تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

عباس : انوي اختيار نائب وتعديل الحكومة

 

 

 كشف الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم الخميس عن تلقيه "تعهدا" أمريكيا بوقف أي "نشاطات استفزازية" من قبل إسرائيل بما يمهد لاستئناف مفاوضات السلام المتعثرة بين الجانبين منذ 18 شهرا، محذرا في الوقت ذاته من انهيار حل الدولتين.

 

وقال عباس، في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) الصينية  بعمان العاصمة الاردنية قبيل بدء زيارته للصين حيث يشارك في معرض اكسبو شانغهاي العالمي 2010 الذى يفتتح فعالياته يوم (السبت) المقبل ويستمر لمدة ستة شهور، إنه في حال التأكد من مصداقية التعهدات الأمريكية وتوقف إسرائيل عن أنشطتها الاستيطانية، فإن المفاوضات ستبدأ فورا.

 

وحمل عباس إسرائيل مسئولية تعثر المفاوضات، لاستمرارها في الأنشطة الاستيطانية، مشيرا إلى أن الجانب الفلسطيني لا يطلب سوى تنفيذ بنود خطة خارطة الطريق.

 

وقال عباس "نحن لا نضع أي شروط على استئناف المفاوضات وإنما نضع مبادئ وهذه المبادئ على إسرائيل أن تنفذها (..) الآن أمريكا تبذل جهودا كبيرة، ومؤخرا أبلغنا المبعوث الامريكي جورج ميتشيل إن الادارة الامريكية تتعهد لنا بان إسرائيل لن تقوم بأية أعمال استفزازية".

 

وأضاف "إذا كان هذا التعهد الأمريكي واضح وتقف الإدارة الأمريكية عند كلمتها وتحترم كلمتها ويتضمن وقف الاستيطان بالتأكيد نحن سنذهب للمفاوضات ولن يهمنا عند ذلك أي نوع من المفاوضات (مباشرة أو غير مباشرة) ما دام الاستيطان سيتوقف".

وحذر عباس بشدة من خطر تقويض حل الدولتين الذي ينادى به المجتمع الدولي وقال "إذا استمرت إسرائيل في العمل الاستيطاني فهذا سيثير إحباط ويأس الناس فكيف ستقام الدولتين والدولة الفلسطينية تأكل بالاستيطان".

 

وتابع "لذلك أنبه الرأي العام الإسرائيلي أولا بأن الأفعال الاستفزازية تدفع الشعب الفلسطيني لليأس وبدأ الكثيرون الآن يتحدثون عن الدولة الواحدة".

 

وأكد عباس أنه لا يوافق على إعلان أحادي الجانب للدولة الفلسطينية، قائلا "نحن نرغب بإعلان دولتنا باتفاق دولي وإذا لم يحدث فهناك توجه عربي للذهاب إلى مجلس الأمن الدولي للاعتراف بالدولة الفلسطينية.

 

ورأى عباس أن "الكرة الآن في ملعب إسرائيل"، معتبرا أنه في حال أوقفت الاستيطان واعترفت بالشرعية الدولية بإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 "يمكن التوصل لاتفاق ثنائي في أشهر قليلة".

 

وأكد الرئيس الفلسطيني أن كافة قضايا الحل النهائي (الحدود والقدس واللاجئين والمياه والمستوطنات والأمن) ستطرح خلال المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل، في حال استئنافها.

 

وشدد عباس على أن تحقيق السلام وحل الدولتين "مصلحة إسرائيل أولا وفي مصلحة الفلسطينيين والشرق الأوسط والعالم ".

وعن الخطوة المقبلة في حال فشل المفاوضات، قال عباس "نحن نؤمن بالمفاوضات وبالسلام وليس لدينا أي فكرة أو موقف للعودة إلى العنف أو الانتفاضة المسلحة، إنما سنستمر في مساعينا السلمية، ولكن نستعمل حقنا في المقاومة الشعبية السلمية".

 

وقبيل اللقاء المزمع بينه وبين الرئيس الأمريكي باراك أوباما في واشنطن، في مايو أو يونيو المقبل وجه عباس انتقادا للولايات المتحدة بأنها لم تبذل جهدا كافيا للضغط على إسرائيل لتحقيق السلام، قائلا " بلا شك إن الموقف الأمريكي واضح من رؤية الدولتين وقد أصبحت هذه الرؤية التزاما دوليا لكن الحديث شيء والتطبيق على الأرض شيء آخر، مضيفا في نفس الوقت أنه يعتقد أن أوباما جاد في حديثه عن السلام وحل الدولتين".

 

من ناحية أخرى، أعلن الرئيس الفلسطيني عزمه على عدم الترشح لولاية رئاسية ثانية، عند تحقيق المصالحة الفلسطينية وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية جديدة، لكنه قال إنه لن يقدم استقالته من منصبه إذا فشلت عملية السلام.

 

وأعرب عباس عن رغبته بتعيين نائب له، مشيرا إلى أن الظروف الآن لا تسمح بذلك بسبب تعطل عمل المجلس التشريعي الذي هو صاحب جهة الاختصاص في تعيين النائب الذي هو ضروري جدا من وجهة نظره.

 

وفيما يتعلق بالمصالحة الداخلية الفلسطينية، قال عباس إنه ما زال ينتظر توقيع حركة (حماس) على الورقة المصرية للمصالحة وفي حال تم ذلك عندها سيبدأ مباشرة في تطبيقها.

 

ودعا عباس حركة (حماس) إلى الذهاب لانتخابات رئاسية وتشريعية شاملة لحسم الخلاف الداخلي الأمر الذي ترفضه الحركة قبل التوصل لمصالحة وطنية واتفاق على إنهاء الانقسام.

 

وأكد عباس أنه يمكن الاتفاق على موعد جديد لعقد الانتخابات عوضا عن موعد 28 يونيو الذي حددته الورقة المصرية للمصالحة، مشيرا إلى من يفوز فيها سيقود السلطة والحكومة والبلد.

 

وردا على الاتهامات التي وجهها مسئولون في حركة (حماس)، نفى الرئيس عباس أن تكون دعوته الأخيرة للمصالحة بأنها مناورة إعلامية، وقال إن الإخوة المصريين عملوا لمدة عامين في التحضير للورقة وتم عرضها على حركتي حماس وفتح وبعد ذلك وافقنا نحن في فتح، ووقعنا عليها، لكن حماس رفضت التوقيع إذن من الذي يناور ويتكتك؟".

 

وأشار عباس إلى استمرار الجهود العربية لتحقيق المصالحة الفلسطينية لكنه اتهم "دولا إقليمية" لم يسميها بتعطيل المصالحة، مضيفا أن الكرة الآن في ملعب (حماس) فعندما توقع على الورقة المصرية فنحن سنذهب فورا للمصالحة.

 

من جهة أخرى، أعلن الرئيس عباس عزمه على إدخال تغييرات في تركيبة الحكومة الفلسطينية الحالية التي يترأسها الاقتصادي المستقل سلام فياض، كاشفا عن أن هذه الرغبة موجودة قبل التوصية الأخيرة للمجلس الثوري لحركة فتح.

 

وشدد على أنه لن يخضع لأي "ابتزاز" عبر فرض تغييرات رغم أنه قال إن من حق المجلس الثوري (برلمان حركة فتح) إبداء موقفه "إنما في النتيجة القرار لنا فيما يتعلق بالحكومة وسير الحكومة وغيرها".

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.