تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

ارهاب يهودي.. اعتقال متطرف اسرائيلي لأنه قتل فلسطينيين في القدس

اعتقل  نشيط من اليمين المتطرف  اسمه حاييم فيرلمن (30) أول من أمس مساءا على يد الشاباك بجرم عملي قتل وسلسلة محاولات قتل فلسطينيين قبل 12 سنة. هذا الصباح ستبحث المحكمة طلب الشاباك اطالة اعتقال فيرلمن بـ 15 يوما. مع اعتقال فيرلمن تم تفتيش في بيته واخذت منه حواسيب واقراص، وأشرطة وتسجيلات كان يملكها فيرلمن لاحاديث قام بها في الاشهر الاخيرة.

يرتابون في الشاباك في فيرلمن هو "الطاعن من مئة شعاريم"، وانه ارهابي يهودي عمل في القدس في 1998 وقتل عربيين وجرح خمسة على الاقل في سلسلة أحداث طعن. كان لجميع العمليات مزايا متشابهة: ففي جميعا استعمل المهاجم سكينا وكان مقنعا، ولم يوجد فيها جميعها شهود وكادت تحدث كلها في منطقة مئة شعاريم.

سمحت المحكمة أمس بنشر جميع تفصيلات القضية. منع في البدء نشر القضية، لكن بعد قرار المحكمة على نشر تفصيلاتها جزئيا قرر الشاباك تغيير الاتجاه وان يطلب نشرها كاملة.

فيرلمن شخص معروف في اليمين المتطرف. درس في نهاية التسعينيات في المدرسة الدينية "هرعيون هيهودي" (الفكرة اليهودية)، وهي مدرسة تشايع نظرية الحاخام مئير كهانا، وقد انضم في حداثته لنشاطات نشطاء كاخ. لفيرلمن سلسلة قضايا جنائية؛ وقد اعتقل في الاشهر الاخيرة بعد ان علق منشورات ضد بنيامين نتنياهو وايهود باراك كتب فيها بالانجليزية: "مطلوبون".

اعترفوا في الشاباك امس بان فيرلمن "كان على صلة استخبارية" بالمنظمة في 2002 مدة عدة اشهر. وفي واقع الامر يبدو أن معنى تصديق هذا الامر ان فيرلمن عمل عميلا للجهاز. ابلغت القناة  الاسرائيلية الاولى ان العلاقة بين فيرلمن والجهاز قطعت بعد مضي بضعة اشهر بمبادرة من فيرلمن.

قالوا في الشاباك انه عندما كان الجهاز على صلة بفيرلمن، لم يكن نشيط اليمين مشتبها فيه باعمال قتل تمت قبل ذلك بسنين، ولم يقم بنشاط غير قانوني آخر. وزعم الجهاز ان التحقيق مع فيرلمن بدء قبل عدة اشهر، على خلفية الاشتباه بمشاركته في سلسلة أعمال قتل، واعمال هجوم على عرب انتهت الى جرح الضحايا وجنايات أخر. تم التحقيق بمشاركة الشرطة ومصاحبة لصيقة للنيابة العامة للدولة.

على حسب رواية الشاباك، لم تتم في أي مرحلة محاولة حث فيرلمن على تنفيذ جنايات – وكانت الصلة كلها به جزءا من مسار استخباري متشعب كان يرمي الى جمع أدلة على المشتبه فيه بالجنايات التي نسبت اليه. وزادت عناصر في الشاباك انه في زمن التحقيق، وبفضل الصلة المجددة بفيرلمن جمعت ادلة مهمة.

"كل ادعاء أن الشاباك كان ينوي محاولة حث فيرلمن ليس له أساس"، قالوا. "للشاباك توجيهات واضحة جدا في هذا الامر، ولا سيما منذ قضية افيشاي رفيق".

