بتاريخ 3 الشهر الحالي، أي يوم الخميس الماضي، نشرت وكالة الأنباء السورية سانا تقريراً أعلنت فيه أن الشركة العامة للمخابز الآلية في سورية حققت خلال النصف الأول من العام 2009 ربحا صافيا بلغ 90مليون ليرة، فيما نشرت صحيفة الوطن يوم (6 أيلول) خبراً يبيّن أن الشركة العامة للمخابز خاسرة، وقد بلغت خسارتها 60 مليون ليرة خلال النصف الأول في العام 2009!!!
المفارقة الأخرى أن كلا من الخبرين المختلفين أوردا مبررات الخسارة والربح بشكل يدعم ما ذهبا إليه، إذ قالت (سانا) في خبرها إن الربح أتى نتيجة عوامل عدة بينها "الوفورات المتحققة في مادة المازوت وزيادة نسب التنفيذ وترشيد الاستهلاك..." ونقلت عن مدير عام الشركة، عثمان حامد، أن أرباح هذا العام "نتجت عن عمولات النقل التي تؤخذ على ربطة الخبز وايرادات الودائع في المصارف وبيع مخلفات الإنتاج والربح المتحقق جراء بيع أكياس النايلون".
بينما قالت (الوطن) من جهتها أن أسباب الخسارة تعود إلى "ارتفاع أسعار أكياس النايلون والصناديق البلاستيكية وكذلك إلى الارتفاع المستمر في بند الرواتب والأجور بسبب الترفيعات والزيادة... والارتفاع المستمر بأسعار القطع التبديلية وأجور الإصلاح وعدم إقرار التكلفة الفعلية لإنتاج طن الخبز وبقاء سعر مبيع الخبز ثابتاً منذ عام 2002".
ورغم ان محرري الخبرين جهدا في حشد عدد كبير من الارقام عن الانتاج والموظفين وكلف الصيانة ورأسمال الشركة العامة... إلا أن مقارنة الارقام لم تترك مجالاً لوجود خطأ مطبعي ولا املائي يحول الخسارة إلى ربح أو العكس... خصوصاً أن سانا استندت إلى مدير الشركة والوطن استندت إلى تقرير اقتصادي "صادر عن الشركة".
فهل هي مجرد اخطاء صحفية تحريرية، أم هي أخبار تنشر وفق رغبات جهات أو أفراد ترغب بأن تكون مؤسسة ما خاسرة أو رابحة وبفارق كبير من الأرقام...؟
