اذا لم يرفع رئيس الوزراء الاسرائيلي الى الرئيس اوباما أجوبة توفر اساسا لبدء المحادثات مع الفلسطينيين، سيطرح اوباما مشروع سلام امريكي يفصل ما تعتزم الولايات المتحدة تحقيقه في مسيرة السلام. هذا ما افاد به مصدر رفيع المستوى في الادارةالامريكية.
وبلور الرئيس الامريكي منذ الان خطة سلام خاصة به، ولكنه قرر الا يعرضها في مرحلة مبكرة كي لا يتخذ صورة من يفرض خطة على الطرفين. في البيت الابيض يعتزمون الانتظار لرد نتنياهو لعدة ايام (حتى بعد الفصح) وعندها سيرسلون جورج ميتشل مرة اخرى الى المنطقة لتلقي الاجوبة. واذا لم تكن اجوبة نتنياهو شافية، سيرفع البيت الابيض مستوى الفعل وسيضع مبادىء خطة السلام الامريكية على الطاولة. من اللحظة التي تطرح فيها الخطة، ستبلور الولايات المتحدة ائتلافا مع اوروبا لممارسة الضغط على اسرائيل وعلى الجامعة العربية كي تدخل الاطراف في مفاوضات.
الجواب المركزي الذي يتوقعه الرئيس اوباما يتعلق بالبحث في المواضيع الجوهرية. في لقائه اول أمس مع نتنياهو أوضح اوباما بانه لا يقبل موقف رئيس الوزراء الذي يقضي بان المباحثات في المواضيع الجوهرية – مكانة القدس، ترسيم الحدود، الترتيبات الامنية ومشكلة اللاجئين – ستؤجل الى الموعد الذي تبدأ فيه المحادثات المباشرة. واوباما معني منذ محادثات التقارب بان تطرح اقتراحات لحل مشكلة القدس والحدود. في البيت الابيض يقدرون بان رفض نتنياهو البحث في هذه المواضيع فورا يدل على انه غير معني حقا في الوصول الى حل ويسعى الى التسويف على أمل الا تؤدي محادثات التقارب الى محادثات مباشرة.
الناطق بلسان البيت الابيض وان كان أفاد أمس بانه يعتقد انه تحقق تقدم في محادثات اوباما – نتنياهو الا أنه اذا لم يوفر نتنياهو البضاعة فسينظر اوباما في الموعد الذي سيضع فيه على الطاولة خطة السلام خاصته ونقاطها الاساسية هي التالية:
· اقامة دولة فلسطينية على اساس حدود 1967 مع تعديلات حدودية تسمح لاسرائيل بضم الكتل الاستيطانية الكبرى مقابل الاراضي التي ستضمها تنقل اسرائيل الى الدولة الفلسطينية أرضا بديلة.
· الحكومة الامريكية بالتعاون مع الرباعية تمارس الضغط على حماس للاستجابة الى شروط الرباعية كي تكون جزءا من الخطوة، بعد أن تعترف باسرائيل وتهجر الارهاب.
· القدس ستكون عاصمة الدولتين، فيما تكون المواقع المقدسة تنقل بالاتفاق الى ادارة دولية.
· الدولة الفلسطينية تقام حتى نهاية موعد ولاية اوباما. وعندما يعلن عنها تبدأ الادارة الامريكية بحوار مع كل الدول العربية كي تعترف هذه باسرائيل وتقيم علاقات دبلوماسية معها.
وعلم أمس من مصدر أمريكي رفيع المستوى انه في لقائه مع نتنياهو شرح اوباما لرئيس الوزراء الاسرائيلي بان الولايات المتحدة تقف أمام تحديات جسيمة ومعقدة في الشرق الاوسط: عليها ان تعالج التهديد الايراني وفي جبهتي الحرب في العراق وفي افغانستان. وقال اوباما لنتنياهو ان على اسرائيل أن تراعي المصالح الامريكية واوضح بانه يرى صلة بين قدرة الولايات المتحدة على فرض عقوبات على ايران ومنعها من تحقيق سلاح نووي وبين التقدم في المسيرة السلمية.
كما أن وزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس عرض امس موقفا مشابها. وقال غيتس ان "انعدام التقدم في المسيرة السلمية في الشرق الاوسط يؤثر على المصالح الامريكية المرتبطة بالامن القومي في المنطقة. وغياب التقدم بالتأكيد يستغله اعداؤنا في المنطقة ويخلق تحديات سياسية
يديعوت26/3/2010
