تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الموساد الاسرائيلي : حكم ابو مازن مستقر

 

 
. في اليوم الذي افتتح فيه مؤتمر فتح في بيت لحم، شرح رئيس دائرة البحوث في شعبة الاستخبارات لاعضاء لجنة الخارجية والامن في الكنيست بان حكم محمود عباس (ابو مازن) - مستقر. وبتقدير العميد يوسي بايدس، لا يوجد اليوم من يهدد بشكل فوري سيطرة السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية. وهذا تغيير كبير في مكانة رئيس السلطة، بالنسبة للتصريح المتعالي من ارئيل شارون قبل بضع سنوات ("ابو مازن هو فرخ بلا ريش")، وحتى بالقياس الى التقديرات التي سادت في الجيش الاسرائيلي قبل سنة فقط. في حينه كانوا لا يزالون يدعون في قيادة المنطقة الوسطى بانه اذا خفف الجيش الاسرائيلي قبضته في الضفة، فان حماس ستحتاج الى 72 ساعة فقط كي تسيطر عليها وتفعل ما فعلته بفتح في قطاع غزة في حزيران 2007.
نظام ابو مازن في الضفة لم يعد متعلقا بحراب الجيش الاسرائيلي. فبعض التحسن الاقتصادي، الدعم الدولي الواسع، الاداء الناجح نسبيا لحكومة سلام فياض، التأهيل المكثف الذي يعطى لقوات الامن الفلسطينية في اطار "خطة دايتون" الامريكية – كل هذه تعزز مكانته. ولكن ما يجري في فتح، حركة الرئيس، ليس بالضرورة جزءا من هذه الصورة. فلا تزال في فتح تسود الفوضى، والتي انعكست ايضا في افتتاح المؤتمر، رغم المساعي الواضحة للسلطة لبث النظام والسيطرة أمس.
قبل بضعة ايام نشرت صحيفة "القدس" في شرقي القدس في صفحتها الدائمة "اليوم قبل عشرين عاما"، ما تضمن اقتباسا من حكم بلعاوي، عضو اللجنة المركزية، القيادة العليا لفتح، الذي ادعى بان "لا تزال هناك خلافات في مسألة عدد المشاركين في المؤتمر الخامس وهويتهم". وقد مرت عشرين سنة وبلعاوي يتنافس الان ايضا على مكان في اللجنة المركزية القادمة. وحتى أمس في العاشرة صباحا، عند افتتاح المؤتمر السادس للمنظمة، تواصلت الخلافات بشأن عدد المشاركين في المؤتمر وهويتهم.
ويرى صحافيون فلسطينيون في ذلك دليل على أن "فتح هي فتح هي فتح. هذه هي المنظمة ولن تتغير ابدا: منظمة مع ماضٍ وبدون مستقبل". يحتمل أن يكون الحق معهم، ولكن مجرد انعقاد المؤتمر السادس، بعد تأجيلات كثيرة، يشكل انتصارا للمنظمة الاختبار الكبير للمنظمة سيكون في اليومين القادمين: هل سينجح المندوبون في المؤتمر في أن يقودوا تغييرا حقيقيا فيستبدلوا القيادة القديمة الكريهة (مؤسسات فتح وليس السلطة) التي الحقت ضررا كبيرا بمكانتهم في الرأي العام الفلسطيني؟ الجواب سيتضح بعد عصر يوم غد فقط.
وأمس بالذات ظهرت وجوه قديمة كثيرة بين الجمهور. ففي اللحظة الاخيرة ضم مئات المندوبين الاضافيين، الذين كفيلون على ما يبدو بتعزيز مكانة قدماء فتح. الجيل الشاب نسبيا (الذين تجاوز اعضاؤه ايضا سن الاربعين) وفيه اشخاص مثل محمد دحلان وحسين الشيخ، عقد مؤخرا تحالفات مع اعضاء أقدم. الخطوات، التي جرى الكثير منها تحت السطح، تجعل من الصعب قراءة الصورة. حتى كثير من المحللين الفلسطينيين وأعضاء مؤسسات فتح يحذرون من اعطاء توقع عما سيكون.
في يوم مولد سلفه في المنصب، ياسر عرفات، افتتح ابو مازن المؤتمر بساعتين مضنيتين من الثرثرة، احد الخطابات الاطول التي شهدتها بيت لحم. ابو مازن يمكنه أن يسجل لنفسه انجازا، في المكان الذي فشل فيه عرفات: فقد عقد المؤتمر السادس، بعد انقطاع عشرين سنة واطلق الى الدرب مسيرة الانتخابات في فتح.
اسرائيل من جهتها تحرص على الا تعتبر كمن يتدخل في اللعبة السياسية الفلسطينية الداخلية.  اسرائيل سمحت بعبور ممثلي فتح من غزة الى الضفة، وأن حماس هي التي منعت ذلك.

عملية التنسيق في انعقاد المؤتمر تأتي بحرص شديد. القائم باعمال الحكومة في المناطق العميد احتياط كميل ابو الركن يعمل ساعات اضافية كي يضمن ان تدار الامور بهدوء. وليس مثلما في الماضي، يمكن الافتراض بان هذه المرة لن يقرر أحد ما في الجيش في حملة عاجلة لاعتقال مطلوب بالذات في ذروة المؤتمر

                                                                                                                         صحيفة هآرتس 5/8/2009

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.