في الوقت الذي تظاهر فيه الاف المستوطنين امام منزل رئيس الوزراءالاسرائيلي ضد تجميد البناء نشر أمس مكتب نتنياهو خريطة مناطق الاولوية الوطنية الجديدة التي تمنح علاوات ميزانية لنحو 110 الاف مستوطنة.
نتنياهو، القلق من أزمة الثقة الحادة له مع المستوطنين، أمر مدير عام ديوانه، ايال غباي، الى تعديل خريطة مناطق الاولوية الوطنية وضم سلسلة من المستوطنات في الضفة الغربية اليها، معظمها منعزلة، توجد خارج الكتل الاستيطانية. في خريطة مناطق الاولوية الجديدة، التي ستطرح على الحكومة يوم الاحد لاقرارها، تندرج عشرات المستوطنات في الضفة. وهي ستتلقى علاوة ميزانية تشمل 110 مليون شيكل، وفقا لحسابات الف شيكل لكل مقيم. السكان الذين يسكنون في هذه المستوطنات يشكلون 5 في المائة من عموم السكان الذين يسكنون في مناطق الاولوية الوطنية، كما هم محددون في الخريطة الجديدة.
في مكتب نتنياهو يشددون على أن المعيار المركزي الذي بموجبه اضيفت المستوطنات الى القائمة هو معيار أمني. ولكن هذه هي المرة الاولى منذ سنوات عديدة تندرج فيها مستوطنات مثل كريات اربع، الحاضرة اليهودية في الخليل، نوكاديم، بساغوت، الون موريه، ايتمار، عمانويل ومستوطنات اخرى ضمن قائمة البلدات التي تحظى بعلاوات ميزانية خاصة في مجال التعليم، التشغيل، البنى التحتية، الاسكان وغيره.
مدير عام ديوان رئيس الوزراءالاسرائيلي قال أمس ان خريطة بلدات الاولوية الوطنية ستضم مليون وتسعمائة الف نسمة، هم 26 في المائة من عموم سكان الدولة. وتشكل الخريطة الجديدة ثورة أيضا في كل ما يتعلق بالجمهور العربي في اسرائيل. فاذا كان في الماضي 8 في المائة فقط من السكان الذين يسكنون في مناطق الاولوية الوطنية عربا، ففي الخريطة الجديدة ليس اقل من 40 في المائة من السكان هم عرب اسرائيليون – ضعف معدلهم في السكان. ويضيف غباي بان "هذا يثبت بان الخريطة نزيهة ومتساوية، وهذا ما فهمه حزب العمل والليكود على حد سواء".
معنى مناطق الاولوية الوطنية هو أن كل وزير في مجال مسؤوليته مطالب بان يخصص بشكل نسبي مصادر أكثر للبلدات التي تندرج في الخريطة من البلدات خارج الخريطة، مثل تل أبيب والقدس. وزارة التعليم مثلا ملزمة بان تخصص ساعات تعليم أكثر، وزارة البنى التحتية ملزمة بعلاوة ميزانية لشق طرق ونصب سكك حديد، ووزارة الاسكان يتعين عليها أن تمنح تسهيلات في فرز الاراضي من مديرية اراضي اسرائيل. وشدد غباي على أن الامتيازات في مجال الاسكان لن تعطى للمستوطنين في يهودا والسامرة في اثناء فترة التجميد المؤقت من عشرة اشهر التي كان قررها المجلس الوزاري.
وقال مدير عام ديوان رئيس الوزراء انه في الخريطة الجديدة لا يوجد أي صلة بتجميد البناء في المستوطنات. وحسب اقواله، فانه يعمل على الخريطة منذ اشهر عديدة، ولم يضف الى القائمة أي بلدة بعد القرار بتجميد البناء. الاعتبار المركزي في اختيار البلدات في الضفة الغربية كما اوضح غباي، هو اعتبار امني يقوم على اساس فتوى جهاز الامن. في مكتب وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك اكدوا ان المستوطنات اضيفت الى الخريطة اساسا لاسباب امنية وبموافقة وزير الدفاع، ولكنهم شددوا على أن الوزير باراك طلب ادراج بلدات اخرى من النقب والجليل في القائمة وقد استجيب طلبه. منطقة اخرى تلقت تعزيزا هي الجليل الادنى، الذي كان يعتبر حتى الان منطقة اولوية ب.
* والى ذلك يضيف مراسلنا تسفي زنجر بان "حركة السلام الان تدعي بانه في العشرة اشهر من تجميد البناء من المتوقع ان يبنى في يهودا والسامرة ليس اقل من 3.492 وحدة سكن بناؤها اقر مسبقا وقد بدأوا يصبون اساساتها. في معاليه ادوميم مثلا اقر بناء 476 وحدة سكن، في ارئيل 146 وحدة سكن وفي موديعين عيليت ستبنى 860 وحدة سكن.
صحيفة يديعوت 10/12/2009
