تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

لقاء اوباما -نتنياهو.. تفاصيل لم تعلن بعد

 

عقد في البيت الأبيض الاميركي يوم  الثلاثاء 6 تموز 2010 لقاء بين الرئيس الاميركي باراك اوباما ورئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو، وقد استمر اللقاء ساعة ونصف، وهو اللقاء الخامس بين الاثنين منذ تولي اوباما منصب الرئاسة الاميركية.

 

لم تتوفر معلومات عما جرى في داخل هذا اللقاء الذي اقتصر على اوباما ونتنياهو، ولكن كما تم التوقع في السابق فإن الرئيس اوباما استقبل نتنياهو بحرارة وبحفاوة، كما ودعه أيضاً بحفاوة بإجراء مؤتمر صحفي مشترك ومقتضب مع نتنياهو أكد من خلاله اوباما على دعمه لاسرائيل والحفاظ على أمنها.

 

الدوائر الاسرائيلية العديدة تقول أن جو التفاؤل والنجاح في المؤتمر الصحفي كان إلى حد كبير مصطنعاً إذ أن اوباما كان مجبراً على عقد هذا اللقاء، وخاصة بعد أن أصدر الحزبان الجمهوري والديمقراطي بيانين مستقلين قبل أسبوع جاء في كل منهما دعم اسرائيل المطلق، وانتقاد لسياسة اوباما تجاهها، وتجاه العديد من القضايا في منطقة الشرق الأوسط.. ولا ننسى أن 37 عضوا في الكونغرس الاميركي ومن اليهود ومن الحزب الديمقراطي التقوا قبل فترة مع اوباما، وانتقدوه على سياسته "المناوئة" لاسرائيل، وطالبوه بتحسين لغته ومواقفه.

 

بدا جلياً أن اوباما معني بالحصول على مودة الاميركيين اليهود في اميركا، وخاصة أن الانتخابات للكونغرس (النصفية) ستجري بعد أربعة شهور، وأن وضع الحزب الديمقراطي – وحسب استطلاعات الرأي العام الاميركي – ليس جيداً، وأن هذا الحزب قد يخسر في هذه الانتخابات.

ووصف الاعلام الاسرائيلي لقاء اوباما نتنياهو بأنه لقاء مصالحة، وجاء في مجمله لصالح اسرائيل، وخاصة عندما ذكر الرئيس اوباما في مؤتمره الصحفي المشترك تأييده لإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة إلى جانب الدولة اليهودية، أي أنه اعترف بالدولة اليهودية كما طالب ويطالب بذلك نتنياهو، وكذلك لم يشر اوباما إلى حدود هذه الدولة الفلسطينية، ولم يذكر موضوع الاستيطان ووقف البناء في المستوطنات، ولكنه تحدث عن الانتقال إلى المفاوضات المباشرة بين الجانبين ملبياً لطلب نتنياهو بضرورة الانطلاق نحو هذه المفاوضات.

 

وذكرت المصادر الصحفية الاسرائيلية أن لقاء الدول المانحة الذي عقد في باريس قبل أيام انتقد سلام فياض وطالبه بوضع برنامج سلام جديد حتى الخريف القادم، وانتقدوه على سياسة المقاطعة للبضائع الاسرائيلية وللمقاومة الشعبية. وقرر اللقاء أو المؤتمر عدم عقد لقاء أو مؤتمر جديد في المستقبل إلى أن يتم إحراز تقدم في المسيرة السلمية.. ونتائج هذا المؤتمر لم تكن لصالح السلطة الفلسطينية مما يؤكد أن الدول المانحة بقيادة اميركا بدأت بالابتعاد عن السلطة في الفترة الأخيرة، وكذلك اوباما بدأ يبتعد عن دعمه الكامل والمطلق لمحمود عباس، لأن مصلحته الآن هي في دعم اسرائيل، وليست في دعم عباس.. أي أن الكرة الآن في الملعب الفلسطيني، وعلى السلطة القبول بالانتقال إلى المفاوضات المباشرة إرضاءً للرئيس اوباما، وخوفاً من ردود فعل سلبية منه إذا لم تتم تلبية هذه الرغبة.

 

وأفادت المصادر الصحفية الاسرائيلية أن الرئيس اوباما أيّد – وبصورة غير مباشرة – إمتلاك اسرائيل لسلاح نووي، وحقها في توفير ما يلزم لتأمين أمنها، وفي داخل قاعة اللقاء – كما توقع صحفيون – تمت المقايضة في أن تدعم اميركا اسرائيل في امتلاكها لسلاح نووي، وكذلك في تشديد العقوبات الاقتصادية على ايران مقابل التزام اسرائيل بعدم شن أي هجوم عسكري "فردي" على ايران، إذ أن هذا الملف هو من اختصاص الدول العظمى، وهي تقرر ما هو المناسب، وهي أيضاً، أي الدول العظمى، تأخذ بعين الاعتبار تخوف اسرائيل وقلقها من الملف النووي الايراني.

 

في الخلاصة، فإن اوباما لم يشدد في هذا اللقاء على وقف البناء في المستوطنات، ولم يطالب بوقف الاستفزازات الاسرائيلية في القدس، ولم يتحدث عن الحدود، وبارك إمتلاك اسرائيل لسلاح نووي وحقها في الدفاع عن نفسها، وكذلك وعد اوباما بعدم التشديد على تشكيل لجنة تحقيق دولية لبحث موضوع الهجوم الاسرائيلي على "أسطول الحرية"، ووعد بتوفير كل دعم مستطاع في هذا المجال.. وبالعمل على رأب صدع العلاقة بين تركيا واسرائيل قدر الامكان.. ووعد أيضاً بزيارة اسرائيل في المستقبل القريب.

 

خرج نتنياهو من اللقاء منتصراً، إذ اعتبر اللقاء ناجحاً بالنسبة له ولاسرائيل، لأن الرئيس اوباما اضطر في نهاية المطاف الإنحياز لاسرائيل أكثر من ذي قبل، وأنه عرف الآن أن مصالحه هي مع اسرائيل وليست مع "العالم الاسلامي" ولا مع محمود عباس (أبو مازن).

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.