تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

ترسيم الحدود ..الموضوع الاول على جدول المفاوضات

 

حصل المبعوث الاميركي للشرق الأوسط جورج ميتشيل على قبول الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي على انطلاق المفاوضات غير المباشرة (مفاوضات التقارب)، وسيعود ميتشيل للمنطقة أوائل الاسبوع القادم. وقد تم الاتفاق على أن يكون الموضوع الأول الذي سيتناول في جولاته المكوكية بين رام الله والقدس الغربية هو موضوع الحدود.

 

 

يصر الجانب الفلسطيني على أن تكون حدود الدولة الفلسطينية الآتية هي حدود الرابع من حزيران 1967 مع القبول بتعديل بسيط. في حين أن الجانب الاسرائيلي يصر على عدم الاتفاق على رسم الحدود نهائياً إلا بعد بناء الثقة بين الجانبين، وإذا أصر الجانب الفلسطيني على رسم الحدود فإن اسرائيل تقبل بالعودة لحدود الرابع من حزيران 1967 حسب الجدار العازل الفاصل والعنصري المقام حالياً بين الضفة واسرائيل، أي أن الحدود هي الجدار الفاصل، وبالاضافة الى ذلك غور الأردن لن يسلم وكذلك المستوطنات لن تزال أو يتم إخلاؤها..

 

الموقف الاميركي يطالب بالعودة الى حدود حزيران 1967 ولكن مع تبادل للأراضي لبقاء المستوطنات في الضفة قائمة، وكذلك القدس ستكون موضوعاً قابلاً للتفاوض مستقبلاً أي العودة لحدود حزيران 1967 ولكن بعد إجراء تعديلات "كبيرة" عليها. وهناك تصوّر أيضاً بأن تحمي الحدود أو ترابط عليها قوات دولية (غالبيتها اميركية) للحفاظ على الحدود، غير ان اسرائيل ترفض تواجد قوات دولية على الحدود بين الطرفين لان اسرائيل قادرة على حماية حدودها وهذا أولاً، أما ثانياً فإن السيادة الأمنية الشاملة على أجواء الدولة الفلسطينية وداخل اراضي هذه الدولة هي لاسرائيل، ولن تتنازل اسرائيل عن ذلك.

 

هناك تخوف اسرائيلي من ان يقوم الرئيس اوباما بتحميل اسرائيل مسؤولية فشل هذه المفاوضات، ولذلك ستكون هناك أيام صعبة وحساسة جداً مع اوباما الذي يطالب بضم حزب كاديما للحكومة الاسرائيلية لان هذا الحزب يؤيد التوجه أو التصور الاميركي للحل.. مع ان الجانب الفلسطيني إذا وافق على هذا التصور يكون قد تنازل عن حقوق كبيرة وشبه كبيرة من الارض وخاصة القدس لصالح اسرائيل. وكذلك ستطالب اسرائيل بأن تتنازل السلطة عن المطالبة بحق العودة للاجئين الفلسطينيين، حتى تقبل دراسة التصور الاميركي للحل، وحتى تقبل بحدود مؤقتة للدولة الفلسطينية بشرط أن تكون منزوعة السلاح، وعلى السلطة أيضاً الاعتراف بيهودية الدولة كشرط أساسي للتوصل الى أي اتفاق مستقبلي وكي تنجح المفاوضات.

 

دوائرة عديدة لا تتوقع نجاح هذه المفاوضات غير المباشرة لانها "كلام فاضي" كما يقول صحفيون اسرائيليون، وهي مضيعة للوقت، ولاظهار أن المسيرة السلمية مستمرة ومتواصلة مع انها تراوح مكانها.. وليس هناك بالفعل مسيرة سلمية حقيقية!

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.