يذكرون في جهاز الامن وجود صعوبة كبيرة جدا في جمع الادلة على مشتبه فيهم من اليهود بعمليات على خلفية عقائدية، وان عددا من التحقيقات السابقة بلغت طريقا مسدودا على هذه الخلفية. كان فيرلمن معتقلا في الماضي لمشاركته في ظاهر الامر في عدد من الاحداث العنيفة.

          الاحداث التي يشتبه بفيرلمن فيها بدأت في السابع عشر من شباط 1998، حينما طعن حمزة العبيدي، وهو فتى من الرابعة عشرة عمل في حانوت في منطقة مئة شعاريم. جرح جرحا طفيفا. وفي الشهور التي تلت ذلك طعن اربعة فلسطينيين آخرون ونجح المطعون في الطعن الخامس فقط في أن يقول ان الطاعن الذي غرس سكينا في ظهره، كان ذا لحية، وارتدى جاكيتا أزرق ووضع على رأسه قبعة زرقاء.

          كانت ذروة الاحداث في 13 ايار، عندما طعن خيري علقت من رأس العمود فمات. اتجه من صلاة في جبل الهيكل ليعمل في شركة بناء في هار حوتسفيم. وفي حينه كان يسير في شارع شموئيل هنفيه في الساعة الخامسة والنصف عصرا، طعن عدة مرات في جزء جسمه الاعلى فمات في المكان.

          وكانت عملية القتل الثانية بعيدة عن المناطق الحريدية، لكن بيّن التحقيق أن الخصائص متشابهة: فقد خرج اسامة النتشة من بيته في جبل المكبر قبيل الصباح متجها الى عمله عاملا في الصحة. طعن عدة مرار. وفي حينه اعتقلت الشرطة مشتبها فيه واحدا ذا صلة باعمال القتل لكنه سرح بعد زمن قصير لقلة الادلة. ان هذا الطاعن الموالي للطعن هو واحد من القضايا المركزية في مجال الارهاب اليهودي ما تزال مفتوحة على المائدة.

          بعد اعتقال فيرلمن في ليل الثلاثاء، اصدر "ادام"، رئيس فريق محققين في الشاباك، امرا يمنعه لقاء محاميه مدة ثلاثة ايام. الحديث عن خطوة شاذة تتخذ فقط في حالات متطرفة يظن فيها الشاباك ان اللقاء سيفضي الى اضرار كبير بالتحقيق.

          أُتي بفيرلمن أمس لاطالة اعتقاله في محكمة الصلح في بيتح تكفا. طلب محققو الشرطة الذين حضروا اطالة اعتقاله خمسة عشرة يوما، وقدموا مادة استخبارية سرية الى القاضية سرا. وفي نهاية الامر، لم تبحث القاضية الطلب لانه تقرر نقل المداولة الى القدس وستجري هذا الصباح. استأنف الشاباك على قرار القاضية على نقل المداولة، وستبحث المحكمة اللوائية في بيتح تكفا هذا الصباح اين ستجري المداولة في اطالة الاعتقال. تعد المحكمة في بيتح تكفا اسهل على الشاباك من المحكمة في القدس، وليست هذه اول مرة يطلب فيها الشاباك نقل مداولات حددت في القدس الى بيتح تكفا.

          أتى المحكمة امس اصدقاء ومؤيدون، وفيهم نشيط اليمين ايتمار بن غبير، واناس جمعية "حنينو" الذين يساعدون على التمثيل القانوني. وقد صاحت زوجته من خلل الجدران: "كلنا هنا نحبك" مؤملة ان يسمعها فيتشجع. قال محاميه، عدي كيدار من جمعية "حنينو" الذي يمثل فيرلمن ان "الجمهور في اسرائيل يوشك ان يجلو واحدة من القضايا المحرجة التي تبين عن طرائق عمل الجهات الامنية، التي حاولت بوسائل مرفوضة حث المشتبه فيه على ربط نفسه باعمال لا صلة له بها"

 

                                                                                             .هآرتس 15/7/2010

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.