السوري والتي استطاعت أن تصيغ لسورية موقعها الرائد في نشر هذه الثقافة الراقية.

 

وأقيمت منذ بدء الملتقى مجموعة من النشاطات الفنية والثقافية أهمها تصوير فيلم عن الملتقى من قبل المؤسسة العامة للسينما إخراج الفنان نائل تركماني إضافة لبرنامج ترفيهي وزيارة بعض الأماكن السياحية والأثرية تعرف خلالها الفنانون المشاركون على الحضارة السورية العريقة.

 

يشار إلى أن الفنانين المشاركين من سورية هم أكثم عبد الحميد ومحمد بعجانو وعماد كسحوت أما الفنانون المشاركون من أوروبا فهم ميغل ايسلا.. إسبانيا وبيتر بيتروف.. بلغاريا وخريستوس لانيتيس.. قبرص وغنيسا بتروفا.. بلغاريا وأرليندو أريز.. البرتغال وتانجا رودر.. ألمانيا وجامبر جيكيا.. جورجيا وفرناندو ألفاريز.. إسبانيا وجينتي تافانكسيف..ألبانيا. 

 

باهل قدار ـ سانا

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.