رغم الاعتراض الشديد من الامريكيين قررت امس بلدية القدس المصادقة على بناء 900 وحدة سكن جديدة في حي جيلو. وأعربت اوساط الادارة الامريكية عن غضبها من القرار وقالت ان هذه صفعة لمساعي استئناف الحوار بين اسرائيل والفلسطينيين.
وكانت "يديعوت احرونوت" كشفت النقاب أمس عن أن المبعوث الامريكي جورج ميتشيل نقل الى اسرائيل طلبا امريكيا بعدم البناء في حي جيلو. بعد عدة ساعات من النشر صادقت اللجنة اللوائية بالتخطيط والبناء في لواء القدس بالاجماع على الخطة وعلى توسيع الارض المبنية في الشمال الغربي من الحي. وفي غضون ستين يوما بعد أن ترفع الاعتراضات على الخطة، ستخرج الى حيز التنفيذ. وبالتوازي يجرى اليوم احتفال وضع حجر الاساس للحي الجديد "نوف تسيون" الذي يوجد داخل جيب في الحي الفلسطيني جبل المكبر.
"القانون الاسرائيلي لا يميز بين اليهود والعرب"، شرح رئيس البلدية نير بركات. "طلب وقف البناء لليهود فقط ليس قانونيا، سواء في الولايات المتحدة أم في أي مكان متنور آخر في العالم". اما وزير الداخليةالاسرائيلي ايلي يشاي من شاس فأضاف: "لن نسمح بوقف البناء في القدس".
في الادارة الامريكية ردوا بشدة وتطرف على القرار. "في الوقت الذي نعمل فيه على استئناف المفاوضات، عمل من هذا النوع يجعل مساعينا للنجاح صعبة أكثر فأكثر"، قال مصدر كبير في ادارة الخارجية الامريكية. "هذه خطوة احادية الجانب، ونحن نطالب الطرفين بعدم اتخاذ مثل هذه الخطوات. موقفنا واضح: القدس هي موضوع للتسوية الدائمة".
في البيان الرسمي الذي أصدره البيت الابيض جاء: "نحن يائسون من القرار. الولايات المتحدة تعارض اعمالا اسرائيلية اخرى تربط بالبناء، بما فيها ابعاد وهدم منازل فلسطينية". واشار مصدر في الادارة الى أن "حكومة اسرائيل صفعت المساعي التي تبذلها الولايات المتحدة لتحقيق حوار ناجح بين الطرفين".
القرار القاضي بالمصادقة على البناء في جيلو يعتبر في نظر الادارة الامريكية كخروج عن الاتفاقات التي تحققت في الاسابيع الاخيرة. وقال مصدر امريكي ان "اسرائيل تتخذ خطوات احادية الجانب بينما تطالب العالم بان يعارض خطوات احادية الجانب للفلسطينيين. هذا لن ينجح على الارض. نحن خائبو الامل من نتنياهو".
وفي الاسبوع الماضي بعد لقاء الرئيس الامريكي براك اوباما مع رئيس الوزراءالاسرائيلي بنيامين نتنياهو قالت محافل في البيت الابيض: "الان سيكون اختبار الزعامة لنتنياهو". وشرحت هذه المحافل بان اوباما سار نحو اسرائيل وتحدث عن "كبح جماح" البناء في المستوطنات وليس عن "تجميد".
في مكتب رئيس الوزراء رفضوا أمس الانتقاد الامريكي وقالوا: "حي جيلو هو جزء لا يتجزأ من القدس، بالضبط مثل راموت اشكول، رحافيا، التلة الفرنسية وبسغات زئيف. هذا الموضوع يوجد ضمن اجماع وطني واسع". محافل في المكتب قالت ان "البناء في جيلو يتواصل منذ عشرات السنين، ولا يوجد في اجراءات التخطيط والبناء الحالية أي جديد". واضافت بانه ليس هناك بين اسرائيل والامريكيين أزمة.
صحيفة يديعوت18/11/2009
