تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

صفقة شاليت- حماس ترفض ابعاد المحررين

 

       في اطار التحفظات التي طرحتها اسرائيل على تنفيذ صفقة شليت يوجد الطلب لابعاد 100 – 130 سجين  "مع دم على الايدي" الى قطاع غزة،أو الى دول عربية او الى اوروبا. مصادر رفيعة المستوى في اسرائيل  ضالعة في المفاوضات شددت على ان "توجد محاولة حقيقية للجسر بين المواقف"، والتحفظات ليست محاولة للتملص من الصفقة ودحرجة الذنب الى جهة حماس. "نحن نبحث عن مخرج يتيح تنفيذ الصفقة"، قالوا. وبالتوازي، صرح أمس احد قادة حماس في الخارج، اسامة حمدان، بأن منظمته تطالب بأن "يتحرر كل السجناء في الصفقة الى بيوتهم وعائلاتهم".
          في اسرائيل  ينتظرون الان رد حماس على اقتراح الوسيط الالماني والتحفظات التي عرضتها اسرائيل على الاقتراح. وحسب مصادر رفيعة المستوى ضالعة في المفاوضات، من المتوقع لكبار مسؤولي حماس ان يجتمعوا في الايام القريبة القادمة، اغلب الظن في دمشق، للبحث في الموضوع. وقدرت المصادر رفيعة المستوى بأن انهاء الصفقة ليس قريبا وان الامر "يمكن ان يستغرق اياما اخرى بل وبضعة اسابيع".
          في اعقاب جلسة محفل السباعية (المطبخ السياسي – الامني)" وهو مجلس وزراء اسرائيلي مصغر " والتي انتهت يوم الاثنين في ساعة الليل المتأخرة، تلقى الوسيط الالماني من رئيس الفريق الاسرائيلي المفاوض، حجاي هداس، تحفظات اسرائيل على اقتراحه. وينقل الوسيط الرسائل الاسرائيلية الى قادة حماس وهؤلاء من المتوقع ان يردوا عليها. التقدير في اسرائيل  هو ان حماس كفيلة بأن ترد بتحفظات من جانبها.
          رغم التغطية الاعلامية الواسعة والحملة الجماهيرية لعائلة شليت يبدو ان عرض المفاوضات وكأنها قريبة من الحسم كان سابقا لاوانه بل ومبالغ فيه. "هذه كانت مجرد نهاية مرحلة اخرى"، قال موظف اسرائيلي كبير. "ليس مؤكدا بعد ان تقبل حماس اقتراح الوسيط الالماني. العملية لم تنته بعد وليس مؤكدا ان تنتهي في الايام القريبة القادمة". وأمس التقى رئيس الوزراء  الاسرائيلي بنيامين نتنياهو مع عائلات ثكلى لمتضرري الارهاب ومنظمة "المغور" على مدى ساعة ونصف. وقال نتنياهو لممثلي العائلات "لا توجد صفقة بعد ولا ادري اذا كانت ستكون صفقة لتحرير جلعاد شليت".
          وحسب نتنياهو فانه "من المهم ان ترووا قصصكم كي يكون ممكنا ادارة نقاش جماهيري مفتوح في موضوع تحرير السجناء". وطلب ممثلو العائلات من نتنياهو تمديد الفترة الزمنية لرفع التماسات على قوائم السجناء في حالة خروج الصفقة الى حيز التنفيذ، الى اكثر من الـ 48 ساعة المتبعة. وحسب الممثلين "ليس لنا شكاوى من عائلة شليت، ولكن يوجد حولها قوى كبيرة مع اموال كثيرة ونحن ليس لدينا الوسائل لادارة حملة مشابهة".
          الخلافات داخل منتدى السباعية بالنسبة للصفقة بأسرها لا تزال قائمة، رغم الموافقة على طرح التحفظات لحماس. في أساس الخلافات توجد أغلب الظن سلسلة من الترددات – بعضها ضد الصفقة وبعضها مع الصفقة.
          تردد ما يتعلق بالجانب الاخلاقي في الصفقة بالنسبة لخروج قتلة لاسرائيليين حكم عليهم بالمؤبد الى الحرية. والى ذلك ينبغي ان يضاف الاعتبار الردعي المتعلق بصورة اسرائيل في الشرق الاوسط. مسألة وقف امامها الوزراء هي المخاطرة في ان تبث الصفقة للعالم العربي ضعفا اسرائيليا وتوضح بأن ليس لاسرائيل السبل للتصدي لاعمال الاختطاف، وعليه فان استمرار اختطاف الجنود سيحقق انجازات اخرى لمنظمات الارهاب.
