تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الولايات المتحدة لعباس: ابدأ بمفاوضات مباشرة اذا اردت أن يدفع اوباما الى الامام اقامة دولة

       على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن) أن يتقدم الى المحادثات المباشرة مع اسرائيل، اذا كان معنيا بان يساعده الرئيس الامريكي براك اوباما في الدفع الى الامام باقامة دولة فلسطينية – هذا ما يتضح من وثيقة داخلية فلسطينية وصلت الى وكالة أنباء أ.ب . وحسب الوثيقة، فان المبعوث الامريكي الخاص الى المنطقة، جورج ميتشل، نقل مؤخرا الى ابو مازن رسالة بهذه الروح.

          رئيس الفريق الفلسطيني المفاوض، صائب عريقات، أكد لوكالة الانباء ان مثل هذه الرسالة نقلت بالفعل، واضاف بان الولايات المتحدة لم تهدد بوقف الضغط على اسرائيل في موضوع تجميد البناء في المستوطنات اذا لم يدخل الفلسطينيون في محادثات مباشرة.

          ولكن لجنة المتابعة في الجامعة العربية لشؤون مبادرة السلام العربية، والتي ستجتمع يوم الخميس، ستقرر على ما يبدو بان على السلطة الامتناع عن محادثات مباشرة مع اسرائيل. ومع أنه انطلقت في اسرائيل، كالمعتاد، اعلانات مسبقة بشأن استئناف المفاوضات المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين، الا أن ممثلي الجامعة العربية سيطبقون توصية رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بمواصلة محادثات التقارب وعدم البدء بمحادثات مباشرة.

          مندوبو لجنة المتابعة سيطلبون من الادارة الامريكية ان تنشر بيانا واضحا بشأن الاطار المتوقع للمحادثات على التسوية الدائمة – بمعنى، تعريف واضح لحدود 1967 – وبالطبع، مثلما هو دوما، سيدعون الى وقف كل بناء في المستوطنات، بما في ذلك شرقي القدس.

          غير قليل من المرات حاولوا في اسرائيل ان يفهموا، لماذا في واقع الامر يرفض ابو مازن العروض لمحادثات مباشرة. يخيل أن الجواب على ذلك بسيط للغاية: فهو لا يثق برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. عباس يفهم بان موافقة فلسطينية على استئناف المفاوضات المباشرة، دون تجميد البناء في المستوطنات (أي التجميد الكامل)، وبدء المحادثات من المكان الذي توقفت عنه في عهد رئيس الوزراء ايهود اولمرت، ستشكل انتصارا كبيرا لنتنياهو. مثل هذا الانتصار سيعزز موقفه في العالم، وبالاساس في اسرائيل.

          طلب السلطة الفلسطينية من لجنة متابعة الجامعة العربية هو ان تقرر الابقاء على صيغة محادثات التقارب حتى ايلول (بالاجمال ستكتمل عندها اربعة اشهر من المحادثات المباشرة). ومع حلول ايلول فقط النظر في استمرار طريق السلطة. في نظر السلطة، الوصول هكذا الى ايلول معناه انتصار صغير.

          المقيمون في المقاطعة في رام الله يقدرون بانه اذا لم يستأنف نتنياهو تجميد البناء في ايلول (حتى ولو كان تجميدا جزئيا)، فان النتيجة ستكون درك اسفل جديد في مكانة اسرائيل في العالم. بالمقابل، اذا سعى الى استئناف التجميد، فمعنى الامر تغيير في التشكيلة الائتلافية في اسرائيل وظروف افضل بكثير للوصول الى اتفاق سلام. سبب هام لا يقل عن ذلك لعدم الرغبة الفلسطينية في الدخول في محادثات مباشرة هو الانتقاد على فتح وعلى ابو مازن من الداخل الفلسطيني، أي، من الخصوم السياسيين الفلسطينيين. كل تنازل فلسطيني يتم الان في موضوع المستوطنات سيصطدم بوابل من التنديدات من جانب جملة المنظمات الفلسطينية بل وحتى من داخل منظمة فتح نفسها. ابو مازن يخشى من أن تؤدي الاستجابة الى المفاوضات المباشرة، دون مقابل حقيقي ودون تغيير حقيقي، الى ضعضعة مكانة منظمته وبالطبع، مكانته.

          حاليا على الاقل السلطة لا تسارع إذن للسقوط في أذرع اسرائيل، خشية أن تكون المفاوضات المباشرة لها شرك عسل. قيادة السلطة الفلسطينية واثقة من أن نتنياهو سيحاول جر المفاوضات على التسوية الدائمة الى ما لا نهاية كي يتخذ من جهة صورة الساعي الى السلام ومن جهة اخرى كمن لا يتنازل عن مبادئه. وبالفعل، كما يبدو، لن نبشر في منتهى يوم الخميس باستئناف المحادثات المباشرة.

          الادعاء الفلسطيني الذي يتكرر منذ بدء محادثات التقارب هو أن نتنياهو يمنع وجود أي نقاش في مسائل التسوية الدائمة. وحسب هذه الادعاءات، فقد منع نقاش بالاساس في المسائل التي يفترض أن تطرح في مباحثات التقارب – الامن والحدود. وبزعم الفلسطينيين، فقد نقلوا قائمة ايضاحات خطية لـ 16 سؤال تقدمت بها الادارة الامريكية ولكن اسرائيل امتنعت عن اعطاء اجوبة على هذه الاسئلة.

 

                                                                                                      هآرتس 27/7/2010

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.