تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

توماس فريدمان يكتب في نيويورك تايمز:"سائق سكير في القدس"

                   

أنا مقدر كبير لجو بايدن. ان نائب الرئيس الامريكي  مدافع لا يكل عن مصالح الولايات المتحدة في العالم. لهذا يؤسفني جدا أن أقول انه وقت سفره الاخير الى اسرائيل، الذي رمت في أثنائه حكومة بيبي نتنياهو في وجه خططا جديدة للبناء في شرقي القدس، اضاع نائب الرئيس فرصة لينقل رسالة عامة قوية.
          كان يجب عليه ان يغلق مذكرته، وان يعود الى طائرته، وان يطير الى بيته ويخلف وراءه القصاصة الآتية: "رسالة من أمريكا الى حكومة اسرائيل: الاصدقاء لا يدعون اصدقاءهم يقودون وهم سكارى. وأنتم الان تقودون سكارى. أتعتقدون انكم تستطيعون احراج حليفكم الوحيد الحقيقي في العالم من أجل تلبية حاجة سياسية داخلية ما.. من غير ان تكون لذلك آثار؟ لقد فقدتم كل صلة بالواقع. اتصلوا بنا عندما تصبحون جديين. يجب علينا ان نحصر عنايتنا في بناء دولتنا".
          أعتقد أنه بدل الغضب ثم التسليم، كانت خطوة كهذه تنقل رسالة ناجعة لسببين: الاول ان ما فعله الاسرائيليون لعبة مباشرة لمصلحة اولئك الذين يسألون عن أوباما وفريقه "ما مبلغ صرامة هؤلاء الرفاق؟". آخر شيء يحتاجه الرئيس، في أزمان كهذه من مواجهة ايران والصين، ولن نذكر الكونغرس، هو ان يبدو شخصا تستطيع الحليفة الاشد تعلقا بأمريكا الاحتيال عليه.
          والثاني ان اسرائيل محتاجة الى دعوة تنبيه. ان استمرار بناء مستوطنات  في الضفة الغربية، بل بناء البيوت في شرقي القدس، جنون في حد ذاته. ان توسيع البناء المخطط له يثير الان سؤالا هاما  هل ستكون اسرائيل مستعدة ذات مرة للموافقة على عاصمة فلسطينية في شرقي القدس، وهذه مشكلة كبيرة.
          يحاول جورج ميتشل منذ تسعة أشهر أن يجد سبيلا لاقامة نوع ما من محادثات السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين. نجح ميتشل آخر الامر في اقناع الطرفين بالموافقة على "محادثات تقارب": يجلس الفلسطينيون في رام الله والاسرائيليون في القدس وينتقل ميتشل من طرف الى طرف مسافرا ثلاثين دقيقة كل مرة. بعد عقد من المحادثات المباشرة تدهور وضعنا الى هنا.
          توصل مستشارو ميتشل ونتنياهو الى اتفاق غير رسمي: اذا نجحت الولايات المتحدة في تحريك المحادثات فلن توجد اعلانات ببناء في شرقي القدس. لن يوجد شيء يحرج الفلسطينيين ويلزمهم ان يتركوا. وافق نتنياهو، كما تقول جهات أمريكية، لكنه بين انه لا يستطيع التزام ذلك علنا. فماذا حدث؟ أتى بايدن بعد يوم من بدء محادثات التقارب، وصدر اعلان عن وزارة الداخلية الاسرائيلية بأن اسرائيل أجازت بناء 1600 وحدة سكنية جديدة في شرقي القدس.
          هذا الشجار كله يصرف انتباهنا ايضا عن الطاقة الكامنة في هذه اللحظة: اذ ان بعض العرب يعيشون في وسواس يتصل بالتهديد الايراني،وعلى ذلك فان استعدادهم للعمل مع اسرائيل ما كان قط أعلى مما هو الان، وافضل طريق لعزل ايران اخراج البطاقة الفلسطينية خارج النزاع. وفي الخلاصة توجد هنا فرصة حقيقية اذا قرر نتنياهو أخذها. يجب على الزعيم الاسرائيلي أن يقرر أيريد صنع التاريخ أم يكون مرة اخرى ملاحظة هامشية فيها.


صحيفة يديعوت الاسرائيلية نقلا عن صحيفة "نيويورك تايمز".
 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.