محطة أخبار سورية
عثر علماء بريطانيون على ما وصفوه بـ"أرشيف" لمناخ منطقة الجنوب الأفريقي في بول يعود لألف عام لحيوان بحجم الأرنب من فصيلة الوبريات.
واعتمد الباحثون تحت إشراف بريان تشيز من جامعة ليسستر البريطانية على مخلفات هذا الحيوان في معرفة تطور المناخ على المستوى المحلي منذ 30 ألف عام.
وأكد الباحثون أن هذا الكشف "يعتبر مصدرا جديدا للمعلومات عن تاريخ المناخ في منطقة الجنوب الأفريقي والذي لا تتوفر عنه سوى معلومات قليلة بسبب الظروف الجافة والصحرواية للمنطقة".
وفي بيان صادر عن جامعة ليسستر أوضح أندرو كار، زميل تشيز، أن العلماء يعتمدون على تكلسات في البحيرات أو البرك والمستنقعات كمصدر طبيعي للمعلومات عن المناخ للتعرف على التغيرات البيئية الماضية.
أضاف كار:"ولكن ليس هناك مثل هذا الشيء في المناطق الجافة مثل منطقة الجنوب الأفريقي، ولكن ولحسن الحظ فإن بول الحيوانات من فصيلة الوبريات يتضمن مواد عضوية عبر عشرات الآلاف من السنين وهو ما يوفر لنا معلومات هامة عن التغيرات البيئية في مناطق عيش هذه الحيوانات".
وتعيش هذه الحيوانات غالبا في ناميبيا و بوتسوانا وتكون جماعات يصل عدد أفراد الواحدة منها إلى 50 حيوان ولها ما يمكن تسميته بـ"المبولة الجماعية" بعضها يستخدم منذ عدة عشرات من آلاف السنين مما أدى إلى تكلس البول على مدى هذه السنوات الطويلة وتحوله إلى طبقات.
وتحتوي هذه الحفر المرشحة للبول على جزيئات نباتية كانت هذه الحيوانات تأكلها إلى جانب بقايا حيوانية.
وذكر الباحثون أنهم استطاعوا من خلال طرق التحليل المعملي التعرف على سمات مميزة للجزيئات النباتية الموجودة في البول والتي توضح أي النباتات التي تناولتها هذه الحيوانات مما يعطي معلومات عن البيئة التي كانت تعيش بها ويساعد العلماء في الوقت ذاته على معرفة التغيرات المناخية بدقة وإعادة محاكاتها على مدى عدة قرون إلى عدة عقود من السنين ومقارنة هذه المعلومات مع العينات التي عثر عليها بالحفر من قاع المحيط القريب.
واستنتج العلماء من التحليلات التي قاموا بها حتى الآن أن منطقة الجنوب الأفريقي تعرضت لتذبذبات مناخية معقدة أثناء وبعد نهاية العصر الحجري الأخير قبل نحو عشرين ألف سنة.