تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

هل بدأت مؤشرات بدء إنقسام الدولة العبرية إلى اثنتين

 

 
 
رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو قدم إعتذاراً لنائب الرئيس الأميركي جو بايدن بسبب الإعلان عن إقامة 1600 وحدة سكنية استيطانية جديدة في القدس العربية، خلال زيارة بايدن لاسرائيل، واعترف نتنياهو بأن الوقت لم يكن مناسباً لاعلان ذلك.
جو بايدن من مناصري اسرائيل عبر مسيرته في الكونغرس الاميركي، وهو ليس الاميركي الوحيد الذي يصطدم بإعلان اقامة وحدات سكن استيطانية جديدة لدى وصوله الى اسرائيل، فقد تكررت مثل هذه الخطوات في السابق، في عهد كونداليسا رايس، وزيرة الخارجية السابقة، وفي عهد العديد من المبعوثين الاميركيين للمنطقة.
ماذا يعني هذا؟ هل يتم الاعلان عن ذلك في كل مرة بهدف افشال مهمة أي مبعوث اميركي؟ وهل كان الاعلان بعلم أو من دون علم نتنياهو؟ وهل هناك "قوى" داخل اسرائيل تحارب المسيرة السلمية، وتعمل على احراج رئيس الوزراء، واجباره على الاعتذار عن أو تبرير الاعلان عن اقامة مستوطنات جديدة؟
 
دوائر اسرائيلية مطلعة قالت وبكل وضوح، أنه، ورغم تأييد نتنياهو للاستيطان، الا أن الاعلان عن اقامة هذه المستوطنات واثناء زيارات المسؤولين الاميركان لاسرائيل لم يتم بعلمه وبموافقته، ويهدف أولاً وأخيراً إلى إحراجه، واجباره على دعم أية خطوة حكوميةفي مجال الاستيطان  تؤخذ على مستوى الوزارات المعنية وخاصة أن هذا الاستيطان يتم الموافقة عليه في الوزارات الرسمية ومنها الاسكان والداخلية، ووزارة الداخلية كما هو معروف تسيطر عليها حركة شاس إذ أن الوزير ايلي يشاي يدير هذه الحقيبة وهو من مؤيدي الاستيطان أيضاً!
 
وتقول هذه الدوائر مؤكدة أن داخل الحكومة الاسرائيلية هناك قوى يمينية متنفذة جداً، وهي ليست تحت سيطرة رئيس الوزراء، وهي التي تشجع الاستيطان وتخطط له وتدعمه، رغم تحفظ رئيس الوزراء على هذه المخططات.. وان هذه القوى تعمل كما تشاء وتدعم الاستيطان، ولا يستطيع نتنياهو اغضابها لان ائتلافه الحكومي يعتمد عليها، لذلك نجد أن ملف الاستيطان قد خرج من نطاق سيطرة نتنياهو، وبالتالي فإن كل ما يقوله عن تجميد للاستيطان هو مجرد حبر على ورق لان اللجان المسؤولة عن مخططات الاستيطان عديدة ومرتبطة بعدة وزارات، ولا تخضع لرئيس الوزراء الا في حالة اقرار اقامتها او توفير الميزانيات اللازمة لانشائها وبنائها، وهذه اللجان تعمل كما يحلو لها، وهي في غالبيتها يمينية، وهي مرتبطة بأحزابها، ومصادر دعمها غالبا ما تكون مستقلة عن ميزانية الدولة إذ أن هناك عدداً من الأثرياء اليهود في العالم يوفرون كل ما تحتاجه هذه القوى الاستيطانية من مساعدات مالية لتنفيذ المشاريع الاستيطانية في القدس وفي الضفة والجولان ايضاً.
 
في الخلاصة: يمكن القول والاستنتاج أن المؤشرات كلها تقدم الادلة على ان اسرائيل بدأت تنقسم الى دولتين، دولة المستوطنين، ودولة اسرائيل الحالية، وأن هذا الأمر سيتضح أكثر مع مرور الزمن إذ أن قوى الاستيطان قوية داخل اسرائيل، وان أي رئيس وزراء لدولة اسرائيل حالياً أومستقبلاً سيجد الصعاب الكبيرة والجمة لازالة حتى المستوطنات العشوائية و"غير القانونية" حسب المصطلح الاسرائيلي المسوّق للعالم كله.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.