تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

مصر والجزائر و.. رياضة بدون روح رياضية

منذ أسابيع والقنوات الإعلامية تتناول اللقاء الذي جرى بين منتخبي الجزائر ومصر لكرة القدم لانتزاع بطاقة التأهل إلى كاس العالم 2010 في جنوب أفريقيا، واللقاء سيجري اليوم الأربعاء 18/11في السودان  بعد أن فشل الفريقان في الحسم في المباراة الماضية.

وتقوم بعض القنوات التلفزيونية والصحف وأغلب  وسائل الإعلام بتعبئة الشارع المصري والجزائري وتحشد الطرفين نفسيا وعاطفيا واستفزازا... وتضخّم الحدث وتستضيف المحللين والمفكرين والمبدعين لقول كلمتهم في الحدث الجلل.
تم حقن الشعبين وتلقيحهما بمحرضات ومنشطات هيستيرية قطيعيه "غنمية"، حتى غدا وكأن البلدين سيكونان بسبب هذه المباراة وبعدها على مفترق طرق؛ فمن يفز يدخل الجنة وتنتهي كل مشاكله وتحلّ كل قضاياه العالقة ويجد كل مواطنيه وظائف وبأجور كبيرة وتحل مشاكل التلوث والمياه والغذاء لديه وينتهي الفقر والجوع وكل أشكال المعاناة. أما من يخسر فإنه باختصار سيؤول إلى الجحيم.
تدخلت السياسة والاقتصاد والدبلوماسية والفن وحشد كل طرف مسؤوليه ودبلوماسييه وبرلمانييه وفنانيه وإعلامييه وطائراته لحضور الحرب المقبلة على أرض السودان المسكين. وكأن السودان لا يكفيه ما لديه من هموم حتى يُمنح هذا الشرف المباغت.
تصدرت المباراة الأخيرة بين مصر والجزائر قبل أيام في القاهرة عناوين الأخبار، ولاسيما الخبر العاجل بتسجيل الهدف...أجل، فالشعب العربي ينتظر نتيجة المباراة... الأمة العربية قاطبة تنتظر نتيجة المباراة.. كيف سينام هذا الشعب قبل الاطمئنان على نتيجة الحسم بين الفراعنة وخصومهم الألداء. ستتوقف على نتيجة هذا الحسم قضية فلسطين وعودة القدس والجولان واستعادة الرأي العام العالمي لمساندة قضايانا، وستندحر إسرائيل، وتستيقظ الذاكرة العربية التي اختزنت لمئات الأعوام: وامعتصماه!!.. لتجد سبايا كثيرات وثلة من المعتصمين لاحول لهم ولا قوة الا على بعضهم ...
لست أدري بعد كل الذي حصل في مصر والجزائر وفي وسائل إعلام البلدين وبين جماهير البلدين وبعد الإساءات لكلا البلدين وقيمهما وبعد كل التكسير والتحطيم والتشويه.... كيف سيكون للفوز طعم ولون ونكهة؟. كيف سيكون الفوز شرفا ورمزا لكرامة أي من البلدين ودلالة على رقيه وروحه الرياضية، وهل من العرب من سيعتز بأن يمثله أي من الفريقين في المحفل العالمي؟!
أتراها، تحولت حرب اليوم بين أقدام المصريين والجزائريين إلى عنوان للمرحلة، إلى خط فاصل بين الشعوب الحضارية وغير الحضارية، ونحن لم نعلم بعد؟ وهل ستكون هذه الحرب هي النموذج للحروب المقبلة بين العرب والعرب لقطع العلاقات بينهم وتقطيع ما تبقى من أوصال الوطن؟
الشاعر المتنبي قال قبل مئات الأعوام: على قدر أهل العزم تأتي العزائم... وقال : تكبر في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم.... أيها المتنبي المبدع؛ دعك من كافور والعصا وامتط حصانك وتقلد سيفك ورمحك وقلمك وتعال ..علّك تكون شاهدا على ما وصلت اليه امورنا من ضعف وهوان... وحضيض وصلنا اليه ... واياك ان  تمرّ على الكوفة وبيدائها  فبدلا من فاتك الأسدي هناك فواتك من الاغراب يتربصون بك وبنا و بكل ناطق بالضاد... ونحن رحبنا بهم ونسيناهم وانشغلنا بام المعارك "الفوتبولية"... تعال ياسيدي وتابع معنا اليوم .. موقعة في واحد من ثغور الامة لكنها ليست بيننا وبين اعدائنا بل بين احفاد طارق بن زياد وعمرو بن العاص ..أجارنا واياك من البلاء...........
 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.