تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

في ظل الازمة الخطيرة: نتنياهو يلتقي الرئيس اوباما غدا

 

          بعد الازمة الخطيرة في العلاقات مع الولايات المتحدة يبدو، ان رحلة رئيس الوزراء الاسرائيلي  بنيامين نتنياهو الى واشنطن ليلة أمس تصبح فرصة جديدة لترميم شبكة العلاقات الشخصية السيئة بينه وبين الرئيس براك اوباما. امام عدسات الكاميرات نقل أمس المبعوث الامريكي جورج ميتشل الى نتنياهو دعوة للقاء مع الرئيس اوباما، يعقد في البيت الابيض مساء غد.
          اللقاء غدا سيكون هو الرابع بين نتنياهو واوباما منذ تسلما مهام منصبيهما. ثلاثة لقاءات سابقة جرت في اجواء متوترة، على خلفية انعدام الرضا للادارة من سلوك نتنياهو ومواقفه في الموضوع الفلسطيني. ومثلما في اللقاء الاخير، هذه المرة ايضا سيأتي نتنياهو الى البيت الابيض في ساعات المساء. والمعنى هو تغطية اعلامية بحجم متدن نسبيا في اسرائيل. كما انه ليس واضحا اذا كان البيت الابيض سيسمح بوجود المصورين في اللقاء او تصريحات مشتركة للكاميرات.
          اللقاء بين نتنياهو والرئيس اوباما أتيح اساسا بسبب استجابة نتنياهو لمعظم المطالب التي وجهتها الادارة الامريكية في اعقاب ازمة البناء في حي رمات شلومو في شرقي القدس. فقد وافق نتنياهو على ان يخفف لاول مرة الحصار على قطاع غزة، ان يحرر سجناء من فتح وان يبحث في مسائل الاساسية في اطار المفاوضات غير المباشرة.
          ولم يوافق نتنياهو على المطلب الامريكي بتقييد البناء في شرقي القدس الا انه تعهد بتنفيذ متابعة ورقابة وثيقتين على البناء في المدينة منعا لاحداث محرجة مثل تلك التي وقعت في اثناء زيارة نائب الرئيس جو بايدن الى اسرائيل.
          أمس في مستهل جلسة الحكومة الاسرائيلية قال نتنياهو ان حكومته ستواصل السياسة التي اتخذتها كل الحكومات الاسرائيلية السابقة بالنسبة للبناء في شرقي القدس. وقال "بالنسبة لنا، البناء في القدس هو مثل البناء في تل ابيب. هذه الامور اوضحناها بشكل واضح للادارة الامريكية. اوضحنا ايضا انه في محادثات التقارب مع الفلسطينيين كل طرف يمكنه ان يطرح موقفه في كل المواضيع موضع الخلاف، ولكن الحل الحقيقي للمشاكل الاساس بيننا وبين الفلسطينيين لا يمكن تحقيقه الا في محادثات مباشرة، في مفاوضات مباشرة للسلام. فقط اذا ما جلسنا معا، استوضحنا معا المواضيع نصل الى حلول مشتركة – فقط هكذا يمكن الوصول الى اتفاق سلام حقيقي".
          والتقى نتنياهو أمس بمبعوث الرباعية توني بلير، الامين العام للامم المتحدة بان كي مون والمبعوث الامريكي ميتشل. المساعي لاستئناف المفاوضات غير المباشرة (محادثات التقارب) مع السلطة الفلسطينية كانت في بؤرة المحادثات. وقال ميتشل لنتنياهو ان الادارة الامريكية "تأمل في ان نتمكن من ان نبدأ محادثات التقارب بكامل القوة وفي اقرب وقت ممكن، وذلك لدفع المفاوضات المباشرة الى الامام في الموعد الاقرب". التقدير في اسرائيل  هو ان محادثات التقارب ستبدأ بعد الفصح.
          وكان ميتشل التقى أمس ايضا وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك. في ختام اللقاء قال المبعوث الامريكي ان "علاقات امريكا واسرائيل قوية ومنيعة. لا يمكن الشك في الالتزام الامريكي بأمن اسرائيل وهو غير قابل للكسر". وسافر مع نتنياهو الى واشنطن ايضا ايهود باراك. وهما سيلتقيان اليوم بوزيرة الخارجية كلينتون وبوزير الدفاع روبرت غيتس. ومساء اليوم الاثنين سيلقي نتنياهو كلمة امام مؤتمر اللوبي المؤيد لاسرائيل ايباك. اما وزيرة الخارجية كلينتون فستلقي كلمتها في المؤتمر قبل ساعات من نتنياهو.
          ويوم الثلاثاء يلتقي نتنياهو بمجموعة كبيرة من اعضاء الكونغرس ومجلس الشيوخ الامريكيين، وفي المساء يصل الى البيت الابيض للقاء مع الرئيس اوباما. وصباح يوم الاربعاء يقدم نتنياهو سلسلة من المقابلات الصحفية لوسائل الاعلام الامريكية وفي ساعات الظهيرة يقلع عائدا الى اسرائيل. في اعقاب لقائه المقترب مع اوباما، قرر مكتبه تأجيل الزيارة الى مقر الناتو والاتحاد الاوروبي في بروكسل.
          وتضيف المراسلة بأن نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي  سيلفان شالوم قال امس انه "فور نهاية فترة التجميد سيستأنف البناء في كل المستوطنات، وبالطبع في القدس". وتحدث شالوم في اجتماع سياسي امام نحو ألف من نشطاء الليكود، وقال ان "رحلة نتنياهو هي الرحلة الهامة منذ سنين لرئيس وزراء الى الولايات المتحدة. وهو يسافر ليس فقط مع تفويض منا بل مع تفويض من كل الشعب اليهودي".
 
                                               هآرتس 22/3/2010

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.