تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الغول: المفاوضات مع إسرائيل لن تؤدي إلى نتائج

 

محطة أخبار سورية

قال عضو اللجنة المركزية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مسئول فرعها في قطاع غزة كايد الغول "واهم من يعتقد أن المفاوضات غير المباشرة أو المباشرة ستفضي إلى نتائج ما دام هناك موقف إسرائيلي يُغطى من قبل الإدارة الأمريكية ويتحول بعد ذلك أي موقف لفظي أمريكي تجاه العرب والفلسطينيين إلى موقف مؤقت ثم سرعان ما يتحول إلى عامل ضغط كما هو جاري الآن على الفلسطينيين والعرب".

 

وأكد الغول في مقابلة متلفزة على فضائية الأقصى يوم السبت 10-7-2010 أنه لا يوجد أي تقدم بالمفاوضات لأن الموقف الإسرائيلي لا زال ثابتاً عند ما يسمى بثوابته، تجاه القدس والانسحاب من كل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، وحق عودة اللاجئين والأمن..إلخ.

 

 وأضاف: " هناك ثوابت إسرائيلية لا زالت كما هي وأي شكل من أشكال المفاوضات المباشرة أو غير المباشرة لن يغير شيئاً من هذه الحقيقة، وبالتالي أي مفاوضات ستجري في ظل الموقف الإسرائيلي لن تفضي إلى نتائج إنما ستتحول إلى تقطيع مزيد من الوقت وإعطاء حكومة الاحتلال فرصة إضافية لاستكمال إجراءاتها الميدانية فيما يتصل بتهويد القدس وعزلها كلياً عن باقي الأراضي الفلسطينية، واستكمال بناء جدار الفصل العنصري، والتهام مزيد من الأراضي عبر إقامة مزيد من البؤر الاستيطانية أو توسيع ما هو قائم منها".

 

واعتبر أن المشكلة تكمن في الخيار الذي اختاره الرئيس أبو مازن وفريقه، وهو الذي يتقاطع مع خيار عربي عنوانه أن السلام هو الخيار الاستراتيجي والمفاوضات هي السبيل الوحيد للوصول إلى هذا السلام، في حين أن التجربة قد دللت أن هذا الخيار بمحدداته وبالاشتراطات التي قام عليها لن يصل بنا إلاّ إلى المزيد من التدهور والمزيد من إضعاف القضية الوطنية ومكانتها، والمزيد من إضعاف حالة الصمود الفلسطيني والعربي.

 

ودعا الغول إلى إجراء مراجعة شاملة لمسار المفاوضات الجارية، وصولاً إلى وقفها وفتح كل الخيارات أمام شعبنا من خلال إستراتيجية وطنية متوافق عليها تُحدد فيها الأهداف بدقة والوسائل لتحقيقها ، وصوغ التحالفات التي تدعم خياراتنا.

 

وفيما يتعلق بالعملية السياسية، أكد أن هناك بدائل سياسة لما هو جارٍ، عملية سياسية تستند لقرارات الشرعية الدولية، وهدفها بحث الآليات لتنفيذ هذه القرارات خاصة تلك المتعلقة بحق اللاجئين في العودة إلى ديارهم التي هجروا منها، والانسحاب الإسرائيلي من الأراضي المحتلة عام 67 بما فيها القدس، وحق تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة الكاملة.

 

وأضاف " إذا توصلنا كفلسطينيين إلى إرادة وقف المفاوضات الجارية وطرح عملية سياسية جديدة عبر مؤتمر دولي بمرجعية الأمم المتحدة يمكن أن نساهم جدياً في تغيير الموقف الرسمي العربي لأن الموقف العربي الراهن يتغطى بعجز الحالة الفلسطينية والموقف الرسمي الفلسطيني من أجل تبرير سياساته فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي، لكن إذا غير الفلسطينيون من سياستهم وتوافقوا على إستراتيجية مغايرة لما هو قائم أعتقد أنها ستفعل فعلها في الواقع العربي.