          كما طرح على الوزراء الاعتبار الامني وتأثير تحرير العديد من السجناء على ميزان الارهاب في الضفة وفي قطاع غزة وكذا على قوة حماس وباقي المنظمات. وتعتقد المخابرات بأن العديد من السجناء الذين تطالب حماس بتحريرهم، ليس فقط انشغلوا في الحرب ضد اسرائيل  قبل ان يدخلوا الى السجن بل طوروا معارفهم وقدراتهم داخل السجن.
          حيال كل هذا طرح التردد الانساني عن مصير جلعاد شليت. حقيقة أن شليت وابناء عائلته اصبحوا رمزا للمجتمع الاسرائيلي يجعل من الصعب جدا اتخاذ قرار يبقى فيه في أسر حماس لزمن طويل آخر.
          والى ذلك قال أمس احد قادة حماس في الخارج اسامة حمدان ان "حركة حماس لا يمكنها أن توافق على ان تتضمن الصفقة مبدأ الابعاد". وذلك رغم أن المنظمة سبق أن وافقت على هذا المبدأ. وحسب أقواله "لما كانت حماس أو أي فصيل فلسطيني آخر لا يمكنها ان توافق على ابعاد الفلسطينيين فنحن نصر بحزم على ان يتحرر كل السجناء الى بيوتهم وعائلاتهم". وأضاف بان ما ينشر في اسرائيل في موضوع ابعاد السجناء هو فقط محاولة لاضعاف موقف حماس في المفاوضات على الصفقة.
          هذه الامور تضاف الى ما قاله أول أمس رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل بان المنظمة اصرت على ادخال سجناء من عرب اسرائيل وشرقي القدس، من دول عربية وكذا سجناء محكومين بالمؤبد وفترات طويلة خاصة الى قائمة السجناء التي تطالب بحريرهم مقابل جلعاد شليت،
          باراك: وقف منحدر الصفقات السلس
          بعد ساعات قليلة من تسليم اسرائيل جوابها الى الوسيط الالماني في موضوع صفقة شليت، زار وزير الدفاع اسرائيل ايهود باراك ريشون لتسيون. وفي لقاء مع تلاميذ الصفوف الثاني عشر في مدرسة "ي"، سئل باراك عن التقدم في الصفقة وقال ان "الحكومة وقادة جهاز الامن ينكبون بشكل مكثف على بلورة الطريق الصحيح لتحقيق تقدم في موضوع شليت. انا ورئيس الاركان نرى واجبا اعلى، اخلاقي وقيادي لاتخاذ كل خطوة ممكنة ومناسبة لجلب جلعاد الى الديار. ليس بكل ثمن، ولكن سنفعل كل خطوة ممكنة ومناسبة لذلك".
          واضاف باراك يقول: "في العشرين سنة ونيف الاخيرة نحن نوجد في منحدر سلس من الصفقات، التي بدأت من صفقة جبريل وتواصلت حتى تننباوم وصفقة اعادة جثتي غولدفاسر وريغف. ليس لنا بديل سوى وقف هذا الوضع. على اسرائيل أن تصل الى مكان يكون لها فيه مبادىء، سياقات وقواعد تغير الواقع الحالي من اساسه. انا مقتنع بان ما هو صحيح عمله الان هو قبل كل شيء العمل على انهاء المفاوضات على شليت، وبعد ذلك سنكون مطالبين بالخطوات اللازمة كي نغير السبيل الذي تتصدى فيه اسرائيل لحالات الاختطاف".

          وتحدث باراك امام التلاميذ عما اسماه "الحاجة الحيوية لتغيير النمط بكل ما يتعلق بالاسرى والمفقودين"، واقتبس من التلمود بان "لا فداء للاسرى اكثر من دمائهم". وحسب اقواله، فانه على خلفية كل هذا واضح أنه يجب تغيير انماط اسرائيل في هذا الموضوع فور استنفاد الخطوات لتحرير شليت

                                                                                                                   صحيفة هآرتس 23/12/2009

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.