تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

نظام القذافي يتصدع سياسياً والناتو يهدد بقصف الثوار

مصدر الصورة
sns - وكالات

 

محطة أخبار سورية

تمكنت قوات الزعيم الليبي معمر القذافي من إحراز تقدم عسكري مهم في شرق البلاد مرغمة "ثوار 17 فبراير" على التراجع، في الوقت الذي تواصلت فيه حالة التصدع السياسي للنظام بعد انشقاق موسى كوسا، وزير الخارجية، وكاتم أسرار القذافي حيث توالت استقالات قيادات سياسية وأمنية كبرى مقربة من الزعيم الليبي.

 

 جاء ذلك فيما أشارت تقارير لوجود خلافات بين الثوار الليبيين وحلف شمال الأطلنطي (الناتو) الذي هدد الثوار بقصفهم إذا مسوا حياة المدنيين.

 

وحسمت كتائب القذافي السيطرة مجددا على مدينة البريقة النفطية الإستراتيجية شرقي البلاد بعد معارك قوية مع الثوار. واستطاعت دفع الثوار بعيدا عن المدينة باتجاه الشرق، مستخدمة القصف المدفعي وراجمات الصواريخ، فيما فشل الثوار في استعادة البريقة ودفعوا بتعزيزات عسكرية إلى المدينة.

 

وتزحف قوات القذافي التي سيطرت أمس الأول على مدينة رأس لانوف والقرى المحيطة بها باتجاه أجدابيا التى نزح منها المزيد من السكان متجهين إلى بنغازي، فيما تتواصل المعارك في مدينة مصراتة غرب ليبيا.

 

ومع تقدم قوات القذافي باتجاه الشرق، حل القلق محل فرحة الثوار بالتدخل العسكري لحلف «الناتو»، ووجهت قيادة الثوار نداء عبر الإذاعة تطالب فيه الشباب للتطوع فى صفوفها، وسط مخاوف تجددت بوقوع كارثة بنغازي إذا وصلت إليها قوات القذافي.

 

وأعلنت قيادات بالمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا أن المجلس يدرس إعادة النظر في تغيير قيادته العسكرية بعد سيطرة قوات القذافي على البريقة، وإحرازها تقدما في مناطق أخرى بالشرق، ويعلن استعداده لوقف إطلاق النار ولكن بشروط، من أهمها تخلى كتائب القذافي عن بعض المدن التي سيطرت عليها.

 

وأرجع متحدث باسم الثوار تراجعهم حتى مدينة أجدابيا وفقدهم السيطرة على مدن بن جواد ورأس لانوف والبريقة، إلى أنهم «يحاربون جيشاً منظماً من كتائب القذافى مدعوما بالحرس الجمهوري التشادي والذي يمتلك أسلحة حديثة متطورة ذات قدرة تدميرية عالية. وأرجعت مصادر مقربة من المجلس الوطني توقف الهجمات الجوية للتحالف طوال اليومين الماضيين إلى خلافات بين المجلس والتحالف حول وجود قيادات من تنظيم القاعدة ضمن صفوف الثوار.

 

وقالت المصادر لصحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية إن الحكومات الغربية تشعر بقلق بالغ من إمكانية تسلل عدد من قيادات وعناصر تنظيم القاعدة إلى صفوف جيش ليبيا الحرة الموالى للثوار وأنهم طلبوا معلومات محددة فى هذا الصدد لكنهم لم يتلقوا أي رد. ولكن الأميرال مايك مولن، قائد الجيوش الأمريكية، أعلن أن سوء الأحوال الجوية والغيوم في ليبيا هو الذي حد من فعالية الضربات الجوية ضد قوات القذافي.

 

جاء ذلك فيما ذكر مسؤولون كبار بالجيش والحكومة الأمريكيين أن أعضاء من حلف الناتو وجهوا تحذيراً صارماً لثوار ليبيا بعدم مهاجمة المدنيين فى خضم مواجهاتهم مع نظام القذافي. وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إن الحلف الذي تسلم العملية العسكرية الجوية في ليبيا رسميا أمس الأول أبلغ الثوار أنهم لن يكونوا بمنأى عن القصف الجوى من قبل طائرات الحلف إذا ما عرضوا حياة المدنيين الأبرياء للخطر، مثلهم في ذلك مثل القوات الحكومية الليبية.

 

وعلى النقيض من التقدم العسكري لقوات القذافي، اتسعت دائرة الانشقاقات عليه، حيث ذكرت تقارير بأن 10 مسؤولين ليبيين يبحثون انشقاقهم مع بريطانيا وذلك بعد انشقاق موسى كوسا وزير الخارجية ورئيس المخابرات الليبية وإعلان على عبد السلام التريكى وزير الخارجية السابق ومندوب ليبيا بالأمم المتحدة في وقت سابق الانشقاق على القذافى.

 

وقال مصدر قريب لـ«تريكى» إن الأخير انشق عن النظام وأنه موجود فى القاهرة، فيما ذكرت قناة «الجزيرة» القطرية أن «عددا من الشخصيات» المقربة من القذافى غادروا إلى تونس، وبينهم أبوزيد دودة رئيس الاستخبارات، وعبدالعاطى العبيدى، أمين اللجنة الشعبية العامة المكلف بالشؤون الأوروبية، وأبو القاسم الزاوى، أمين المؤتمر الشعبي العام، ورفيق الزاوى، المستشار بسفارة ليبيا بلندن.

 

وفيما اختلفت العواصم الغربية بانشقاق موسى كوسا «كاتم أسرار القذافي» باعتباره ضربه قاسمة للقذافي مؤشرا على انهيار نظامه، اعتبرت مجلة ديرشبيغل الألمانية أن هذه الخطوة وضعت الغرب بين نارين، وتساءلت هل سيمنح الغرب حق اللجوء السياسي لكوسا المتهم بارتكاب مجازر وقتل جماعى وجرائم ضد الإنسانية؟

 

جاء ذلك فيما كشفت مصادر مقربة من القذافى لصحيفة «الشرق الأوسط» أن القذافى أصيب بصدمة عنيفة وحالة من الهياج بعدما تم إبلاغه بنبأ انشقاق كوسا دفعته لمطالبة الاستخبارات الليبية بتصفيته فى لندن بأى وسيلة.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.