تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

طلاب قسم التمثيل يرثون النظام العالمي الجديد بـ"ذيل الطاووس"

 

محطة أخبار سورية

افتتح مساء أمس عرض تخرج طلاب السنة الرابعة قسم التمثيل بعنوان "ذيل الطاووس" عن نصوص للكاتب الإنكليزي الراحل هارولد بينتر إخراج الدكتور سامر عمران وذلك على خشبة المسرح الإيطالي في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق.

 

وتضمن العرض ثماني لوحات اقتضت تنوعاً كبيراً في نوعية الديكور والموسيقا كشرط من شروط قيام الفرجة المسرحية وفق معالجة مختلفة في كل لوحة حيث جاءت لوحة "مساء" لتفتتح المسرحية وتنهيها عبر تبديل في الثنائيات المسرحية التي دأب من خلالها مخرج العرض على إعادة هيكلة الشخصيات المسرحية واضعاً إياها في شرط صعب للغاية بهدف اختبار طالب التمثيل ووضعه وجهاً لوجه مع الجملة المعقدة التي كتبها هارولد بينتر لشخصياته.

 

وقال الدكتور سامر عمران في حديث لوكالة الأنباء السورية "سانا" إن عرض "ذيل الطاووس" جاء رغبة في تلبية مستويات عالية من التنويع والشغل على أدوات الممثل لتتلاءم مع عدد الطلبة المتقدمين لنيل درجة الإجازة في التمثيل وفق ثنائيات تمت مقاربتها عن نصوص هارولد بينتر من أجل الوصول إلى صيغة مشروع تخرج يقدم مقدرات الطلاب كافة دون تهميش جهد أحد منهم بغية اختبار طاقات طالب التمثيل وتعريضه للمغامرة الإبداعية وهو على عتبة الاحتراف.

 

والنصوص التي اختارها عمران للكاتب الإنكليزي الراحل تم تقديمها على التوالي بعناوين مختلفة وهي "مساء" النظام العالمي الجديد على وجه الدقة، هذه مشكلتك، طالب وظيفة حيث اكتنف العرض أسلوب الغروتيسك الذي اشتغل عليه المسرحي البريطاني هارولد بينتر عاكساً وحشية النظام العالمي الجديد ونهبه لثروات الشعوب عبر شركاته المتعددة الجنسية.

 

واعتمدت مسرحية "ذيل الطاووس" كمشروع تخرج كما بين عمران بعد تجريب عدة نصوص عالمية منها نص "جزيرة الماعز" للكاتب الايطالي ايكومبوتي ونص"12 رجلاً غاضباً" للكاتب الأميركي ريجنالد روز إضافة إلى شغل دام قرابة الشهر اعتمدت على مجموعة نصوص للكاتب الأمريكي أوجين أونيل إلى أن تم الاستقرار على نصوص بينتر بهدف توفير مساحات متساوية لجميع الطلاب لمواجهة الجمهور واختبار ملكاتهم في تقديم عرض احترافي مدروس ووفق شروط علمية دقيقة.

 

وأوضح عمران أن الشغل على نصوص هارولد بينتر يستدعي جهداً غير طبيعي وقدرة عالية لدى الممثل لاستحضار نوعية خاصة من اللعب على الدور بعيداً عن أسلوب المسرحي الروسي ستانسلافسكي الذي اشتغل على مواءمة الشغل الداخلي والخارجي للممثل بل بالتركيز على كثافة الصمت التي أبدعها بينتر وجهاً لوجه مع الكثافة التي يقتضيها الفراغ والفضاء المسرحي وضرورة ملئه من قبل هذا الممثل بالدرجة ذاتها التي يشتغل فيها على مفاهيم تكثيف اللحظة المسرحية ونقائها من المبالغات الحركية واللفظية ذاهباً بها إلى أقصى حدودها النفسية.

 

وأضاف عمران أن عرض ذيل الطاووس يطرح عدة تساؤلات أهمها سؤال طالب التمثيل عما ينتظره بعد التخرج وعن صعوبة إيجاد فرصة عمل توفر له الظهور والنجاح سواء على المسرح أو التلفزيون أو السينما ولذلك تمت مفصلة اللوحات الثماني بمقاطع فيلمية صورها عمران مع الطلاب من أجل خلق حالة من التناقض بين واقع الحال وصعوبة تحقيق الطموحات من جهة وبين ما درسه وما تلقاه طالب التمثيل من معارف نظرية وعملية بانتسابه إلى المعهد العالي للفنون المسرحية.

 

وأوضح مخرج العرض أن الأفلام القصيرة التي صورها مع الطلاب كانت بمثابة مغامرة جديدة من نوعها من جهة مشاريع تخرج التمثيل بغية تقديم هواجس الطلاب الحقيقية بعيداً قدر الإمكان عن المباشرة والتي عكست واقعا متشائما بعض الشيء للمستقبل الذي ينتظر هذا الطالب أمام تراجع الحركة المسرحية وطغيان شركات الإنتاج وعلاقاتها الربحية بالتعامل مع الفنانين الجدد إضافةً إلى التنازلات الأخلاقية والفنية التي يقدمها الممثل من أجل الوصول إلى المجد والشهرة سواء على المسرح أو التلفزيون أو حتى السينما والتي جسدته الفنانة الشابة أريج خضور في مشهد ختامي لفتاة تبحر بقدميها الحافيتين في صحراء من الملح.

 

يذكر أن عرض ذيل الطاووس من إخراج وسينوغرافيا الدكتور سامر عمران إضاءة ماهر هربش مقاربة نصوص عن الإنكليزية زياد عدوان والعرض مستمر على خشبة المسرح الإيطالي حتى نهاية الشهر الجاري في السابعة والنصف مساءً.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.