 

وشدد على ضرورة أن يشكل  الشعب الفلسطيني أداة ضغط على القيادة الرسمية، وأن تلعب فصائل المنظمة التي تعارض هذا الخيار دورها في الضغط سواء من داخل أطر المنظمة أو خارجها، وأن تقوم القوى الأخرى التي هي خارج إطار المنظمة بتنسيق جهدها مع القوى التي تعارض هذا الخيار.

 

وفي معرض إجابته على سؤال حول وسائل الضغط من أجل وقف هذا المسار العقيم، أكد الغول أن هذا الخيار يتغير بأمرين نضال جدي في الشارع الفلسطيني تجاه هذه السياسة، التي أثبتت التجربة الملموسة عقمها بل وضررها البالغ، ثم الذهاب لانتخابات نزيهة يقرر فيها شعبنا الخيار السياسي الذي يريد، وحينها يجري تغيير القيادات في المنظمة والسلطة وفقاً للخيار السياسي في عملية ديمقراطية ندعو لأن تكون منتظمة وشفافة ونزيهة، مشدداً أنه دون ذلك سنبقى أسيرين لما هو قائم من سياسة ومن استحواذ على النظام السياسي، وأرى أن طرح سؤال هل هناك إمكانية أم لا لتغيير هذا الخيار هو في أحد جوانبه يعكس حالة العجز نحو رؤية إمكانية شعبنا وقواه في القدرة على التغيير.

 

وقال الغول: "توصلنا في فترة سابقة على الانقسام إلى وثيقة الوفاق الوطني التي عالجت موضوع المفاوضات والمقاومة بشكل دقيق،  ويمكن استحضار ذلك في أي اتفاق قد نصل إليه لإنهاء حالة الانقسام واستعادة الوحدة.

 

 وتساءل الغول عما أفضى إليه خيار المفاوضات الجارية من نتائج، وهل يمكن أن نراهن على الوقت لتحقيق مكتسبات توصلنا من خلاله لتحقيق إنجازات وطنية؟، مشدداً على ضرورة عدم الاستسلام للواقع وما يريده الآخرون، بل يجب النضال أولاً لوقف حالة التراجع والتدهور والذهاب إلى صوغ إستراتيجية جديدة تتيح استخدام كل وسائل النضال بما فيها المفاوضات المنطلقة من برنامج متوافق عليه، وبذلك يمكن أن تتعزز حالة الصمود كضرورة في إطار الصراع والمجابهة المستمرة مع الاحتلال، كما يمكن أن تقود إلى تحسين في الواقع العربي.

 

وأشار الغول أن الصراع مع العدو الصهيوني لن ينتهى بضربة واحدة، فهناك حلقات مترابطة من النضال لإنهاء الصراع معه، واسترجاع كامل حقوقنا الوطنية، لافتاً أننا عندما نتحدث عن هدف مرحلي أو عن مفاوضات تستند إلى قرارات الشرعية الدولية فإنما نستهدف تحقيق هذا الهدف النهائي، ولا نعتقد أنه من الصواب التخلي عن قرارات الشرعية الدولية التي هي سلاح هام بيدنا يمكن من خلالها حشد الرأي العام العالمي لصالح قضيتنا ونضالنا، ومحاصرة دولة الاحتلال التي تتمنى التخلص من هذه القرارات.

 

وفي هذا السياق قال الغول " على سبيل المثال فإن قرار التقسيم رقم 181 قد ربط الاعتراف الدولي بإسرائيل بمدى تنفيذها لقرار عودة اللاجئين إلى ديارهم التي شردوا منها عام 1948 وفقاً للقرار 194، وأعتقد أن هذا الأمر في غاية الأهمية ويجب أن نمسك به لأنه يعزز مطلبنا على الصعيد الدولي بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، وإذا ما تحقق هذا الهدف ألا يكون قد تحقق هدف رئيسي من الأهداف الإستراتيجية؟ وهذا السؤال برسم من لا يعتقد بقيمة قرارات الشرعية الدولية، نحن ندعو للتمييز بين القرارات وبين العجز في تطبيقها، والعجز يجب ألا يقودنا بإعفاء المجتمع الدولي من مسئولياته، أو إعفاء حكومة الاحتلال من الالتزامات التي تفرضها عليها هذه القرارات.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.