تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

نتنياهو: لم أتعهد أمام الرئيس بعدم مهاجمة إيران

 

نتنياهو: لم أتعهد امام الرئيس  بعدم مهاجمة ايران
بعد يوم من اللقاء بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس اوباما تتضح الصورة اكثر فأكثر: بين اسرائيل والولايات المتحدة تسود خلافات شديدة على المستوى السياسي وبالاساس بالنسبة لمسألة ما هو الاسبق – المفاوضات مع الفلسطينيين وتجميد المستوطنات ام موضوع النووي الايراني.
اوباما سيعلن في 4 حزيران عن خطته للسلام الاقليمي – خطوة سياسية بين اسرائيل والفلسطينيين باسناد من الدول العربية المعتدلة وعلى رأسها مصر. وقال اوباما لنتنياهو في هذا الموضوع انه يتفق معه بان على الدول العربية المعتدلة الا تنتظر نهاية المسيرة وان تشرع في خطوة تقارب من اسرائيل منذ الان، بما في ذلك اعلان نوايا عن "تطبيع" العلاقات. ومع ذلك قال اوباما لنتنياهو انه لهذا الغرض على اسرائيل من جانبها أن تعطي مقابلا في شكل تجميد الاستيطان واخلاء بؤر استيطانية منذ الاسابيع القريبة القادمة. اما نتنياهو فرفض التعهد بذلك. "هذا ليس عمليا وليس ممكنا سياسيا"، قال رئيس الوزراء للرئيس.
طاقة كامنة قابلة للانفجار
الفجوات الجوهرية في المنهجين بين البيت الابيض ومكتب رئيس الوزراء في الموضوع الفلسطيني هي طاقة كامنة قابلة للانفجار. المسألة الكبرى هي ماذا سيحصل في الاشهر القريبة القادمة وهل ستؤدي الى أزمة حقيقية في العلاقات بين الدولتين. ومع ذلك، نتنياهو اعلن انه حصل لديه الانطباع بانه في الموضوع الايراني يتفق الرئيس معه في رؤية الخطر الاكبر في ايران نووية وان الحديث يدور عن خطر ليس على اسرائيل وحدها بل على العالم الحر باسره.
مصادر في حاشية رئيس الوزراء قالت ان الرئيس الامريكي تعهد امام رئيس الوزراء بان الحوار الذي يديره مع ايران قد لا يكون محددا بالزمن كانذار ولكن في ختام عدة اشهر ستجري الادارة في واشنطن "اعادة تقويم" للحوار. ويبدو ان هذا سيتم في موعد قريب من شهر تشرين الاول. وتعهد اوباما بان تكون اسرائيل مطلعة على تفاصيل الحوار، وان "اعادة التقويم" ستتم بالتنسيق معها.وخلافا لما نشر، فان نتنياهو من جهته لم يتعهد الا تهاجم اسرائيل ايران في هذه الفترة. "لم اتعهد امام الرئيس بعدم الهجوم"، قال أمس نتنياهو في احاديث مغلقة. "اسرائيل تحتفظ لنفسها بحق العمل في الزمن المناسب لها".
 
نتنياهو، مع ذلك، نجح في ان يشطب عن جدول الاعمال التهديد الامريكي بالزام اسرائيل التوقيع على ميثاق منع نشر السلاح النووي. وعليه، فان التقاليد المتبعة بين اسرائيل والولايات المتحدة بالنسبة للغموض في الموضوع النووي الاسرائيلي ستبقى قائمة.
بعد لقائه اول أمس مع اوباما، واصل نتنياهو سلسلة لقاءاته مع كبار المسؤولين في الادارة الامريكية. وطلب رئيس الوزراء التركيز على قسم واحد في خطة السلام للشرق الاوسط التي سيطرحها اوباما – ذاك الذي يتناول المطالب التي سيطرحها اوباما على العالم العربي. "نحن نريد أن ندفع السلام بيننا وبين الفلسطينيين"، قال نتنياهو في ختام لقائه مع رئيسة مجلس النواب نانسي بلوسي، "ومثلما قال اوباما بحكمة بيننا وبين العالم العربي الواسع حان الوقت لأن تقوم الدول العربية بدورها ايضا".
وفي سياق اليوم، سعى رئيس الوزراء الى اطلاق بيان الى وسائل الاعلام الاسرائيلية بالعبرية وعندها ايضا اراد التشديد على الجانب الايجابي من لقاء أول أمس. فقد قال: "اسمعوا ما يقوله الرئيس اوباما، ليس دولة اسرائيل وحدها ينبغي أن تعطي، بل ايضا الفلسطينيون والدول العربية. على الدول العربية أن تتخذ خطوات ملموسة كي تحرك المصالحة مع العالم العربي".
 ولكن في اللقاءات في الكونغرس ظهرت امس مرة اخرى الفجوات بين اسرائيل وواشنطن. فقد هنأت بلوسي نتنياهو ولكن هي ايضا اكدت رسالة اوباما: "كانت هناك اتفاقات سابقة تحدثت عن حل الدولتين، وبودي أن اؤكد كلمة "حل"، يؤدي الى دولة يهودية وديمقراطية الى جانب الجيران الفلسطينيين"، قال. رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ جون كيري الذي التقى نتنياهو قبل ذلك وكان أكثر فظاظة بكثير. خلافا لما اتفق عليه مسبقا، لم يكتفِ كيري بفرصة التقاط الصورة مع رئيس الوزراء في بداية اللقاء وطلب الخروج للحديث مع وسائل الاعلام. وقال كيري: "شددت امام رئيس الوزراء على الاهمية في أن تتقدم اسرائيل الى الامام، ولا سيما في موضوع المستوطنات". ونتنياهو، الذي لم يخطط للحديث في هذه المرحلة، شكر كيري على اللقاء الهام واضاف جملة منه، في ظل التجاهل الظاهر لموضوع المستوطنات. فقد قال: "كان اللقاء هاما لمواصلة حوارنا في الموضوع الايراني". وبعد اللقاءات في الكونغرس انطلق رئيس الوزراء الى البنتاغون واستقبله وزير الدفاع روبرت غيتس بحرس شرف. وكان الحديث بين الرجلين مغلقا امام وسائل الاعلام.

 

                                                                                                                     صحيفة معاريف 20/5/2009

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.